إلياس توما من براغ : تراجع أداء الاقتصاد التشيكي في الربع الثاني من هذا العام بمقدار 4,9 بالمئة وفق أحدث تقديرات مكتب الإحصاء التشيكي الأمر الذي اعتبر الانخفاض الربعي الأكبر الذي يسجل في الإنتاج القومي الإجمالي في تاريخ تشيكيا الحديث .ويمثل هذا الرقم تراجعا أيضا بالنسبة للربع الأول من هذا العام بمقدار 0,3 بالمئة ونتيجة أسوأ مما تم توقعه وفي نفس الوقت مؤشرا جديدا على أن تشيكيا لا تزال تتواجد في أزمة اقتصادية عميقة .


ويقول محللون اقتصاديون تشيك بان تراجع الإنتاج القومي الإجمالي التشيكي يرتبط بالسقوط الدراماتيكي المسجل في قطاع الإنتاج الصناعي وفي تراجع الصادرات وفي تراجع دخل المحلات التجارية نتيجة لانخفاض الاستهلاك المحلي وان ذلك حدث رغم أن ألمانيا المجاورة التي تتجه إليها النسبة الأكبر من الصادرات التشيكية سجلت ارتفاعا في الإنتاج القومي الإجمالي في الربع الثاني من هذا العام .وكانت تقديرات مكتب الإحصاء التشيكي قد أشارت إلى أن الإنتاج القومي الإجمالي لتشيكيا سيتراجع في الربع الأول من هذا العام مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي بنسبة 3,4 بالمئة غير انه تبين لاحقا بان الانخفاض كان أعلى من ذلك ولهذا لا يستبعد أن يكون الانخفاض في الربع الثاني بعد تدقيق كل المعطيات المطلوبة أعلى مما يتوقعه المكتب الآن .


و لا يمثل التراجع المسجل في تشيكيا في أداء الاقتصاد المحلي في الربع الثاني حالة شاذة مقارنة بمعظم دول الاتحاد الأوربي بدليل أن آخر تقديرات مكتب الإحصاء الأوروبي تشير إلى أن الإنتاج القومي الإجمالي في دول الاتحاد السبعة والعشرين انخفض في الربع الثاني بمقدار 4,8 بالمئة أما في دول منطقة اليورو فقد كان التراجع بنسبة 4,6 بالمئة .ووفق هذه التقديرات فقد انخفض الإنتاج القومي الإجمالي في المجر مثلا بنسبة 7,4 بالمئة وفي ألمانيا بنسبة 5,9 بالمئة وفي سلوفاكيا بنسبة 5,4 بالمئة وفي النمسا بنسبة 4,4 بالمئة ...