بروكسل: أظهرت بيانات اليوم أن معدل البطالة في منطقة اليورو قفز في إبريل الماضي إلى أعلى معدلاته منذ ما يقرب من 10 سنوات، مما يضعف الآمال بحدوث انتعاش سريع من أسوأ ركود اقتصادي منذ الحرب العالمية الثانية.

وذكر مكتب الاتحاد الأوروبي للإحصاء أن معدل البطالة في منطقة اليورو، التي تضم 16 دولة، ارتفع إلى 9.2 % من 8.9 % في مارس، في ظل فقدان 396 ألف شخص لوظائفهم، ليصل عدد العاطلين عن العمل إلى 14.579 مليون.

وهذا الرقم الذي فاق توقعات اقتصاديين التي قدرت معدل البطالة عند 9.1 % في استطلاع أجرته رويترز هو الأعلى منذ سبتمبر 1999 في إشارة إلى أن الاقتصاد لم يشهد بعد بوادر التفاؤل التي عكستها استطلاعات للمعنويات في أسواق العمل.

وقال الاقتصادي في مؤسسة اي.اتش.اس جلوبال انسايت هاورد أرتشر إنه quot;على الرغم من العلامات المتزايدة على أن معدل الانكماش الاقتصادي في منطقة اليورو يتراجع على نحو معتدل، فإن ذلك من المحتمل ألا يمنع استمرار ارتفاع البطالةquot;.

وتتوقّع المفوضية الأوروبية ارتفاع معدل البطالة في منطقة اليورو إلى 9.9 % خلال العام الجاري، وأن يصل إلى 11.5 % في 2010 وذلك مقارنة مع 7.5 % في 2008.

وأوضح أرتشر أن quot;البطالة مؤشر متأخر عن غيره، وسيظل كذلك لفترة من الوقت، قبل أن يتسبب أي تحسن بالنشاط الاقتصادي في تعزيز النظرة المستقبلية للوظائفquot;.

وتتوقع المفوضية أن يستأنف اقتصاد منطقة اليورو النمو على أساس سنوي بداية من منتصف عام 2010.

ورأى أرتشر أن quot;الارتفاع الحاد في معدل البطالة سيشكل عبئاً على الإنفاق الاستهلاكي، خاصة أنه من شأنه أن يؤدي إلى تباطؤ نمو الأجورquot;.

وأظهر تقدير أولي الأسبوع الماضي أن أسعار السلع الاستهلاكية توقّفت عن النمو في منطقة اليورو في مايو. ويتوقّع اقتصاديون أن تنخفض الأسعار في يونيو ويوليو على أساس سنوي، في ظل انخفاض أسعار النفط إلى أقل من نصف مستواها المسجل في منتصف عام 2008.

وارتفع معدل البطالة في دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين بكاملها إلى 8.6 % مقارنة مع 8.4 % في مارس، وهو أعلى مستوى منذ بداية عام 2006.

وسجلت أسبانيا أعلى معدل بطالة في الاتحاد الأوروبي، إذ وصل إلى 18.1 % مقارنة مع 17.3 % في مارس، وتبعتها لاتفيا التي ارتفع معدل البطالة فيها إلى 17.4 % من 16.1 %.

وفي ألمانيا، وهي أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، ارتفع معدل البطالة من 7.6 % إلى 7.7 %، بينما ارتفع في فرنسا، وهي ثاني أكبر اقتصاد في المنطقة نفسها، من 8.8 % إلى 8.9 %.