بغداد: قال مسؤول إن وزارة النفط العراقية أغلقت يوم الثلاثاء أولى مناقصاتها لعقود كبيرة لحقول نفط وغاز منذ الغزو الأميركي بعدما أبرمت اتفاقاً واحداً فقط مع مجموعة تقودها شركة بي.بي لحقل الرميلة، أكبر الحقول المطروحة.

وذكر مسؤول مطلع على العملية أن الوزارة تلقت سبعة عروض معدلة من شركات نفطية، وأرسلتها إلى مجلس الوزراء للنظر فيها بدون نشر تفاصيل عنها.

وكشفت المناقصة بشأن الصفقات في ستة حقول للنفط وحقلين للغاز فجوة عميقة بين الأموال التي تبدي بغداد استعداداً لدفعها والرسوم التي تريدها شركات النفط الدولية. وتحتاج الحكومة العراقية سيولة نقدية بشدة لتمويل إعادة البناء بعد ست سنوات من الحرب.

وكان وزير النفط العراقي طلباليوم الثلاثاء من شركات نفطية دولية متقدمة لعقود نفطية إعادة النظر في عروضها للحقول التي لم تبرم وزارة النفط صفقات بشأنها بعد. ومن بين ثمانية حقول عملاقة للنفط والغاز مطروحة للشركات، أبرم العراق اتفاقاً واحداً فقط مع مجموعة تقودها شركة بي.بي لحقل الرميلة، وهو أكبر الحقول، في حين جاءت العروض بشأن الحقول الأخرى أعلى كثيراً من الحد الأقصى الذي ترغب الحكومة في سداده عن كل برميل إضافي من النفط يتم إنتاجه.

وحدد وزير النفط حسين الشهرستاني موعداً نهائياً في الساعة 18:00 بالتوقيت المحلي (1500 بتوقيت غرينتش) لمسؤولي شركات النفط المتجمعين في بغداد لإعادة تقديم العروض في أول مناقصة يطرحها العراق لعقود كبيرة للنفط والغاز منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.

وكان كونسورتيوم بقيادة شركة quot;بي.بيquot;، ويضم شركة البترول الوطنية الصينية quot;سي.ان.بي.سيquot; قبِل اليوم عقداً لتطوير حقل نفط الرميلة. ويقدر حجم الاحتياطيات بحقل الرميلة العملاق في الجنوب بنحو 17 مليار برميل.

ورفض تحالف آخر تقوده أكسون موبيل، وتشارك فيه بتروناس الماليزية، كان قد تقدم بعرض لتطوير نفس الحقل الحد الأقصى لرسم الخدمة على برميل النفط الذي اقترحته وزارة النفط ليمنح تحالف بي.بي فرصة الفوز به.

وقبل تحالف بي.بي/سي.ان.بي.سي رسماً يبلغ دولارين عن كل برميل نفط إضافي يتم إنتاجه مقارنة مع رسم يبلغ 3.99 دولار في عرضهما الأول. وقال وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني إن بي.بي وسي.ان.بي.سي قبلتا الرقم الذي حددته الوزارة ولذلك تم قبول عرضهما.

وحقل الرميلة هو الأكبر إنتاجاً في العراق، وتبلغ طاقته حاليا 1.1 مليون برميل يومياً من بين إجمالي الإنتاج الوطني البالغ 2.4 مليون برميل يومياً. وكان الرميلة أحد ستة حقول نفط منتجة بالفعل عرضت اليوم علاوة على حقلي غاز غير مستغلين في أول جولة لمنح عقود نفط وغاز كبرى في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة له في 2003.

وقال محللون إن بي.بي ربما كانت مستعدة لقبول الشروط التي عرضتها الوزارة لأن قطاع المنبع في صناعة النفط العراقية يتيح فرصة فريدة للاستفادة من الاحتياطيات النفطية البرية. وتبلغ احتياطيات العراق المؤكدة 115 مليار برميل، وهي ثالث أكبر احتياطيات في العالم.

وشمل عرض بي.بي مقترحاً لزيادة إنتاج الرميلة إلى 2.85 مليون برميل يومياً. وحددت الحكومة هدفها بشأن الإنتاج عند 1.75 مليون برميل يومياً.

ويعتبر كثير من المحللين الهدف الذي اقترحته بي.بي طموحا أكثر من اللازم، وقالوا إن زيادة الإنتاج العراقي ربما تستغرق وقتاً أطول مما تأمل فيه الحكومة. وتخطط الحكومة لزيادة الإنتاج بواقع 3.5 مليون برميل يومياً إلى ستة ملايين برميل يومياً بحلول عام 2017.

ووصفت وكالة الطاقة الدولية تلك الأهداف يوم الاثنين بأنها مفرطة في التفاؤل، وقالت إن طاقة إنتاج النفط قد تنخفض خلال العامين المقبلين إلى 2.23 مليون برميل يومياً. وتوقعت الوكالة انخفاض الطاقة الإنتاجية العراقية قبل أن تعاود الارتفاع تدريجياً إلى 2.7 مليون برميل يومياً بحلول 2014.

ولم تصدر بي.بي تعليقاً بشأن شروط الاتفاق، لكنها قالت إنها وشريكتها مسرورتان بالمشاركة فيما وصفتها بأنها quot;عملية شفافة تتسم بالكفاءةquot;. وأضافت في بيان quot;نتطلع إلى الخطوة التالية نحو وضع اللمسات النهائية على عقد الخدمة لزيادة إنتاج حقل الرميلةquot;.

وعبّر وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني عن سعادته بزيادات الإنتاج المقترحة من شركات نفطية أجنبية في أول عطاءات لحقول النفط والغاز يطرحها العراق منذ الغزو. وقال الشهرستاني للصحافيين إنها كانت مفاجأة سعيدة لوزارة النفط أن العروض المقدمة حققت مستويات إنتاج أعلى مما كان متوقعاً ومتخيلاً.