أشرف أبوجلالة من القاهرة: سلطت اليوم الأحد صحيفة التايمز اللندنية في تقرير مثير لها الضوء علي الظروف والأجواء غير المستقرة التي تعيشها فرنسا خلال هذه الأثناء نتيجة للمتغيرات الخاصة بآليات الاقتصاد وسوق العمل. وأشارت الصحيفة في بداية حديثها إلي الخطاب الذي وصل بريد الرئيس نيكولاس ساركوزي وبداخله رصاصة، ويحتوي علي عبارات تهدد بقتله، وذلك بالتزامن مع احتجاز عدد كبير من المسؤولين، بما فيهم ثلاثة بريطانيين، داخل مكاتبهم بسبب التظاهرات الاحتجاجية التي ينظمها العمال اعتراضا ً علي القرارات الخاصة بفصل عدد من العمال والموظفين من العمل.

وأكدت الصحيفة في سياق حديثها علي أن فرنسا تعيش حالة من التمرد، ونشوب ظاهرة quot; احتجاز رؤساء العملquot; مجرد عرض من أعراض هذه الحالة. وتسبب التفضيل التقليدي لاتخاذ إجراءات مباشرة بشأن المناظرة الخاصة بهذا الأمر في نشوب أعمال شغب بكل من ستراسبورغ وكورسيكا، حيث اندلعت النيران في بنايات هناك علي يد مجموعة من الرعاع. كما تنتشر عدد من البيانات الرسمية الغاضبة داخل المكتبات، وتنادي إحداها بالعمل علي تخريب شبكات الكهرباء وتكنولوجيا المعلومات. وقد بيع منها 1500 نسخة.

وأشارت الصحيفة إلي أن الشرطة قامت بمحاولات الأسبوع الماضي لتحديد إذا ما كانت التخفيضات التي تعرضت لها إمدادات الغاز إلي أجزاء من باريس وتولوز ومونبلييه كانت من صنع المسلحين النقابيين الذي كانوا يأملون في الضغط علي الرؤساء بهدف زيادة الأجور. كما سبق لهم بالفعل وأن حاولوا تخريب القطارات.

وأكدت الصحيفة كذلك علي أن حالة القلق التي تسيطر علي ساركوزي ليست بالأمر العجيب. فتلك هي المرة الثانية التي يتلقي فيها رصاصة علي عنوانه البريدي من عدو مجهول الهوية. وهو نفس ما حصل لرئيس وزراؤه ووزير الداخلية.

وكان الخيط الوحيد للمحققين في تلك الوقائع هو أن كافة المظاريف تم إرسالها من جنوب فرنسا. وأشارت الصحيفة إلي أن ما أثار حفيظة ساركوزي هو جانب الفوضى الاجتماعية. ومع اقتراب عيد العمال، أطلق الرئيس تحذيراته إلي مستشاريه بأنه فرنسا من الممكن أن تصبح علي حافة الدخول في واحدة من اضطراباتها الدورية في الوقت الذي يتوقع فيه خروج مئات الآلاف من المتظاهرين إلي الشوارع، مثل الانتفاضة الطلابية التي وقعت في البلاد عام 1968.

وقالت الصحيفة أن ميل الشعب الفرنسي لإقامة التظاهرات والاحتجاجات في الشوارع يمثل جزء كبير من هوية الشخصية الوطنية ويشبه ما يمكن أن يطلق عليها العاطفة المثيرة للعقيدة الماركسية التي عفا عليها الزمن. لكن موجة quot;احتجاز الرؤساء في العملquot; علي مدار الأسابيع القليلة الماضية خلفت انطباعا ً واضحا ً بأن البلاد مقبلة علي حالة من الهياج الثوري. هذا وقد عبر إيان بوشيل، المدير المالي لمصنع quot;اسكاباquot; البريطاني، عن شعوره بالإحباط نتيجة لاستعانة العمال الفرنسيين المسلحين بأسلوب quot;احتجاز الرؤساءquot; ضد المسؤولين البريطانيين الثلاثة بداخل المقر الفرنسي الخاصة بالشركة لمدة ثمانية عشر ساعة يوم الأربعاء الماضي. وتابع تصريحاته من مقر الشركة بالقرب من مدينة مانشستر الإنكليزية :quot; ندرك أن فرنسا تشهد عددا من الظروف التي احتجزت فيها النقابات العمالية بعض الرهائن، لكننا لم نكن نتصور إمكانية حدوث ذلك معناquot;.

كما تم احتجاز فرانسوا هنري بينولت، رئيس شركة جوتشي للموضة، كرهينة لمدة ساعة علي يد عمال نظموا تظاهرات ضد القرار الذي اتخذ بتخفيض عدد الموظفين. كما احتجز عدد كبير آخر من رؤساء العمل داخل مكاتبهم، من ضمنهم المدير الفرنسي لشركة سوني ونيكولاس بولوتنيك، رئيس الشركة المصنعة لجرافات الكاتربيلر في جرينوبل.