توالت التوقيعات على اتفاقيات وشراكات في اليوم الثاني لمؤتمر طاقة المستقبل في أبوظبي، حيث أسس مشروع مشترك بين مصدر وأي أون الألمانية لتطوير مشروعات لخفض انبعاثات الغاز المسببة للاحتباس الحراري. كما حصل مشروع مشترك بين مصدر وسينر الأسبانية على قروض بقيمة 760 مليون دولار لمحطة طاقة شمسية مركزة تبلغ تكلفتها مليار دولار.
أبوظبي -إيلاف، وكالات: أعلنت شركتا أبوظبي لطاقة المستقبل quot;مصدرquot; واي.أون الألمانية في بيان الثلاثاء أنهما أسستا مشروعاً مشتركاً لتطوير مشروعات لخفض انبعاثات الغاز المسببة للاحتباس الحراري. وأوضح البيان أن شركة اي.أون مصدر المتكاملة للكربون ستسعى إلى تطوير مشروعات تمويل في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، وستركز على مشروعات توليد الكهرباء والنفط والغاز.
وبحسب الشركتين، ستسعى الشركة الجديدة إلى توليد الدخل، عن طريق خفض انبعاثات الكربون من المنشآت الصناعية، من خلال رصيد كربوني يجري تداوله في إطار خطة للأمم المتحدة. وسيجري تداول ائتمانات الكربون بموجب آلية التنمية النظيفة التابعة للأمم المتحدة، والتي تسمح للدول النامية ببيع تخفيضات انبعاثات قطاعات الصناعة، التي تعتمد اعتماداً كبيراً على الطاقة لمساعدة الدول الغنية في تعويض مساهماتها في ظاهرة التغير المناخي.
وتهدف الشركتان إلى إنتاج تكنولوجيات قادرة على خفض الانبعاثات الكربونية، مثل تغيير أنواع الوقود المستخدمة لتوليد الكهرباء واستخدام التوربينات ذات الدورة المغلقة في محطات الكهرباء وتقليل تسربات خطوط الغاز والوهج الناجم من حرق الغاز.
يشار إلى أن quot;مصدرquot; هي مبادرة مملوكة للحكومة أطلقتها أبوظبي، في إطار استعدادها لتقليل اعتماد صناعة الطاقة في الإمارة على النفط والغاز مستقبلاً. وتنتج أبوظبي القدر الأعظم من الإنتاج النفطي لدولة الإمارات العربية، ثالث أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم.
وتوجد شراكة بالفعل بين اي.أون وquot;مصدرquot; ومجموعة دونج انرجي الحكومية الدنمركية في مشروع لندن أراي البحري لتوليد الطاقة من الرياح في بريطانيا، وهو ربما يكون أكبر مزرعة لتوليد الطاقة من الرياح في العالم. وتشارك quot;مصدرquot; بالفعل في مشروعات تهدف إلى خفض انبعاثات الكربون في دولتي الإمارات العربية المتحدة والبحرين، وتهدف إلى إنشاء شبكة لامتصاص وتخزين الكربون في الإمارات.
كذلك أوضحت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل quot;مصدرquot; الثلاثاء أن أول مشروعاتها لالتقاط وتخزين الكربون سيهدف إلى خفض انبعاثات الغاز المسببة للاحتباس الحراري في دولة الإمارات العربية المتحدة بحلول نهاية 2012. وتنتج الإمارات أحد أعلى معدلات الانبعاثات للفرد. وضخّت أبوظبي المليارات في مبادرة مصدر للطاقة النظيفة، في إطار سعيها إلى خفض الانبعاثات والاستعداد لتقليل اعتماد ثالث أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم على النفط.
وقال سام نادر، مدير وحدة إدارة الكربون في quot;مصدرquot;، للصحافيين إن أول مشروع لالتقاط وتخزين الكربون سيكون لالتقاط الانبعاثات من مصنع جديد للصلب في الإمارات. وأضاف أن quot;أول مشروع هو لالتقاط 800 ألف طن من مصنع شركة الإمارات للحديد في 2012. وسيجري منح عقد هذا العام من أجل المشروع الأولquot;. وتابع أنه بحلول 2014 ستكون quot;مصدرquot; قد التقطت خمسة ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون.
القمة العالمية الثالثة لطاقة المستقبل تنطلق في أبوظبي |
وتهدف quot;مصدرquot; إلى إنشاء شبكة من خطوط الأنابيب في دولة الإمارات العربية المتحدة لضخ الكربون من مواقع الانبعاثات إلى حقول نفطية، حيث سيجري حقنه في المستودعات للحفاظ على مستوى الضغط وزيادة استخراج النفط. وتوقع نادر أن تكتمل الشبكة بحلول 2015. وتهدف المرحلة الأولى من الخطة لالتقاط ثاني أكسيد الكربون من الوحدات الصناعية، مثل مصنع شركة الإمارات للحديد ومن محطات توليد الكهرباء.
وتعمل مصدر بشكل وثيق مع شركة أبوظبي للعمليات البترولية البرية quot;أدكوquot;، المملوكة للدولة، لنقل وحقن ثاني أكسيد الكربون في مستودعاتها النفطية. وتتولى أدكو تشغيل حقول الخام البرية لحساب شركة بترول أبوظبي الوطنية quot;أدنوكquot;.
