إيلاف من الكويت : في ظلّ غياب أيّ أنباء مشجّعة على الصعيد لاقتصادي واستمرار تفاقم الأزمة المالية العالمية، واصلت أسواق دول مجلس التعاون الخليجي اتجاهها النزولي في أول أشهر العام 2009. وكان السوق السعودي هو السوق الوحيد الذي استطاع أن ينهي الشهر بارتفاع مسجّلا مكاسب هامشية بلغت نسبتها 0.1 في المائة، في حين كان السوق القطري الأكثر تراجعا خلال شهر يناير إذ أنهى الشهر مغلقا عند مستوى 396.02 نقطة أي بتراجع بلغت نسبته 23.2 في المائة على أساس شهري. ومن بين الأسواق الأخرى في المنطقة، سجّل سوق الكويت للأوراق المالية انخفاضا بلغت نسبته 12.8 في المائة خلال الشهر. وفي الواقع، كان الانخفاض في سوق الكويت خلال شهر يناير أكثر حدّة؛ و بالرغم من ذلك، استعاد السوق بعضا من عافيته خلال الأسبوع الأخير من الشهر على خلفية الأنباء الواردة بشأن خطة الإنقاذ المالي التي اقترحتها حكومة الكويت.


لم يكن أداء أسواق المنطقة خلال الشهر الأول من العام 2009 مختلفا عن ذاك الذي شهدناه خلال الربع الأخير من العام 2008؛ فقد ظلّت الأسواقُ متأثرة بالتطورات الاقتصادية السلبية. وعلى الرغم من أنّ الحكومات في المنطقة قد اتّخذت عددا من التدابير التي تصب في الاتجاه الصحيح، فقد تبيّن أنّها غير كافية لرفع معنويات المتعاملين في السوق. وفي الربع الرابع من العام 2008، انخفضت ربحية الشركات؛ إلا أنّ هذا الانخفاض كان أقل من المستوى الذي توقّعه السوق. ومع ذلك، مازال مبكرا جدا استخلاص أيّ استنتاجات إذ أنّ غالبية الشركات لم تعلن عن نتائجها حتى الآن. سوق الإصدارات العامّة الأوليّة في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا في العام 2008، شهدت منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا إتمام 53 طرحا عامّا أوّليا جمعت من خلاله قرابة 13.2 مليار دولار في 10 دول. وبلغ متوسط تغطية عمليات الطرح الأوليrlm; rlm;14.9 ضعفا كما بلغ متوسط المبلغ المجمّع منها 248.1 مليار دولار.


وفي الواقع، كان سوق الإصدارات العامّة الأوّلية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أحد أقوى الأسواق في العالم rlm;حتى نهاية الربع الثالث من العام 2008؛ إذ شهد إتمام 6 عمليات من أصل 20 عملية طرح أولي للأسهم. وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 40 شركة من أصل 53 rlm;شركة مدرجة في البورصات المعنية في حين مازالت بقية الشركات تنتظر طرح أسهمها للاكتتاب، من بينها أربع شركات سورية تترقب إدراجها في سوق دمشق للأوراق المالية لكي تبدأ مزاولة أنشطتها. وكانت أكبر عملية طرح عام أولي في العام 2008 لأسهم بنك الإنماء في المملكة السعودية، rlm;وقد جمعت 2.8 مليار دولار بمتوسط تغطية قدره 6.6 ضعفا. ومن جهة أخرى، شهد العام 2007، إتمام 71 طرحا عامّا أوّليا جُمِع من خلاله 14.4 مليار دولار في إحدى عشرة دولة في المنطقة. وبلغ متوسط حجم عمليات الطرح 203.4 مليون دولار في العام 2007؛ بمتوسط تغطية قدره 15.1 ضعفا. rlm; وكانت أكبر عملية طرح أولي لأسهم شركة موانئ دبي العالمية وبلغت حصيلتها 4.963 مليون دولار بنسبة تغطية قدرها 15.0 rlm;ضعفا. rlm;ومن الأهمية بمكان ملاحظة أنّ، معظم الحصيلة المجمّعة من عمليات الطرح الأولي و البالغة 11.7 مليار دولار في عام 2008 كانت من دول مجلس التعاون الخليجي ، بينما جمعت بلدان الشرق الأوسط الأخرى 1.5 مليار دولار فقطrlm;.


