الرياض: أبدت السعودية استعدادها لدفع مساهمة أكبر في رأسمال صندوق النقد الدولي، متوقعة زيادة حصص المساهمة مع ارتفاع الطلب على المساعدات بسبب الأزمة المالية العالمية.
وقال محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي محمد الجاسر للصحافيين على هامش مؤتمر في البحرينالأربعاء إذا زادت الحصص في صندوق النقد الدولي وإذا زادت حصة السعودية فإن المملكة سترحب بالمساهمة. وأضاف أن أحاديث تدور حول الزيادات، منها احتمال مضاعفة الحصص.
وكان الكساد الاقتصادي العالمي وانتشار الأزمة المالية قد أثار مخاوف بشأن ما إذا كان الصندوق يملك ما يكفي من الموارد لمساعدة الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية على مواجهة الأزمة.
واستجابة لذلك، من المتوقع أن يتفق زعماء مجموعة العشرين من الدول المتقدمة والنامية على زيادة رأسمال الصندوق في قمة في لندن في 2 إبريل المقبل، لكن لم يتضح من هي الدول التي ستدفع أكثر وكم ستدفع. ورأت الولايات المتحدة، التي أشارت إلى أنها مستعدة لدفع 100 مليار دولار للصندوق، أنه يتعيّن توفير 500 مليار دولار من التمويل الجديد للصندوق، إضافة إلى 250 مليار لديه بالفعل.
لكن مع دخول الاقتصادات المتقدمة، وهي المساهم الأكبر في الصندوق، في حالة كساد، تعلق الآمال على الدول ذات الفوائض التجارية الكبيرة، مثل الصين والسعودية. وتسهم المملكة حالياً بنسبة 3.21 % من إجمالي رأسمال الصندوق، من خلال حصتها، وتملك 3.16 % من إجمالي الأصوات حسب موقع الصندوق على الإنترنت.
ورغم أن الدول المصدرة للنفط مثل السعودية جمعت احتياطيات كبيرة على مدى 6 سنوات، كانت أسعار النفط مرتفعة فيها، إلا أن إيراداتها تضررت من انخفاض أسعار النفط من ذروتها القريبة من 150 دولاراً للبرميل في يوليو إلى 53 دولاراً الأربعاء. كما إن حكومات الخليج ترى احتياجات ملحة للإنفاق في الداخل على ضمان كفاية السيولة لدى القطاع المالي لمواجهة الأزمة وتجنب الكساد.
ويزيد رأسمال الصندوق عن طريق زيادة حصص الأعضاء أو الاشتراكات التي تحدد عادة على أساس حجم اقتصاد كل دولة وتجارتها واحتياطياتها ضمن عوامل أخرى. لكن مسؤولي الصندوق يقولون إن الاتفاق على زيادة الحصص يحتاج وقتاً طويلاً، وهو ما يتطلب موافقة تشريعية في بعض الدول. واقترحت ورقة بحث أعدّها الصندوق أخيراً جمع الموارد الجديدة عن طريق إصدار الصندوق سندات للبنوك المركزية للدول الأعضاء.
وأسهل سبيل لزيادة موارد الصندوق هو أن تقرضه الدول الأعضاء الأموال عن طريق قروض مباشرة. وأشارت تصريحات الجاسر إلى أن السعودية تفضّل الطريقة التقليدية، وهي جمع المال عن طريق زيادة الحصص، وأنها لن تزيد مساهماتها إلا إذا زادت حصص أخرى.
التعليقات