إيلاف من الكويت: كان العام 2008 عاما مضطربا لمجال الطيران بشكل عام، وذلك مع الارتفاع الهائل الذي شهدته أسعار النفط خلال هذا العام. ومع ذلك، أنهت شركة طيران الجزيرة العام 2008 بمعدل نمو بلغت نسبته 94 في المائة في صافي الربح وصولا إلى 4.5 مليون دينار.
حيث يعزي ذلك إلي الأرباح المحققة لمرة واحدة فقط نتيجة بيع ستة طائرات لشركة السحاب لتأجير الطائرات.
وباستبعاد هذه الأرباح المحققة لمرة واحدة وخسائر الصرف الأجنبي البالغة 1.1 مليون دينار كويتي، تكون الشركة قد حققت صافي ربح قدره 0.018 مليون دينار كويتي في العام 2008.
جاء ذلك في بيت الاستثمار العالمي- جلوبل ndash; حول تحديث تقييم سهم شركة طيران الجزيرة حيث قامت بتقييم السهم من خلال مزج طريقتي خصم التدفقات النقدية والتقييم النسبي. حيث وبناء على طريقة خصم التدفقات النقدية توصلنا إلي قيمة عادلة تبلغ 0.349 دينار كويتي.
أما بناء على التقييم النسبي، فقد استخدمنا مضاعف قيمة الشركة/ الأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء والبالغ 5.0 ضعف وهو ما أدي إلي بلوغ القيمة العادلة للسهم 0.268 دينار كويتي وفقا لأرباح ما قبل خصم الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء والإيجار للعام المالي 2009. وبإعطاء وزن 80 في المائة لطريقة خصم التدفقات النقدية و20 في المائة للقيمة النسبية، توصلنا للقيمة العادلة لسهم شركة طيران الجزيرة عند سعر 0.333 دينار كويتي للسهم. وبناء على سعر إقفال السهم كما في 24 مايو 2009 والبالغ 0.320 دينار كويتي للسهم، فإن السهم يتداول أعلي من القيمة العادلة بنسبة 4.1 في المائة. لذلك، قامت بتعديل توصياتها السابقة من شراء سهم شركة طيران الجزيرة إلي الاحتفاظ بالسهم.
الأداء المالي
بلغت إيرادات شركة طيران الجزيرة نحو 48.7 مليون دينار كويتي في العام 2008 ، محققة نمو بنسبة 40 في المائة مقارنة بأرباح العام 2007 والبالغة 34.7 مليون دينار كويتي. حيث ازداد عدد المسافرين بنسبة 18 في المائة في العام 2008 ليبلغ 1.39 مليون مسافر مقابل 1.18 مليون مسافر في العام 2007. كما قامت الشركة بزيادة أسطولها بعدد 2 طائرة من طراز A320 في العام 2008، مما رفع إجمالي حجم أسطولها إلي 10 طائرات.
وفي العام 2007، وضعت شركة طيران الجزيرة طلب شراء لدي quot;ايرباصquot; بعدد 40 طائرة جديدة من طراز A320 تسلمت الشركة 8 طائرات جديدة منهم مع نهاية العام 2008. ويتوقع للشركة أن تضيف طائرتان أخرتان إلي أسطولها مع نهاية هذا الصيف.
حيث من المقرر أن يتم تسليم الدفعة الأخيرة من الأسطول في العام 2014. وخلال الربع الرابع من العام 2008، باعت شركة الجزيرة 6 طائرات إلي شركة السحاب لتأجير الطيارات بموجب اتفاقية بيع وتأجير. وتمثل السحاب للتأجير وحدة تأجير الطائرات التابعة للجزيرة، والتي تم إطلاقها في شهر أكتوبر 2008.
وقد استقر quot;المقاعد المتاحة/ كيلومترquot; الخاصة بالشركة (ASK)، وهو مقياس لسعة نقل الركاب بالشركة، عند مستوي 3.09 مليار في العام 2008. في حين بلغ quot;إيرادات الركاب/ كيلومترquot; (RPK ، وهو مقياس للطلب على خدمات الشركة، مقدار 2.08 مليار.