كان سوق الطرح العام الأولي للأسهم في المملكة العربية السعودية من أكبر الأسواق في المنطقة؛ إذ شهد إتمامrlm; 13 طرحا عامّا أوليا بحصيلة تجاوزت 9.7 مليار دولار وبمتوسط تغطية بلغت نسبته 5.6 ضعفا، بالمقارنة مع 4.8 مليار دولار تم جمعها من 26 طرحا عامّا أوّليا في العام 2007. وفي واقع الأمر، شهدت السعودية في عام 2008 إتمام أكبر خمس عمليات طرح أولي في الشرق الأوسط و شمال أفريقيا بلغت قيمتها الإجمالية 8.9 مليار دولارrlm;. واستحوذت الإمارات العربية المتحدة في عام 2008 على ثاني أكبر حصيلة من رأسمال المجمّع من خلال أسواقها الثلاثة كما شهدت إتمام 8 عمليات طرح أولي بلغت حصيلتها 1.3 مليار دولار بمتوسط تغطية قدره 56.5 ضعفا لكلّ عملية و قد تم طرح هذه الإصدارات في بورصة دبي باستثناء إصدارين تم طرحهما في سوق أبو ظبي، وبلغت حصيلتهما 61.5 مليون دولار. وعلى الرغم من أنَّ الأردن قد استحوذ على أكبر عدد من عمليات الطرح العام الأولي في عام 2008، فإن إجمالي إيرادات هذه العمليات قد بلغ 137.7 مليون دولار فقط بمتوسط تغطية قدره 3.9 ضعفا. وفي الحقيقة، شهد الأردن أقل من 10 عروض طرح عام أولي بحصيلة بلغت 56.5 مليون دولار فقط، كما بلغ متوسط المبلغ المجمّع rlm;من إحدى عمليات الطرح العام في الأردن 9.2 مليون دولار. وفي العام 2008، شهدت كلا من المغرب وسوريا إتمام 9 عروض طرح عام أولي بحصيلة قدرها 594.34 مليون دولار، بلغ نصيب سوريا منها 4 عروضا فقط لتجمع ما مقداره 66.8 مليون دولار. ويعود أكثر من نصف المبالغ المجمعّة من عروض الطرح العام الأولي في سوريا إلى شركة أسمنت البادية، في حين تركزت العروض الثلاثة الأخرى في القطاع المالي. وفي الواقع، تعتبر سوريا حالة فريدة، حيث ما زال لا يوجد بها سوقا للأوراق المالية. وكان من المقرر أن يبدأ سوق دمشق للأوراق المالية العمل في العام 2006، ولكنَّه تأجّل افتتاحه عدّة مرات. وتُرجح التوقّعات أن يبدأ عمل سوق دمشق للأوراق المالية في النصف الأول من العام المقبل، ولكن الاضطرابات المالية الحالية قد تتسبب في تأجيل بدء عمل البورصة لفترة أطول. أما مصر وتونس فقد شهدتا إتمام 4 عمليات طرح عام أولي جمعتا منها 738.3 مليون دولار، استحوذت مصر على حوالي 79 في المائة منها.

القطاع المالي يتألّق في سوق الإصدارات العامّة الأوليّة وفقا لتقرير شركة زوية، حصدت خمسة قطاعات فقط، من أصل 15 قطاعا شملهم التقرير، أكثر من مليار دولار من علمياتrlm; الطرح الأولي العام. وشهد القطاع المالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكبر زيادة في رأس المال نتيجة إتمام 16 عملية اكتتاب أولي بلغت rlm;حصيلتها 3.3 مليار دولار، بمتوسط إيرادات قدره 206.3 مليون دولار لكلّ عمليةrlm;.


