اعتاد السعوديين على أن تتواكب موائدهم العامرة دائما مع توفر مشروبات غازية والتي لم تتغير أسعارها منذ أكثر من 30 عاماً، ولكن يبدو أن السعوديين سيعيدون النظر في ارتباطهم بتلك المشروبات على خلفية رفع شركة بيبسي أسعار منتجاتها بنسبة 50 في المئة يوم أمس الأول نتيجة زيادة التكلفة للمواد الخام والأيدي العاملة بالإضافة إلى الدقيق والسكر الذي ارتفع بنسبة 300%.
الرياض: لم يتوقف الأمر عند ذلك بل عمدت عدد من محال التموينات الصغيرة إلى رفع أسعار منتج الكوكاكولا أيضاً بنفس الزيادة في قيمته والتي بلغت نصف ريال إلى جانب سعرها السابق ريال واحد ( الريال = 3.75 دولار) على الرغم من عدم رفع الشركة أسعار منتجها ما وضع أصابع الاتهام في أوساط المجتمع إلى وزارة التجارة وجمعية حماية المستهلك اللاتي لم يبينا موقفاً واضحاً تجاه تلك الزيادة، كما تنادى آخرين بأن الوكلاء لتلك العلامات التجارية هم من بدأ بزيادة أحجام العبوات وعليهم أن يعيدوا الأحجام كما كانت عليه قبل سنوات ويعيدوا السعر في أسوء الأحوال، وفي ذات الوقت توجه كثيرون إلى منتجات محلية وإقليمية للمشروبات الغازية والتي تلتزم بتوفيرها بعض المحال التي داومت على مبدأ المقاطعة منذ أحداث 11 سبتمبر وسقوط برجي التجارة العالمية، ويستهلك السعوديين حسب إحصاءات منشورة أكثر من 36 ألف طن سنوياً من المشروبات الغازية المستوردة، إضافة إلى 107 مليارات عبوة سنوياً، تنتجها ثمانية مصانع محلية.
المنتديات توسعت في انتقاداتها لتلك الارتفاعات غير المبررة حسب رأي كتابها، كما تناقلت منتديات دينية معاني للعلامة التجارية quot;بيبسيquot; وربطتها بدفع مبالغ مستقطعة للدولة الإسرائيلية واتجه آخرين إلى أسباب تحرم وتجرم الشراء في تلك المنتجات والتوجه إلى منتجات إقليمية أو ذات طابع إسلامي أو إلى المنتجات الطبيعية، إلى جانب إطلاق حملة عبر منتدى المقاطعة السعودي الشهير بعنوان ( كلاك ألزم ما عليك) أي كليتيك أهم عليك من غيرها في إشارة إلى الضرر الناتج من المداومة على تناول المشروبات الغازية.
قصة اختراع quot;البيبسيquot;
تناقلت المواقع قصة اختراع المنتج إذ وحسب ما ذكرته تلك المنتديات أن الصيدلاني ( كاليب براد هام ) توصل لهذا الإكتشاف من خلال عمله في الصيدلية بمزج الوصفات والمشروبات الطبية واستطاع مزج خلطة من شراب بنكهة الفواكه مع ماء الصودا .وفي يوم صيف حار ورطب سنة 1898 اكتشف ( براد هام ) والبالغ من العمر 22 سنة شراباً لذيذاً ومرطباً يقدمه لزبائن الصيدلية لينجح هذا الشراب المرطب نجاحاً غير متوقع .
قرر ( كاليب براد هام ) أن يسمي شرابـه المميز هذا باسم بيبسي كـولا لأنـه كان في رأيـه يعالج مرض سـوء الهضم والذي يُعرف بـ ( Dyspepsia ) .حظي شراب بيبسي بشعبية عارمة مما دفع ( براد هام ) إلى الإعلان عن هذا الشراب الغازي المرطب ، وتدافع الناس على طلبه ، وبدأت المبيعات بالإرتفاع إلى درجة اقتنع بها ( براد هام ) بأن يفتح شركة لتسويق شرابـه المميز .
أسس ( براد هام ) عام 1902 شركة بيبسي كولا من الغرفة الخلفية في صيدليته ، وتقدم ببراءة اختراع ليسجل اختراعه كماركة مسجلة .في البداية كان ( براد هام ) يخلط الشراب ويبيعه من خلال ماكينات مياه الصودا ، ولكن بما أن الحاجة أم الإختراع قرر أن يبيع البيبسي في قوارير صغيرة ليستطيع أن يشربها أياً كان وفي أي مكان .تطور العمل بشكل كبير ، وفي 16 يونيو 1903 حصلت البيبسي كولا على ماركتها المسجلة من مكتب تسجيل الماركات والعلامات التجارية في الولايات المتحدة الأمريكية .وخلال السنة نفسها باع ( براد هام ) 7968 جالوناً من البيبسي ، وكانت دعايته تقول : منعش ، مقوّي ، مهضّم .
ثم بدأ ( براد هام ) ببيع حقوق امتياز لتعبئة البيبسي في العلب المعدنية والزجاجات ، وارتفع عدد أفرع الشركة من فرعين في عام 1905 إلى 15 فرع في عام 1906 ثم إلى 40 فرع في عام 1907 وفي نهاية العام 1910 أصبح لدى بيبسي كولا فروع في 24 ولاية في أميركا ، وكان هذا الإنجاز من أهم ما فعله ( براد هام ) ، وزادت مبيعات شركته على 100,000 جالون في السنة .
بعد 17 عـام من النجاح جـاءت الحرب العالمية الأولى لتهدم ما بناه ( براد هام ) وانتكست شركة البيبسي متأثرة بما يجري حولها من تقلب أسعار السكر بشكل خطير مما أثر في انتاج بيبسي كولا ، وكان ( براد هام ) مجبراً على المخاطرة ببعض الصفات حتى يستطيع الإستمرار إلى أن اضطر في النهاية بعد 3 سنوات مرهقة أن يعلن إفلاسه بعدما خزّن السكر بكميات هائلة وهبط سعره بشكل مفاجىء عشرات المرات ، وكان ذلك من سوء حظه ، ولم يبق من مصانع بيبسي سوى اثنين عام 1924 .
عاد ( براد هام ) إلى صيدليته ووضع اسم بيبسي برسم البيع فباعه إلى ( روي ميجار جيل ) والذي تعاقب بعده أربعة مالكين للإسم فشلوا جميعهم في إيصال بيبسي إلى بر الأمان إلى أن جاء مُصنّع شوكولا ناجح يدعى ( شارلز غوث ) كان بمثابة المنقذ لبيبسي حيث استفادت الشركة من أفكاره وخبراته .وبعد 15 سنة من الفشل والجهد وقفت الشركة على قدميها مرة ثانية لتأتي الحرب العالمية الثانية فتعيدها للوراء مرة أخرى ، وعانت من الركود والوضع الإقتصادي المتأزم .وكان الناس لا يدفعون 5 سنتات مقابل مشروب مرطب ، إلى أن ضاعف ( شارلز ) حجم البيبسي مقابل السعر نفسه منافساً بذلك شركات المرطبات الأخرى .وعادت بيبسي للإقلاع من جديد بأفكار وشعارات جديدة وإعلانات مميزة .وتعتبر بيبسي اليوم من أفضل الشركات في العالم وترتيبها 21 من بين 500 شركة في الولايات المتحدة الأميركية .
التعليقات