أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: تتعدد المهن التي تحقق مداخل إضافية مهمة خلال عيد الأضحى. ومن أكبر المستفيدين من هذه المناسبة صغار صناع الجلود، الذين تنتعش الحركة في محلاتهم، بشكل لافت.
ويلاحظ، منذ ثاني أيام العيد، تجول شباب على عربة مجرورة، قبل أن يعمدوا إلى طرق أبواب المنازل للحصول على فروة الخروف، في بعض الأحيان، دون مقابل.

وتبدأ البهجة تلامس ملامح ممتهني quot;الدباغةquot; بمجرد ما يشرعون في استقبال جلود الأضاحي، التي تحقق لهم مكاسب لا بأس به، تعوضهم ولو نسبيا الخسائر المتتالية، التي فاقمتها تداعيات الأزمة المالية العالمية على قطاع الصناعة التقليدية.

ويعمل هؤلاء على تخزين هذه الجلود، لكونهم يحصلان عليها بدون مقابل، قبل أن يستعدوا إلى مرحلة quot;التصنيعquot;.

وقال رشيد لشردراوي، حرفي في قطاع الجلود في الدار البيضاء،إن quot;الجلود تخضع لعدة مراحل، وجميعها يدوية، حتى يصبح صوفها جاهزا للاستخدام، بعد الاستعانة به في حياكة ألبسة تقليديةquot;.

وتأتي المرحلة الثانية، يضيف رشيد، والمتمثلة في quot;تمليح الجلد، وتنظيفه، وتيبيسه، قبل أن يترك لحوالي شهر معرضا لأشعة الشمس، ثم تبدأ مرحلة الغسل، إذ ينقع بالماء حتى يتحول إلى اللون الأبيض، لينضاف إليه مجددا الملح، والشبة، قبل أن يترك للراحةquot;.

بعد هذه المراحل، يشرح الحرفي في قطاع الجلود، quot;تكون الفروة جاهزة لتصنع منها آالات موسيقية تقليدية، أو موديلات لأدوات تزيين، وفي بعض الحالات تستخدم في ألبسة تقليدية، والأحذية، ومنها وصناعة الحقائب والأكياس، والطرازون على الجلدquot;.

وأكد رشيد أن هذه المناسبة تعيد الروح إلى هذه الحرفة، التي تسير نحو الانقراض، ومهددة بشكل دائم بمواجهة خطر الإفلاسquot;.

وصناعة الجلود تتوارثها اسر مغربية يشهد لهم بإتقانهم لمنتجاتها وتشتهر بها العاصمة المغربية، ومدن سياحية أخرى في المملكة، منها فاس، ومراكش، ومكناس، وأكادير.

ويؤكد حرفيون أن صناعة الجلود اليدوية وتحويلها إلى منتجات جميلة في المغرب صورة أخرى من صور الثراء الفني والثقافي المغربي، الذي يميز المملكة عن باقي البلدان العربية والإفريقية.

وياتي السياح الأجانب في مقدمة مقتني منتجات صناعة الجلود، في وقت يلجأ فيه باقي الزبائن إلى شراء منتجات تقليدية أخرى أقل تكلفة.

والجلود واحدة من القطاعات التي دعمتها الحكومة، في خطوة استباقية للتخفيف من تداعيات الأزمة المالية العالمية.

واستفادت 33 مقاولة في قطاع الجلد، و5 مقاولات في مجال الالكترونيك من التدابير المستعجلة للتخفيف من تداعيات الأزمة، ووصل مبلغ التسديدات إلى 278.3 مليون درهم.

وفقد قطاع الجلد 30 في المائة من معاملاته بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى quot;إفلاس أزيد من 150 شركةquot; تعمل في قطاع الجلد والدباغة، والمنتوجات الجلدية، خاصة في صنف الأحذية.

يشار إلى أن قطاع صناعة الجلد بالمغرب يضم 358 مقاولة، 70 منها فقط استفادت من الدعم التقني الذي توفره الوكالة الوطنية لدعم المقاولات. وأطلق المغرب، أخيرا، البوابة الإلكترونية لخدمات قطاع صناعة الجلد.