الأمر الذي يعني أن معدل إشغال المقاعد أو معدل استخدام السعة قد بلغ 67.2 في المائة في العام 2008، مقارنة بالمعدل البالغ 73.6 في المائة في العام 2007. ومستقبلا، من المتوقع أن يرتفع معدل quot;المقاعد المتاحة/ كيلومترquot; الخاصة بالشركة بصورة ملحوظة وفقا لجدول تسليم الطائرات الجديدة لشركة طيران الجزيرة.
في حين من المتوقع أن ينمو معدل إيرادات الركاب/ كيلومتر بصورة أبطأ، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلي تراجع معدل إشغال المقاعد أو معدل استخدام السعة.
وباستبعاد الأرباح المحققة لمرة واحدة فقط نتيجة بيع 6 طائرات وإيرادات سعر الصرف، انخفض هامش الربح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء(EBITDA) من 18.3 في المائة في العام 2007 إلي 15.6 في المائة في العام 2008.
في حين انخفض هامش الربح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء والإيجار( EBITDAR ) من 18.3 في المائة إلى 16.5 في المائة.
وخلال العام 2008، بدأت الشركة في تحقيق إيجارات التأجير، حيث استأجرت مرة أخرى الطائرات الستة التي باعتها لشركة السحاب للتأجير. وقد استقرت إيجارات الإجارة عند مستوى 0.445 مليون دينار كويتي في العام 2008، ومن المتوقع أن تشهد نموا مستقبلا تماشيا مع التوسعات في أسطول طيران الجزيرة.
وقد انخفضت نسبة الديون إلي حقوق المساهمين بشكل ملحوظ في العام 2008 لتبلغ 1.13 في المائة مقابل 2.04 في المائة في العام 2007.
وفي تقرير جلوبل السابق عن طيران الجزيرة، أشار إلي أن ارتفاع مستويات الديون بغرض دعم التوسعات في أسطول الشركة كانت مصدر قلق، إلا أنه مع ذلك، فقد تم زيادة تمويل الشركة للطائرات الجديدة حاليا من خلال وحدة تأجير الطائرات التابعة للجزيرة quot;السحاب للإجارةquot;. ويتوقع لاتفاقية البيع- وإعادة التأجير أن توفر مستوى جيد من النقدية للشركة.
وخلال الربع الأول من العام 2009، سجلت شركة طيران الجزيرة خسائر هامشية بلغت 0.9 مليون دينار كويتي وذلك بسبب الاستثمارات الكثيفة في أنشطة الشركة. وقد بلغت إيرادات الشركة خلال الربع الأول من العام 2009 مقدار 10 مليون دينار كويتي.
الرؤية المستقبلية
ويتوقع التقرير للعام 2009 أن يكون عاما قاسيا في مجال الطيران بصفة عامة، وعلي شركة طيران الجزيرة بصفة خاصة.
ومن المتوقع أن يؤثر كلا من الأزمة المالية العالمية، التباطؤ الاقتصادي، احتدام المنافسة والقوانين الأخيرة التي نصت على توقف رحلات طيران الشركة المباشرة من مركزها الثاني دبي علي عدد المسافرين علي الرحلات الجوية في العام 2009.
علاوة علي ذلك، سيشكل كلا من انخفاض أسعار النفط وزيادة المنافسة ضغطا، حيث سيؤدي إلى انخفاض أسعار الوقود وستتسابق خطوط الطيران في تقديم أقل السعار لجذب المسافرين.
ومع ذلك، وبالنسبة للاتجاه الصعودي، فمع التدهور الاقتصادي والانخفاض في إنفاق المستهلكين، سيشهد الطيران منخفض التكلفة (LCCs) طلبا مرتفعا أكثر من خطوط الطيران التقليدية، وبالتالي ستقلص من تأثر الطيران منخفض التكلفة (LCCs).
وتنوي الشركة إطلاق مركزا ثالثا لها حيث سيكون بمثابة خطوة ضرورية لخطط النمو المستقبلية، خصوصا في ظل التشريعات الأخيرة التي أضعفت المركز الثاني للشركة في دبي.
كما ستوفر اتفاقية البيع ndash; وإعادة التأجير التي عقدتها الشركة، مقدارا من السيولة اللازمة لتنفيذ الاستثمارات بغرض التوسع في عملياتها. ووفقا للشركة، فإنها تنوي إطلاق مركزها الثالث والذي لم تفصح عنه بعد في الربع الرابع من العام الحالي 2009.