المنامة - إيلاف: وقّع كل من quot;معهد مصدر للعلوم والتكنولوجياquot; وشركة quot;بوينغquot; وquot;الاتحاد للطيرانquot; وشركة quot;يو أو بيquot; التابعة لـquot;هانيويلquot; اليوم اتفاقاً يقضي بإقامة مشروع رائد للأبحاث في أبوظبي، بحيث يكون مخصصاً لحلول الطاقة المستدامة. وسوف يعتمد هذا المشروع الذي يحمل اسم quot;مشروع أبحاث الطاقة الحيوية المستدامةquot; (SBRP) على النظم الزراعية المتكاملة باستخدام المياه المالحة لدعم تطوير وتسويق مصادر الوقود الحيوي لقطاع الطيران والمنتجات المشتركة.

وسوف يتولى المشروع، في مراحل تنفيذه الأولية، القيام بدراسات بحثية تجمع بين البيئة القاحلة والملحية في أبوظبي مع ممارسات الزراعة المائية المبتكرة. كما من المقرر أن يستضيف معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا هذا المشروع، ويوفر له المختبرات والمرافق اللازمة داخل وخارج مدينة quot;مصدرquot;.

وسوف يشرف المعهد، باعتباره جامعة مستقلة للأبحاث متخصصة بتطوير مصادر الطاقة المتجددة، على عمليات quot;مشروع أبحاث الطاقة الحيوية المستدامةquot;، إلى جانب تقديم التوجيه العلمي اللازم لهذا المشروع. وفي هذا الصدد، قال الدكتور جون بيركنز، مدير معهد مصدر quot;يبرهن هذا المشروع على رغبة معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا الكبيرة بإنشاء جامعة عالمية المستوى متخصصة في مجال مصادر الطاقة البديلة والتقنيات البيئية واستدامتها. وسوف يثبت هذا المشروع للمرة الأولى الجدوى الاقتصادية من الزراعة المتكاملة باستخدام المياه المالحة لتوفير الوقود لقطاع الطيران، إذ يتماشي هذا المشروع مع استراتيجية إمارة أبوظبي التي تطمح إلى الحصول على 7٪ من الإستهلاك المحلي للطاقة من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2020quot;.

وفي هذا السياق، قال جيم ألبو، الرئيس التنفيذي لشركة بوينغ للطائرات التجارية quot;نعمل حالياً، بالتعاون مع حكومة أبوظبي وشركة الاتحاد للطيران وغيرهم من الشركات الرائدة في هذا القطاع، على تطوير الطاقة المستقبلية من خلال البحث عن مصادر متجددة للوقود، دون الانتظار إلى حين نفاد الوقود الأحفوري. إذ يعد تطوير وتسويق هذا النوع من مصادر الطاقة منخفضة الكربون الحل الأمثل بالنسبة إلى صناعتنا وعملائنا والأجيال المقبلةquot;.

من جانبه، أوضح جيمس هوغن، الرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران أن quot;عملية تطوير مصادر طاقةٍ خاليةٍ من الكربون تحظى بأهمية كبرى بالنسبة إلينا بشكلٍ خاص وقطاع الطيران بشكلٍ عام. ويسعدنا أن نكون عضواً رئيساً في مشروع أبحاث الطاقة الحيوية الحيوي المستدامة في أبوظبي، الذي من المنتظر أن يكون أحد أهم المشروعات العالمية الإبداعية في هذا المجال. وسوف تعود نتائج quot;مشروع أبحاث الوقود الحيوي المستدامquot; بنفع كبير على شركة الاتحاد للطيران، حيث نسعى بشكل متواصل إلى الحد من استخدام الوقود الأحفوري التقليدي وإيجاد بديل تجاريٍ مجدٍ من شأنه أيضاً تحقيق مبادئ الاستدامة التي لطالما التزمنا بها باعتبارنا عضواً في مجموعة مستخدمي وقود الطيران المستدامquot;.

وسوف يركز الفريق العامل في هذا المشروع على إيجاد نهج فعال ومتكامل للزراعة بمياه البحر (ISAS)، يستخدم في إنتاج الوقود الحيوي السائل والصلب، وخفض الانبعاثات الكربونية، وتوسيع رقعة التنوع الحيوي، وفي الوقت ذاته توفير المياه العذبة للاستخدامات الأساسية (مياه الشرب والاستخدام الصناعي والمنتجات الغذائية). كما تساعد الزراعة المتكاملة باستخدام مياه البحر على الحد من الآثار السلبية الناجمة من ارتفاع مستوى سطح البحر على المجتمعات الساحلية.

وفي هذا السياق، أشارت جنيفر هولمغرين، نائب الرئيس ومدير عام قسم الطاقة المتجددة والكيماويات في شركة quot;يو أو بيquot; التابعة لهانيويل إلى أن quot;مصادر الطاقة تشهد تحولاً كبيراً في الآونة الأخيرة. ولتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في أنحاء العالم كافة، يتوجب علينا العمل على تطوير حلول وقود حيوي مستدام، إضافة إلى حلول تسمح بتجديد النظم الإيكولوجية. ويمثّل هذا المشروع فرصة فريدة لاستعراض جدوى الحلول الأمثل جغرافياً، إلى جانب توفير تقنيات تنتج وقوداً نظيفاً عالي الجودة يمكن استخدامه لأغراض النقلquot;.

وتعتمد الزراعة المائية المتكاملة على المياه المالحة للتوصل إلى نظام زراعي يستند في عمله على تربية الأحياء المائية، بالتوازي مع نمو أشجار القرم ونباتات الساليكورنيا التي تعيش في المياه المالحة. ويمكن حصاد هذه المصادر الحيوية بشكل مستدام واستخدامها لتوليد طاقة نظيفة ووقود حيوي للطائرات وغيرها من المنتجات. كما يقوم هذا النظام بتحويل النفايات السائلة الضارة الناتجة عن تربية الأحياء المائية في مياه البحر إلى سماد غنيّ يمكن استخدامه في ريّ وتسميد النباتات الملحية تلك.

إذ يعد تطوير الأسمدة غير النفطية منخفضة التكلفة أحد العوامل الرئيسة في خفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن مصادر الوقود الحيوي. وبدأت هذه التقنية الثورية للزراعة باستخدام مياه البحر على يد الدكتور كارل هودجز من شركة quot;غلوبال سي ووترquot;، حيث تم التعاقد معه كاستشاري خاص للمشروع. والجدير بالذكر أن المساحة المخصصة لهذا المشروع في أبوظبي تبلغ حوالي 2 كيلومتر مربع.

هذا وتشكّل عملية تطوير وقود حيوي مستدام عنصراً أساسياً ضمن استراتيجية قطاع الطيران المتمثلة بالحدّ من انبعاثات الكربون. وسوف تقتصر مساعي المشروع على إيجاد حلول وأبحاث رائدة في المصادر الحيوية التي لا تؤثر سلباً على سلسلة الغذاء العالمية، ولا تشكل منافساً لاستخدامات المياه العذبة أو تقود إلى تغييرات غير مرغوبة في كيفية استغلال الأراضي. وسوف يتم اختبار كل مراحل التنفيذ الحيوي لهذا المشروع، وفقاً للممارسات والمبادئ التي تم وضعها خلال النقاشات حول الطاقة الحيوية المستدامة، وبدعم من أعضاء مجموعة مستخدمي وقود الطائرات المستدام.