كامل الشيرازي من الجزائر : تسبب حلول شهر رمضان هذه السنة quot;مبكّراquot; في خلط أوراق الفنادق والوكالات السياحية في الجزائر، حيث تناقصت أعداد السياح والمصطافين بشكل محسوس اعتبارا من النصف الثاني للشهر الجاري، خلافا لتلك المعدلات القياسية في أعداد الزوار والمصطافين التي أنعشت مختلف المؤسسات السياحية خلال الشهرين المنقضيين ، وأدى اختصار موسم الإجازات السنوية إلى شهر ونصف، إلى إرباك إدارات الفنادق والوكالات السياحية بعدما اعتادت تحقيق أرباح مهمة خلال المواسم الصيفية الماضية. وشرح quot; نبيل ياحيquot; مدير التسويق في المركب السياحي لسيدي فرج، أنّ الأخير يعاني الأمرين بعد تراجع عدد الزوار مقارنة بالمعدّل المعتاد -يصل إلى 50 ألف زائر يوميا-، بيد أنّ إجمالي الزوار هوى إلى القاع بصورة محسوسة خلال الأيام التي سبقت افتتاح شهر رمضان، والانطباع نفسه وجدناه على مستوى سلسلة الفنادق السياحية المترامية في ضاحيتي الجزائر الشرقية والغربية.


وأجبر تزامن شهر الصيام مع النصف الثاني من الشهر الحالي، العديد من العوائل الجزائرية وعموم المصطافين الذين قدموا من الجزائر العميقة وكذا من خارج البلاد، على تقليص مدة إجازاتهم الصيفية، بهدف الاستعداد للشهر الفضيل، وأوضح سليم (50 سنة) أب لطفلين:quot;اعتدنا البقاء لمدة أطول خلال السنوات الفارطة، لكن معطيات هذه السنة أجبرتنا على العودة إلى المنزل مبكراquot;.هذا الوضع صعّب مأمورية القائمين على الفنادق ووكالات السياحة، ما اضطرّ إدارات الفنادق والمركبات السياحية إلى تخفيض أسعار الإقامة وضمان برامج خاصة، وهي استراتيجية اعتمدتها فنادق الرياض والمنار والمرسى، حيث أقرّت تخفيضات في أسعار الإقامة بها خلال شهر رمضان، تصل إلى حدود 70 بالمئة، في خطوة لإغراء الزبائن في ظل التراجع الكبير.في هذا السياق، أكد quot;أحمد بن مدورquot; مدير فندق المنار لـquot;إيلافquot;، أنّ اعتماد مؤسسته لهذه الإستراتيجية ( تخفيض أسعار الإقامة) من شأنه تجاوز المأزق الحاصل، وسيسمح أيضا للوافدين على الفنادق بكسر الروتين المسجّل، حتى وإن كان من الصعب استقطاب العائلات نظرا لخصوصية شهر رمضان، وتفضيل كثيرين تمضية أيام الصيام في بيوتهم.


من جانبه أوضح quot;يوسف شريفيquot; مدير فندق المرسى، أنّه جرى أيضا تخفيض قيمة الخدمات الفندقية بنسبة 60 بالمائة خلال رمضان، بما سيسهم بحسبه في ضمان إقامة مميزة لآلاف المغتربين الذين يحبذون قضاء هذا الشهر في مسقط رأسهم، ولتجاوز امتناع الزبائن عن الإقامة على مستوى هذه الفنادق، تمّت برمجة سهرات فنية في ليالي رمضان الطويلة لجني أرباح من منفذ آخر، علما أنّ 80 بالمائة من الجزائريين فضلوا هذه السنة قضاء عطلتهم الصيفية في بلادهم.ومحاولة منه لجلب الزبائن خلال شهر الصيام، ارتأى الديوان الجزائري للسياحة تنظيم خرجات ليلية مخصصة للعوائل إلى المركبات السياحية وتنظيم سهرات رمضانية بها، ولأجل تحفيز أرباب الأسر على القدوم بكثافة، أعلن عن تسخير حافلات خاصة تقل العائلات، كما لم يفوت الديوان فرصة تخفيض الأسعار لزبائنه.


وتراهن وكالات سياحية خاصة على رواج خدماتها من خلال اقتراب موسم السياحة الدينية (التوجه إلى البقاع المقدسة لأداء مناسك العمرة)، خصوصا وأنّ التوجه إلى البقاع المقدسة لأداء العمرة خلال شهر رمضان سينتعش حتما نظرا لتواجد مختلف الزبائن في إجازات وهو ما سيسهل عمل الوكالات، رغم اتساع المخاوف من عزوف محتمل على خلفية شبح فيروس أنفلونزا الخنازير الذي زادت حدة انتشاره مؤخرا.
ويتقاطع مسيّرو الوكالات السياحية الخاصة والعامية على حد سواء، في كون تزامن شهر رمضان مع ذروة موسم الإجازات، يعدّ بمثابة تجربة جديدة بالنسبة إليها، خاصة وأنّ هذا التزامن بين الفترتين لم يحدث منذ ثلاثين سنة، وأبدت مختلف الوكالات السياحية استعدادها للقيام بدراسة معمقة لجلب الزبائن خلال رمضان السنوات المقبلة، نظرا لكون تزامن الشهر الفضيل مع العطلة الصيفية سيتواصل طوال الخمس سنوات المقبلة.