أكّد تقرير أنّ التطوّر المستمر في شركات الطيران في الشرق الأوسط سيكون عاملاً أساسيًّا في تنشيط حركة السّياحة الخارجيّة والدّاخليّة من هذه الأسواق الناشئة وإليها.


بيروت: أشار تقرير صادر من quot;ديتلويتquot; إلى أن الشرق الأوسط مستعد للاستفادة من quot;النظام العالمي الجديدquot; الناشئ في قطاعي السفر والسياحة العالميّين. وحمل التقرير عنوان quot;قطاع الضيافة 2015: مغيّرون أو مجرّد متفرجينquot;.

ورأى التقرير أن وجود حوالى 150 مليون quot;مسافر جديدquot; من دولتي الصين والهند الناشئتين واستمرار التوسع في شركات الطيران الشرق أوسطية، يوفّران للشرق الأوسط فرصةً فريدةً ليكون quot;مغيّرًاquot; في قطاعي السفر والسياحة على الصعيد العالمي. علاوةً على ذلك، من شأن التراث الثقافي والديني الغني في الشرق الأوسط، والتركيبة السكانية الفتية، والاستثمار اللافت في البنى التحتية السياحية في دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر، بحسب quot;ديتلويتquot; أن ينهض بالمنطقة لتصبح الوجهة المفضلة عالميًّا للسفر والسياحة.

أما سرّ نجاح الشرق الأوسط في اكتساب صفة quot;اللاعب المغيّرquot; فسيعتمد على مدى تعامله مع العوامل السبعة التي تحدد النجاح حتى سنة 2015 وما بعده. ويتوقع التقرير حول قطاع الضيافة في سنة 2015 أن تكون العوامل المؤثرة في هذا المجال هي الأسواق الناشئة، والديموغرافيا والعلامات التجارية والكفاءات والتكنولوجيا والاستدامة وإدارة الأزمات.

الأسواق الناشئة
يوضح التقرير أن كلاً من الصين والهند ستبقى أحد المفاتيح الأساسية لسوق الضيافة، ويظهر أنه بحلول سنة 2015، سيتمتع هذان البلدان بنمو سياحي مطلق على أساس سنوي يتعدى النمو المسجل في كل من المملكة المتحدة وفرنسا واليابان. وسيوفِّر نمو سوق السياحة الخارجية هذا، إلى جانب شبكة الرحلات الجوية في الشرق الأوسط فرصًا استثنائية للنمو.

في هذا الإطار، قال الشريك العالمي المسؤول عن قطاع السياحة والضيافة والترفيه في quot;ديلويتquot; ألكس كيرياكيدس إن quot;نشوء الطبقات الوسطى في الأسواق الناشئة سيعزز الطلب إلى حدٍ كبير على سوق الضيافة في مجالي الترفيه والأعمال. أما القدرات المستقبلية الأهم في هذه الأسواق فستكمن في تطوير سوق الطبقة المتوسطة والمنتجات المصنَّفة الأوفر التي تستهدف المسافرين المحليين، وفي الترويج لمنطقة الشرق الأوسط كوُجهة ثقافيةquot;.

الديموغرافيا
ستتميز سنة 2015 وما بعدها بوجود محركين ديموغرافيين رئيسين للتغيير في هذا القطاع، وسيؤديان إلى ظهور أنماط سفر جديدة وتزيد الطلب على الرحلات في الغرب، إضافة إلى أسواق مصدِّرة جديدة في الشرق: تقدُّم جيل طفرة الإنجاب في السن، ونشوء الطبقات المتوسطة في الصين والهند.

وأشار كيرياكيدس إلى أن quot;شركات الضيافة التي تدرك دوافع هذه التركيبات السكانية الناشئة وحاجاتها ستُجني الثمار لتتحوَّل إلى الأطراف الرائدة مستقبلاً في هذا الميدانquot;. وفي حلول سنة 2015، يُتوقع أن يشكل جيل طفرة الإنجاب في الولايات المتحدة 60% من ثروات البلاد و40% من إنفاقها.

