أطلقت الجزائر خطة لتفعيل أموال زكاة وتسييرها من خلال باكورة القرض الحسن، وهي مبادرة يُراد بها دعم المشروعات المنتجة وتشجيع الشباب.

الجزائر: بعد أشهر من إطلاق السلطات الجزائرية تجربة quot;طاكسي وقفquot; التي جرى من خلالها إدماج العشرات من الشباب العاطلين عن العمل، أطلقت الجزائر خطة جديدة لتفعيل أموال زكاة وتسييرها، من خلال باكورة quot;القرض الحسنquot;، وهي مبادرة يُراد بها دعم المشروعات المنتجة، عبر الأخذ بيد مئات الشباب الموجودين على الهامش، quot;إيلافquot; تابعت الموضوع مع المعنيين.

يقول وزير الأوقاف الجزائري أبو عبد الله غلام الله إنّ قطاعه شرع في مساع لإنشاء هيئة محلية ذات طابع اقتصادي واجتماعي سيوكل إليها تسيير أموال الزكاة في إطار quot;القرض الحسنquot;، ويشير الوزير إلى أنّ حاجة بلاده ومواطنيه للزكاة تتنامى، لذا ينبغي إنجاح إيجاد هذه الهيئة، التي أوكل تسييرها لكفاءات في المجالين الإداري والمالي، حتى يتم تطوير عملية القرض الحسن ببعدها الاستثماري والاجتماعي.

وربط المسؤول الجزائري إطلاق quot;القرض الحسنquot; بحتمية الإسهام في القضاء على الفقر والبطالة، وحث الناس على الإقبال على الزكاة، بما يعين على تحصيل مبالغ تتيح الفرصة لإعانة جمهور الشباب على خلق استثماراتهم ونشاطاتهم الحرفية، وأفاد غلام الله أنّ وزارة الأوقاف في صدد إعداد تدابير خاصة لتطوير عمليات quot;القرض الحسنquot;، في إطار محاربة البطالة وتشجيع الشباب والفتيات على خلق أعمالهم الخاصة، مبرزاً أن الإدارة وضعت العديد من التسهيلات لنجاح هذه العمليات، لا سيما عن طريق إرجاء وتمديد أجال التسديد.

وبحسب مراجع مسؤولة، فإنّ quot;القرض الحسنquot;، الذي استفاد منه العشرات على مستوى المحافظات الـ48، تتراوح قيمته ما بين 200 ألف و300 ألف دينار (بحدود ثلاثة آلاف يورو). من جانبه، يوضح عدّة فلاحي، المستشار الإعلامي على مستوى وزارة الأوقاف الجزائرية، أنّ مصالح الوزارة على مستوى المحافظات شرعت في استقبال الملفات، وستقوم بدراستها قبيل منح الضوء الأخضر لأصحابها، علماً أنّ هناك نية رسمية لمنح الأفضلية لحملة الشهادات، خصوصاً أنّ بيانات تتحدث عن تطويق البطالة لنحو 40 % ممن هم في سن العمل، بينهم الآلاف من حاملي الشهادات، في بلد يبلغ معدل أعمار نصف سكانه -36 مليون نسمة-، أقل من 25 سنة.

ويؤكد فلاحي لـquot;إيلافquot; أنّ ثمة تعليمات تنفيذية للتركيز على مشروعات منتجة في صورة: النجارة ndash; الحدادة ndash; الخياطة ndash; الزراعة وتربية النحل. ويذهب المعدّل المسجّل على مستوى وزارة الأوقاف إلى إمكانية دعم 20 إلى 30 مشروع على مستوى كل محافظة، وهذا كمرحلة أولى، في انتظار أن تأخذ عمليات quot;القرض الحسنquot; حجماً أكبر في غضون السنوات القليلة المقبلة.

وتتمتع الجزائر برصيد مهم من الزكاة، وتفيد كشوفات اطلعت quot;إيلافquot; عليهاquot; أنّ زكاة عيد الفطر بلغت 2.4 مليار دينار، كما قدّرت زكاة المال بـ3.8 مليار دينار، في حين جرى تحصيل 4.5 مليون دينار كقيمة لزكاة الزروع والثمار، وستكون قيمة القروض الممنوحة لأصحاب المشروعات خاضعة لمداخيل كل محافظة، وما يتصل بمختلف المناطق الجزائرية من خصوصيات بين ولايات زراعية وأخرى صناعية وتوابعها.