توصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق، يفتح الطريق للتصديق على معاهدة لزيادة نفوذه في الشؤون العالمية، لكنه فشل في الاتفاق على تمويل اتفاقية لمكافحة التغير المناخي.

بروكسل: توصل الاتحاد الأوروبي أمس الخميس إلى اتفاق، يفتح الطريق أمام التصديق على معاهدة لزيادة نفوذه في الشؤون العالمية، لكنه فشل في الاتفاق على تمويل اتفاقية لمكافحة التغير المناخي. ولم يتمكن زعماء الاتحاد الأوروبي أيضاً من الاتفاق على رئيس جديد للاتحاد، وذلك في اليوم الأول لقمة في بروكسل، تستمر يومين، مع انحسار فرص رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير للفوز بالمنصب.

وقال مسؤولون إن زعماء الدول السبع والعشرين، التي تشكّل الاتحاد الأوروبي، وافقوا على صيغة اتفاق لإقناع الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس بالتصديق على معاهدة لشبونة، التي ستدخل إصلاحات على المؤسسات الرئيسة للاتحاد الأوروبي.

وأوضح رئيس الوزراء السويدي فريدريك رينفيلد، الذي ترأس بلاده الاتحاد حالياً وتتفاض مع الحكومة التشيكية، في مؤتمر صحافي، أن quot;الطريق إلى التصديق أصبح مفتوحاً الآنquot;. وتحتاج المعاهدة تصديق الدول الأعضاء السبع والعشرين كافة، حتى تصبح نافذة. وصدقت كل الدول عليها، عدا جمهورية التشيك.

والعقبة الوحيدة الآن أمام توقيع كلاوس هي طعن قانوني، قدمه أعضاء في مجلس الشيوخ التشيكي، من المتوقع أن ترفضه المحكمة الدستورية للبلاد يوم الثلاثاء. وسيعطي التصديق على المعاهدة، بعد سنوات من المفاوضات، دفعة لآمال الاتحاد الأوروبي لزيادة نفوذه على الساحة العالمية، لمجاراة صعود قوى بازعة، مثل الصين، في أعقاب الأزمة الاقتصادية العالمية.

وقال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو quot;هذه المعاهدة الجديدة تذكرني بسابق للمارثوان، لكنه ماراثون فيه حواجزquot;. وستيسّر المعاهدة عملية صنع القرار في الاتحاد الأوروبي، وهي الآن عملية صعبة، مع نمو الاتحاد إلى 27 دولة عضو، تمثل 495 مليون نسمة. وستنشئ رئيساً لمجلس زعماء الاتحاد الأوروبي، وتعزز سلطات ممثله الأعلى للشؤون الخارجية.

وأكد الزعماء أنهم لم يناقشوا من سيكون الرئيس، وتلاشت آمال بلير عندما فشل في الحصول على تأييد الاشتراكيين الأوروبيين وهم حلفاء لحزبه العمال الحاكم في بريطانيا. ومن المرجّح الآن بشكل أكبر أن يذهب المنصب إلى مرشّح من يمين الوسط. ولم يبرز أحد حتى الآن بين المرشحين المحتملين، ومنهم رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكننده، ورئيس الوزراء الفنلندي السابق بافو ليبونين.

وعلى النقيض من التفاؤل بشأن التصديق على معاهدة إصلاح مؤسسات الاتحاد الأوروبي، فإن كثيرين من زعماء الاتحاد شعروا بخيبة أمل، بسبب الفشل في الاتفاق على حجم التمويل الذي سيقدمه الاتحاد لمساعدة الدول الفقيرة في مكافحة ارتفاع درجات الحرارة في العالم، بمقتضى اتفاقية ستناقش في محادثات دولية في العاصمة الدنمركية كوبنهاجن في ديسمبر (كانون الأول).

وقالت مصادر في الاتحاد الأوروبي إن رئاسة الاتحاد ستقدم اقتراحات جديدة يوم الجمعة.. اليوم الأخير للقمة. والفشل في الاتفاق على تمويل، سيوجّه ضربة أخرى إلى احتمالات موافقة زعماء العالم على اتفاقية، لتحل محل بروتوكول كيوتو لمكافحة التغير المناخي أثناء محادثات كوبنهاجن.

وقال باروزو quot;أنا واثق أننا سنجد حلاً. من المهم للغاية أن يحافظ الاتحاد الأوروبي على دور القيادة الذي نضطلع به (في محاربة التغير المناخي)quot;. وتعارض تسع دول في أوروبا الشرقية الوصول إلى أي اتفاق بشأن حجم الأموال التي ستقدم للدول النامية، إلى ان يتفق الاتحاد الأوروبي على حجم التمويل، الذي ستقدمه كل دولة عضو.

وتعارض بعض الدول -بما في ذلك ألمانيا- المسارعة إلى إعلان رقم، قائلة إن من الأفضل الانتظار إلى أن تكشف القوى العالمية الأخرى أولاً عن حجم الأموال التي ستقدمها.