في السياق عينه، شرح روبرت أوهانلون، الشريك المسؤول عن السياحة والضيافة والترفيه في quot;ديلويت الشرق الأوسطquot; أن quot;جيل طفرة الإنجاب الأميركية سيقود دفة النمو في قطاع الضيافة والترفيه. أما سرّ استقطاب جيل هذه الطفرة الإنجابية فيكمن في جذب سلوك quot;الشباب المتجدِّد الدائمquot; ورغبته في الرحلات الحافلة بالاختبارات. وسيكون الاستثمار الواسع النطاق على صعيد البنى التحتية في الشرق الأوسط في السياحة القائمة على الاختبارات، بالغ الأهمية في استقطاب هذا السوق المميِّزquot;.

كذلك فإن الطبقات الوسطى الصينية والهندية ستطلق موجات من التغيير في المستقبل مع تطور أنماط سفرها من الوُجهات المحلية إلى وجهات إقليمية ودولية. ويُقدر أن يبلغ عدد السياح الوافدين من الهند وحدها حوالي 50 مليوناً في حلول سنة 2020.

العلامات التجارية
بحسب التقرير، فإن نمو الإعلام الاجتماعي في الأعوام الخمسة الأخيرة كان مذهلاً، وسوف يستمر هذا القطاع بالنمو. ويُعتبر هذا الشكل الجديد من التواصل وتبادل الآراء خبرًا جيدًا بالنسبة إلى المستهلكين. أما بالنسبة إلى المشغلين فهو يقدم لهم العديد من الفرص، كما يشكل تهديدًا لهم في الوقت نفسه.

وشدد كيرياكيدس على quot;أن شفافية الإعلام الاجتماعي ستسلّط الضوء على التعارض في تسليم العلامات التجارية، وسوف توفّر قناة تواصل سريعة وغنية بين العلامة التجارية والمستهلك. وستكون العلامات التجارية الأكثر نجاحًا تلك التي تتمكن من ضبط واستعمال الإعلام الاجتماعي بدلاً من الاستخفاف به أو محاربة تأثيرهquot;.

الكفاءات
ينفق صاحب فندق متوسط 33% من العائدات على تكاليف اليد العاملة، في حين أن إجمالي حركة الموظفين في هذا القطاع تبلغ 31 %. وتستمر هذه الحركة المرتفعة بالتأثير سلباً على القطاع، فيما يحتاج المشغلون خططًا استراتيجية صلبة للاحتفاظ بموظفيهم وإدارة الحركة.

التكنولوجيا
يلفت التقرير إلى أنه ولتحقق شركات الضيافة نجاحًا في سنة 2015، عليها الاستثمار في التكنولوجيا. فالمعركة quot;لقوننةquot; الحجوزات عبر المواقع الالكترونية ستستمر، إلا أن المشغلين الأساسيين سيطورون أيضًا التطبيقات والمواقع الخاصة بالأجهزة النقالة بغية تلبية طلب المستهلكين.

الاستدامة
ستصبح الاستدامة مسألة مهمة في قطاع الضيافة في سنة 2015 وما بعدها. فزيادة عدد السكان والتضاءل المستمر في الموارد ستحدد معالم بيئة صعبة محفوفة بالتحديات في مجال الأعمال تكون فيها الاستدامة ضرورية في كل نواحي قطاع الضيافة.

إدارة الأزمات
أخيرًا يؤكد التقرير أن أساس تخطي قطاع الضيافة للأزمات غير المتوقعة وتخفيف وطأتها متمثل في إيجاد الحلول المناسبة والبروتوكولات وبرامج إدارة المخاطر. حيث يحتاج المشغلون إلىالتركيز على الفرص الجديدة التي قد تبرز في الأوقات الصعبة.