تشهد سوق الذهب في مصر ركوداً شديداً، بسبب عزوف المستهلك عن الشراء لارتفاع السعر وتوفير البديل المقلد والمعروف بالذهب الصيني.

حسام المهدي من القاهرة: حالة من الركود الشديد تشهدها سوق الذهب في مصر، بسبب عزوف المستهلك عن الشراء، لارتفاع السعر، وكذلك توفير البديل من الذهب المقلد (القشرة)، الذي أصبح يعرف باسم الذهب الصيني.

إيلاف جالت في سوق الذهب المصرية في أشهر مناطقها في القاهرة (الصاغة)، وقابلت عدداً من تجار الذهب، واتفقوا جميعاً على أن السوق تشهد ركوداً لم يحدث من قبل. محمد القصبجي ndash; صاحب محال المصوغات ndash; يؤكد ركود عملية البيع منذ أكثر من شهر، ويقول إن معدل البيع لا يتعدى خاتم أو حلية صغيرة لا تزن أكثر من 3- 4 غرام يومياً، ويرجع السبب إلى ارتفاع الأسعار، ويرى أن الانفراجة قد تأتي بعد تعافي العالم والولايات المتحدة من الأزمة الاقتصادية.

وثار القصبجي عندماسألناه عن الذهب الصيني، مؤكداً أنه لا يمكنه أن يحل محل الذهب، لأنه لا توجد أسرة في مصر تقبل أن تزوج ابنتها بدون الشبكة الذهبية، في نفي بأن الذهب الصيني قد يكون سبباً من أسباب الركود، حيث أصبح بديلاً للعرسان عن الشبكة الذهبية.

ولم يختلف جرجس - صائغ- مع القصبجي، حيث أكد الأول أن تذبذب السعر وارتفاعه يؤثر على المستهلك ويجعله متخوفاً من الشراء. أما عن الذهب الصيني وتأثيره في سوق الذهب، فيؤكد جرجس أنه في بداية ظهور الذهب الصيني، كانت الناس تظن أنه ذهب فعلي، ولذلك كان له تأثير في سوق الذهب، حتى قبل ارتفاع أسعار الذهب عالمياً. أما بعدما اتضحت حقيقة الذهب الصيني وعرف الناس أنه ليس ذهباً، وإنما مجرد إكسسوار مطلي، أصبح الأمر طبيعياً.

البديل الصيني
وأمام محال بيع الذهب والمصوغات في quot;الصاغةquot;، تراصت العديد من العربات وعليها المنتج البديل quot;الذهب الصينيquot; وquot;الهنديquot; الذي لا تستطيع عين غير خبيرة أن تفرّقه عن الذهب الحقيقي، واللافت للنظر أن العيد من الفتيات والشباب وقفت حول باعة الذهب المقلد لتختار منها شبكة الزواج.

ويقول محمد ndash; بائع متجول- إن هذه الإكسسوارات الصينية أصبحت البديل الوحيد أمام الشباب المقبل على الزواج ولا يجد ثمن الشبكة الذهبية، لذا فإن الذهب الصيني يشهد رواجاً شديداً أكثر من أي سلعة أخرى، وخاصة بعد ارتفاع سعر الذهب. وأكد العديد من باعة الذهب المقلد أن العديد من quot;العرسانquot; يشترون شبكتهم من هذا النوع.

وفي لقاء مع عدد من الشباب والفتيات للتعرف إلى رأيهم في إتمام الزواج بالشبكة الصيني، اعتبر هيثم صبحي ndash; بكالوريوس خدمة اجتماعية ndash; أن الشبكة الذهبية لا تعد هدية للعروس فحسب، بل هل نوع من الإدخار في المنزل، فهي ضرورية لهذا السبب فقط. أما محمود جمال ndash; إدارة أعمال ndash; فيرى أنه لا مانع من الشبكة الصيني.. مادامت الظروف لا تسمح بتوفير الذهب الأصلي. في حين ترفض مروة عبد الحميد بشدة أن تكون شبكتها من الذهب المقلد، بينما ترى أم كمال أن ظروف الشباب المصري سيئة ولذا لا داعي للذهب، ما دامت الإكسسوارات الأخرى مقلدة بالشكل واللمعة نفسها.

من جهته، يؤكد رفيق العباسي، رئيس شعبة تجارة الذهب والمصوغات في اتحاد الصناعات ndash; لـquot;إيلافquot; أن هناك طبقة عريضة من المصريين أصبحوا لا يستطيعون شراء الذهب، خاصة بعد ارتفاع سعره عالمياً، وحتى الطبقة العليا أصبحت مقلة في الشراء بعد ارتفاع الأسعار، وهذا هو السبب الرئيس في حالة الركود.

أما عن ما يسمى بالذهب الصيني، فيوضح العباسي أن هذا النوع من الإكسسوار موجود من قبل في مصر في صورة (قشرة الجمل) إلا أنه يصنع الآن في دول شرق آسيا بصورة جيدة تشبه الذهب، ويستورد على شكل إكسسوار، ويروّج على أنه ذهب، وأعجب به الناس، فأقبلوا على شرائه، إلا أنه لا يؤثر في سوق الذهب، لأن غالبية زبائنه هم ممن لا يستطيعون شراء الذهب.