أعلنت quot;دبي العالميةquot; أنها ستجتمع مع مقرضيها الرئيسيين الأسبوع المقبل لبحث جدولة ديون بحدود 26 مليار دولار. وسيكون هذا أول اجتماع رسمي تعقده معهم بعد الأزمة.
قسم الترجمة - إيلاف: احتفلت أبوظبي ليل الأربعاء بما قال مراقبون إنه أكبر عرض للألعاب النارية في العالم، أُطلق فيه من المفرقعات ما زاد على 100 ألف بمناسبة العيد الوطني لدولة الإمارات العربية. ولكن المراقبين أنفسهم نقلوا عن مقيمين إن الاحتفالات في شقيقتها دبي كانت أكثر تواضعاً.
وقالت صحيفة quot;التايمزquot; البريطانية في تقرير اليوم الخميس إن أزمة ثقة ألمت بإمارة دبي منذ الأسبوع الماضي، بعد انهيار استراتجيتها في النمو المدفوع بقوة الاقتراض، إثر قرارها تأجيل سداد الديون المستحقة على شركة quot;دبي العالميةquot;.
وأسفرت أزمة الديون عن تدفق مليارات الدولارات خارج منطقة الخليج إلى أسواق وأصول أكثر أماناً ـ بما في ذلك الذهب الذي سجل رقماً قياسياً جديداً أمس الأربعاء بـ 1212.50 دولار للأونصة. ويتزايد الطلب على الذهب مدفوعاً بمخاوف من ضعف الدولار وبقناعة ترى عودة التضخم الجامح في العام المقبل.
وأضاف التقرير أن قرار دبي جدولة ديون قدرها 60 مليار دولار على شركة quot;دبي العالميةquot; التي تملكها حكومة الإمارة، جدد القلق العالمي بشأن الديون السيادية. وثمة مخاوف من إقدام الحكومات على السماح للتضخم بقضم مستويات مديونيتها المتصاعدة، فيما يبحث المستثمرون عن حماية ضد هذا التآكل على وجه التحديد.
كما أظهر قرار دبي أن تترك شركة quot;دبي العالميةquot; تدبر قضية ديونها بقدراتها الذاتية ـ رغم اعتقاد كثيرين بأن الحكومة قدمت ضمانة غير مكتوبة لهذه الديون ـ غياب الضوابط التي تحمي المستثمر في بعض الأسواق الناشئة.
وأوضح تشارلز غيبسون، خبير شؤون الذهب في مؤسسة أديسون لأبحاث الاستثمار، أن تفكير المستثمرين يذهب إلى أن البلدان إذا واجهت متاعب في إدارة ديونها، ستبحث عن مخرج quot;وهذا يساعد على زيادة سعر الذهبquot;. ونقلت quot;التايمزquot; عن محامين في الخليج أن الغموض الذي يلف جدارة دبي الائتمانية أثار مخاوف الكثير من المستثمرين، الذين أخذوا يسحبون أموالهم. وقال مصدر مطلع إن مليارات الدولارات تتدفق من أسواق الأسهم والمصارف والمشاريع التنموية إلى الخارج.
صحيفة quot;التايمزquot; توقّعت أن تكون الإجراءات التي تتخذها دبي quot;ذات دلالات طويلة الأمد في ما يتعلق بالمجالات التي يتوجه المستثمرون بأموالهم إليها في المنطقةquot;.
وقال جون سفاكياناكيس، كبير الاقتصاديين في البنك السعودي الفرنسي، متحدثاً في الرياض أخيراً quot;إن سمعة دبي تأثرت تأثراً بالغاً، وسيكون من الصعب على الإمارة أن تتعافى من ردود الأفعال السلبية على المدى المتوسط والبعيدquot;.
وتعيد صحيفة quot;التايمزquot; إلى الأذهان أن اقتصاد دبي انتعش في السنوات الأخيرة بدفع من المضاربات العقارية، وأن هذا شجّع الكثير من المستثمرين على ضخ المال في الإمارة. ويرى اقتصاديون أن أحداث الأيام الماضية ستعني quot;أن بلداناً خليجية أخرى يمكن أن تخرج من ظل دبي بوصفها وجهات أكثر جاذبية للاستثماراتquot;، على حد وصف الصحيفة. وتضيف أن البلدان المرشحة لاستدراج أموال المستثمرين هي البلدان التي تدخلها عائدات نفطية وغازية، لأنها تعتبر أكثر أماناً من الناحية المالية. وتبحث العربية السعودية وأبوظبي وقطر عن تمويلات خارجية، تسهم في تطوير اقتصاداتها وبناها التحتية، وستكون عائداتها السنوية الضخمة من النفط والغاز ضمانة مغرية للمستثمرين. كما تتنافس العربية السعودية وقطر وأبوظبي والبحرين مع دبي على لقب المركز المالي للمنطقة، بحسب quot;التايمزquot;.
في غضون ذلك، أعلنت شركة quot;دبي العالميةquot; أنها ستجتمع مع مقرضيها الرئيسيين الأسبوع المقبل لبحث جدولة ديون في حدود 26 مليار دولار. وسيكون هذا أول اجتماع رسمي تعقده الشركة مع دائنيها الرئيسيين، منذ طلبت دبي جدولة ديونها. وتوقعت صحيفة quot;التايمزquot; أن يحضر الاجتماع ممثلون عن quot;ستاندارد تشارترتquot; وquot;ايج أس بي سيquot; وquot;لويدزquot; وquot;رويال بنك أوف اسكتلندquot;.
التعليقات