طلال سلامة من روما: ينبغي على الشركات الايطالية التوغل داخل الطبقة الوسطى العالمية التي من المتوقع، لغاية عام 2030، أن تكون مكونة من 1.5 مليار شخصاً quot;مرتاحينquot; مالياً. ما يعني أن الدخل السنوي لكل عضو في هذه الطبقة الوسطى سيتمتع بدخل سنوي لا يقل عن 30 ألف دولار. في الوقت الحاضر، فان العدد الكلي لأعضاء هذه الطبقة يصل الى مليار شخص، و80 في المئة منهم يعيشون في دول الاقتصاديات المتقدمة. في الحقيقة، فان نمو هذه الطبقة الوسطى في الدول النامية ستكون فرصة نمو ذهبية للشركات الايطالية وفق رأي الخبراء في جمعية quot;كونفيندوسترياquot; التي تجمع تحت سقفها المسؤولين في الأنسجة الصناعية المحلية. وستكون هذه الفرصة مُتاحة لا سيما في الدول القريبة من ايطاليا جغرافياً، كما تركيا، وتلك القريبة منها ثقافياً، كما الأرجنتين. علاوة على ذلك، فان أغلبية أولئك المرتاحين مالياً، أو الأغنياء الجدد، سيقطنون في منطقة دول quot;بريكquot;، أي البرازيل وروسيا والهند والصين، وكل ما هو قريب من ايطاليا، جغرافياً وثقافياً، كما تركيا والأرجنتين. علينا ألا ننسى أن الصناعات الايطالية، في اقتصاديات الدول المذكورة في الأعلى، تتمتع بمكانة وقيمة هامتين من حيث التنافسية والنوعية. ما يمثل قاعدة للجاذبية التجارية التي يتوجب على الشركات الايطالية تركيز جهودها عليها.
وسيكون ارتفاع عدد الأغنياء الجدد محصوراً أكثر في تلك الاقتصاديات، المصنفة لليوم غير متقدمة، التي من المتوقع أن تحتضن، لغاية 2030، ما بين 215 مليون غني جديد، كحد أدنى، و611 مليون كحد أقصى. من جانب آخر، سيكون هذا الارتفاع، في الاقتصاديات المتقدمة، محدوداً ومتأرجحاً بين 60 و89 مليون غني جديد.
ان الإمكانات والفرص التي ترسم ملامح الأسواق الجديدة، على المدى الطويل، ستكون في مرمى الشركات الايطالية، لا سيما تلك المنتجة للسلع الفاخرة ومن ضمنها صناعة الأزياء، التي ينبغي عليها التخطيط لاستراتيجيات سوقية وترويجية رابحة من شأنها تعقب العادات الاستهلاكية للأغنياء الجدد بشتى الوسائل. هذا وستشهد الصين ولادة ما معدله 217 مليون غني جديد لغاية عام 2030، تليها الهند(45 مليون) ثم البرازيل(28 مليون) وروسيا(17 مليون) والمكسيك(10 مليون) وتركيا(9 مليون) وأفريقيا الجنوبية(8.5 مليون) وإندونيسيا(7 مليون) والأرجنتين(6 مليون) وماليزيا(4.5 مليون).
التعليقات