وكان أكبر طرح عام أولي للأسهم في القطاع المالي لبنك الإنماء في السعودية و بلغت حصيلته حوالي 2.8 مليار دولار أي ما يشكّل 85 في المائة من إجمالي رأس المال الممّع في هذا القطاع. وبلغ متوسط تغطيةrlm;lrm; lrm;عمليات الطرح الأولي في القطاع المالي 25.3 ضعفا. و تعزى هذه النسبة المرتفعة إلى تسجيل خمس شركات إماراتية أعلى نسبة تغطية لعمليات الطرح الأولي تراوحت بين 43.6 ضعفا و 89.6 ضعفا. وباستثناء بنك الإنماء، جمعت شركتان من أصل 16 شركة في القطاعات المالية أكثر من 100 مليون دولار، في حين جمعت الشركات الثلاث عشرة rlm;المتبقية ما يقل عن 100 مليون دولارrlm;. و بناء على ذلك، بلغ متوسط رأس المال المجمّع من الاكتتاب الأولي الواحد في القطاع المالي، باستبعاد الطرح الأولي لأسهم بنك الإنماء، 33 rlm;مليون دولار.rlm;
حصد قطاع التعدين والمعادن ثاني أكبر حصيلة من عمليات الطرح العام الأولي حيث جمع 2.5 مليار دولار من خلال 3 اكتتابات فقط، تلاه قطاع النفط والغاز بخمسة عروض طرح عام أولي بلغت حصيلتها 2.2 مليار دولار. وشكّل القطاعان مجتمعين 35 في المائة من إجمالي رأس المال المجمّع. و بلغ متوسط رأس المال المجمّع من عمليات الطرح العام الأولي في قطاع النفط و الغاز 435.5 مليون دولار لكلّ عملية، في حين بلغ متوسط رأس المال المجمّع من عمليات الطرح العام الأولي في قطاع المعادن والتعدين 839.9 مليون دولار لكلّ عملية. أما متوسط تغطيةrlm;lrm; lrm;عمليات الطرح الأولي للقطاعين فقد بلغ 8.6 ضعفا.


وفي قطاع الاتصالات، لم يكن هناك سوى عمليتين طرح عام أولي، كان أولها الطرح العام الأولي لأسهم شركة الاتصالات المتنقلة السعودية (زين السعودية)، الذي جمع ما يزيد عن 1.8 مليار دولار.
وأما الطرح الآخر ضمن قطاع الاتصالات فقد كان الطرح الوحيد الذي شهدته الكويت في عام 2008 حيث تم طرح أسهم شركة الاتصالات الكويتية (فيفا)، لتجمع ما يقل بقدر ضئيل عن 100 مليون دولار. وبلغ متوسط تغطيةrlm;lrm; الطرح rlm;العام الأولي لأسهم شركة زين 2.7 ضعفا في حين بلغ متوسط الطرح لأسهم فيفا 2.4 ضعفا.

الإصدارات العامّة الأوليّة للشرق الأوسط و شمال إفريقيا في العام 2009 تتطلّع الشركات في المنطقة بشغف لدخول سوق الإصدارات العامّة الأوّلية. ويقدّر أن تكون 48 شركة في دول مجلس التعاون الخليجي قد عيّنت مديرين لاكتتاباتها كما تنوي 78 شركة أخرى في المنطقة rlm;طرح عروض أولية بحلول العام 2011rlm;. ومع ذلك، كان تأثير الأزمة العالمية على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جليا إذ قررت العديد من الشركات إرجاء الاكتتاب rlm;الأولي لأسهمها إلى أجل غير مسمى متعللّة بظروف السوق باعتبارها السبب المباشر في هذه التأجيل. فعلى سبيل المثال، يقدّر أن تؤجل 80 شركة سعودية طرح أسهمها للاكتتاب الذي يستهدف جمع 19 مليار دولار.


وفي الحقيقة، لم يشهد السوق السعودي سوى ثلاثة عروض طرح عام أولي من أصل 53 عملية للعام بأكمله و قد أغلقت هذه العروض بابها خلال الربع الرابع من العام 2008rlm; بحصيلة قدرها 22.4 مليون دولار بالمقارنة مع 7.5 مليار دولار تم جمعها من 17 عملية طرح عام أولي في الربع الرابع من العام 2007.rlm; ومن المتوقّع أن يستمر نشاط الطرح العام الأولي في الانخفاض في بدايات العام 2009. نشاط السوق شهدت بورصات دول مجلس التعاون الخليجي تداول 15.9 مليار سهم خلال شهر يناير من العام 2009 مقابل 12.5 مليار سهم فقط rlm;خلال الشهر السابق، كذلك تراجعت قيمة الأسهم المتداولة في هذه البورصات إلى 37.8 مليار دولار أمريكي خلال شهر يناير مقابل 30.6 مليار دولار أمريكي المسجلة خلال الشهر السابق. rlm;