ومن بين المواقع الأخرى التي تستهدف quot;مصدرquot; التقاط انبعاثاتها الكربونية مصنع تابع لشركة الإمارات للألومنيوم ومحطة لتوليد الكهرباء تعمل بالغاز تديرها هيئة مياه وكهرباء أبوظبي، ومحطة لتوليد الكهرباء تعمل بالهيدروجين، تخطط لتشييدها بالاشتراك مع شركة بي.بي. وأطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة برنامجاً لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في 2007. وتهدف أبوظبي إلى خفض انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون بنحو الثلث بحلول 2020، وتتيح من خلال ذلك مزيداً من النفط للتصدير.
محطة طاقة شمسية أسبانية اماراتية تحصل على قروض
إلى ذلك، أكّدت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل quot;مصدرquot; الإماراتية في بيان أن مشروعاً مشتركاً للطاقة الشمسية بين الشركة وشركة سينر الأسبانية حصل على قروض بقيمة 760 مليون دولار لمحطة طاقة شمسية مركزة تبلغ تكلفتها مليار دولار. وستقوم شركة توريسول إنرجي ببناء محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية المركزة بقدرة تبلغ 17 ميغاواتا في أسبانيا.
وجرى تأسيس شركة توريسول إنرجي في مارس/ آذار 2008. وتملك شركة سينر حصة قدرها 60 %، في حين تملك شركة مصدر، التي تديرها حكومة أبوظبي، الحصة المتبقية البالغة 40 %.
وكان اليوم الأول من المؤتمر العالمي لمستقبل الطاقة، الذي انطلق الأثنين 18 يناير الجاري، وتستضيفه شركة أبوظبي لطاقة المستقبل quot;مصدرquot; شهد حضوراً لافتاً من قبل قادة عالميين ومقرري السياسات والمؤثرين في قطاع الطاقة والمستثمرين في حلول الطاقة البديلة والمتجددة والأكاديميين وأصحاب الرأي والإعلاميين من أكثر من 130 بلداً حول العالم.
وبلغ عدد حضور اليوم الافتتاحي للقمة العالمية لطاقة المستقبل وزوار المعرض 9252 شخصا، الذي يستمر حتى الخميس 21 يناير/كانون الثاني الجاري.
وتشهد أعمال القمة التي تقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض من 18 إلى 21 يناير الجاري مشاركة ممثلين ومندوبين من أكثر من 130 دولة، حيث يتوقع المنظمون وفود أكثر من 20 ألف شخص لحضور فعالياتها. وتطرح أكثر من 600 شركة عارضة من 50 بلداً على مساحة تبلغ 40 ألف متر مربع، الحلول والتقنية في مجال الطاقة البديلة والمتجددة والحفاظ على البيئة. ويضم المعرض عدداً مضاعفاً من الأجنحة الوطنية مقارنة بالدورة السابقة.
واستهلت الجلسة الأولى من أعمال القمة بجلسة حوار تضم وزراء في مجال الطاقة والبيئة من شمال أميركا وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، حيث ناقشوا الإجراءات اللازم اتخاذها لإيجاد توازن بين الطلب على الطاقة والمقتضيات الاجتماعية والاقتصادية، لتعزيز البنى التحتية للطاقة لدفع النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة لضمان تنمية مستدامة وشاملة.
وتتضمن الجلسات الأخرى في هذه الدورة مناقشات حول نتائج مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي في كوبنهاغن والجوانب الاستثمارية للطاقة المتجددة وأحدث التقنيات في مجال توليد الطاقة المتجددة والقطاع الصاعد لتخزين الكربون وحبسه، فضلاً عن فرص العمل المتنامية في قطاع الطاقة.
ويتضمن جدول أعمال القمة قضايا أخرى مهمة، كالهندسة والتصاميم المستدامة، حيث سيناقش المشاركون الجوانب الاجتماعية والسياسية والثقافية المتصلة بتحول المجتمعات الإنسانية إلى مجتمعات منخفضة الانبعاثات الكربونية، فضلاً عن مناقشة الدروس المستلهمة من المشاريع الكبرى التي تجسد الاستراتيجيات المستدامة وتقنيات طاقة المستقبل وأفضل الممارسات.
وتعقد quot;القمة العالمية لطاقة المستقبلquot; فعاليات دورتها السنوية الثالثة في أبوظبي، عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة بين 18 ndash; 21 يناير 2010، تحت رعاية الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتستضيفها quot;مصدرquot; في quot;مركز أبوظبي الوطني للمعارضquot;، وتنظمها شركة ريد للمعارض ndash; الشرق الأوسط وايلسفير.
وسيلتقي في أبوظبي قادة العالم وصناع السياسات والخبراء والمستثمرون من 130 دولة، بهدف إيجاد حلول مجدية للتحديات العالمية في مجالات التغير المناخي والطاقة. وسيشارك أكثر من 600 عارض من 50 دولة في quot;المعرض العالمي لطاقة المستقبلquot;، وquot;المعرض العالمي لبيئة المستقبلquot;، اللذين تتم إقامتها على مساحة إجمالية تبلغ 40 ألف متر مربع، ويوفران منصة مهمة لفرص التواصل والأعمال لأكثر من 20 ألف زائر متوقع في القمة والمعرض.
التعليقات