القاهرة: في إطار أول وأكبر مبادرة للقطاع الصناعي في مصر والمنطقة العربية، تشهد رفوف المتاجر في مصر قريباً وصول مساحيق الغسيل المركزة، لتدشن حقبةً جديدةً من العناية بالملابس وراحة المستهلك والحفاظ على البيئة.

وتعتبر المساحيق المركزة جيلاً جديداً من مساحيق الغسيل، عبر استخدام أحدث التكنولوجيات العالمية في صناعة المنظفات الحبيبية (البودرة). وتسمح هذه التكنولوجيا المتطورة بتركيز المادة الفعالة الداخلة في تركيب المنظف. وهكذا، فإن كمية أقل من المسحوق المركز تكفي لغسيل مقدار الملابس نفسه، مع الحفاظ على مستوى النظافة عينه.

وعلى سبيل المثال، إذا كانت عبوة تزن 4 كيلوغرامات من المسحوق العادي كافية اليوم لغسل 16 غسلة، فإن عبوة تزن 3 كيلوغرامات فقط من المسحوق المركز تكفي لغسل عدد الغسلات نفسها بالكفاءة عينها.

فوائد المساحيق المركزة
تُنتَج المساحيق المركزة باستخدام تركيبة أكثر تطوراً، ولهذا فإن هذه المساحيق الجديدة قادرة على الوصول للجودة نفسها في عملية التنظيف لمقدار معين من الملابس، باستخدام كمية أقل من المنتج. ومع العبوات الجديدة التي يسهل حملها ونقلها وتخزينها في المنزل نظراً إلى صغر حجمها، فإن المساحيق المركزة تقدم للمستهلك المصري منتجاً أسهل في التعامل معه، وأكثر ملائمةً مع الحفاظ على كفاءة عملية التنظيف.

وسيتواكب وصول المساحيق المركزة مع حملة تهدف إلى تذكير المستهلكين بأهمية ملء الغسالات بالكامل، وإستخدام أقل درجة حرارة مقترحة، بما يسمح للمستهلكين بالتخلص من العادات السيئة في عملية الغسيل، وإتمامها بأفضل صورة ممكنة، وكذا غسيل ملابسهم بشكل يسهم في الحفاظ على البيئة.

غير أن الفوائد البيئية لا تتوقف عند حدود المنزل، حيث تسهم المساحيق المركزة في الحد من الأثر البيئي للمنظفات على المستوى المحلي، من خلال السماح للمصنعين بالحد من استهلاكهم للطاقة والمياه والكيماويات والمواد الخام ومواد التغليف. ومع العبوات الجديدة الأصغر حجماً، سيمكن كذلك تقليل عدد الشاحنات اللازمة لنقل المنظفات إلى المستهلك، وهو ما سيؤدي إلى الحد من التلوث.

المنظفات المركزة توجه عالمي وإقليمي ومحلي
في السنوات الماضية، أصبحت المساحيق المركزة بشكل عام هي القاعدة في معظم أنحاء أوروبا والولايات المتحدة وكندا واليابان، وجار حالياً التحول إليها في دول عدة في أميركا اللاتينية، إضافة إلى الصين والهند والفلبين.
وبناء على فوائدها المثبتة في أنحاء العالم كافة، تأتي الدعوة إلى تركيز المساحيق في مصر في إطار مبادرة اختيارية للقطاع الصناعي، دعا إليها اتحاد الصناعات المصرية، من خلال تعاون وثيق مع الاتحاد الدولي لمصنعي الصابون والمنظفات ومنتجات التنظيف الكائن في بروكسل عاصمة بلجيكا.

وقد كانت الفوائد البيئية في الأساس هي ما شجع اتحاد الصناعات المصرية إلى الدعوة إلى تبني المبادرة في مصر، وكما يوضح رئيس شعبة المنظفات في اتحاد الصناعات المصرية محمد فكري عبد الشافي، فإن الدراسات البيئية تؤكد أن تبني هذه المبادرة في مصر من شأنه أن يؤدي ndash; سنوياً ndash; إلى توفير قدر من الطاقة يكفي لإضاءة مدينة القاهرة طيلة شهر كامل، وقدر من المياه يفي باحتياجات مدينة يقطنها 36 ألف نسمة لمدة شهر، ومواد تغليف تكفي لتغليف الهرم الأكبر 125 مرة، وتؤدي إلى التخلص من قرابة الـ3800 شاحنة نقل سنوياً، وهو ما يوازي أسطولاً يصل طوله إلى 46 كيلومتراً، وهو ما يؤدي إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحوالي 57 ألف طن سنوياَ.

ويضيف محمد فكري عبد الشافي quot;فقد دعا اتحاد الصناعات المصرية المصنعين المصريين إلى تبني هذه المبادرة المهمة، وقد استجاب معظمهم للدعوة، ونحن نشعر بالسعادة والفخر إزاء ارتفاع نسبة المشاركة في المبادرة، إذ إنها توضح مدى التزام المصنعين الوطنيين بالتواصل مع أحدث التوجهات العالمية، بما يحقق الفائدة للمستهلكين والبيئة، إضافة إلى القطاع الصناعيquot;. واعتبر هذه المبادرة خطوة ريادية لقطاع صناعة المنظفات، متمنياً أن تلهم قطاعات صناعية أخرى لمبادرات مماثلة، تحقق مزيداً من الاستدامة للبيئة.

جدير بالذكر أن المساحيق المركزة سترى النور، لا في مصر وحدها، وإنما في معظم دول المنطقة العربية، بما يمكن معه أن تكون هذه المبادرة هي أول وأكبر المبادرات الاختيارية للقطاع الصناعي العربي الهادفة إلى تحسين المنتجات وزيادة تقبل المستهلكين لها مع تحسين الأداء البيئي.

كيف يمكن التعرف إلى المساحيق المركزة؟
بهدف رفع وعي المستهلكين بخصوص المساحيق الجديدة وتوضيح فوائدها، سيقوم قطاع مصنعي المنظفات بإطلاق حملة إعلامية من خلال التليفزيون ووسائل الإعلام المختلفة، من المنتظر أن يبدأ بثها في شهر فبراير/شباط 2010. وستسعى الحملة كذلك إلى توعية المستهلكين وتشجيعهم على تحسين عاداتهم في ما يخص عملية الغسيل، وذلك من خلال استخدام المساحيق بشكل سليم وبكميات مناسبة، بما يضمن حصول المستهلكين على أفضل درجات النظافة، مع تلافي أي هدر في المسحوق. وهو ما يحقق الفائدة للمستهلك وللبيئة.

وفي إطار هذه المبادرة، ستتم طباعة علامة مميزة على عبوات المساحيق المركزة، تسمح للمستهلكين بتمييزها عن المساحيق العادية. ويؤكد محمد فكري عبد الشافي أن وجود العلامة المميزة على عبوة المسحوق يضمن أن هذا المنتج هو منتج مركز يحقق الكفاءة نفسها من ناحية التنظيف، باستخدام كمية أقل من المسحوق.