دبي: قال وزير الأعمال البريطاني بيتر ماندلسون الأحد إن معالجة دبي لأزمة ديون شركتها الرئيسة دبي العالمية ستؤثر على قدرة الإمارة على جذب استثمارات مستقبلية، وذلك بعدما أفاد تقرير أن الشركة قد تعرض على الدائنين سداد 60 سنتاً فقط للدولار.

وأضاف ماندلسون أن على دبي - التي هزت الأسواق العالمية في نوفمبر/ تشرين الثاني بإعلان نيتها طلب تأجيل سداد ديون قيمتها 26 مليار دولار - أن تتوصل إلى اتفاق quot;عادلquot; مع الدائنين. ونفت دبي يوم الأحد تقريراً لخدمة داو جونز، يفيد أنها تدرس اتفاقاً من جزئين، يتضمن أحدهما سداد 60 % على مدى سبع سنوات.

وقال ماندلسون، خلال اجتماع لمجموعة شركات بريطانية في دبي، quot;يجب على دبي أن تعي حقيقة أن طريقة تسوية المشاكل الحالية، ستعني الكثير لسمعتها واسمها، ولكيفية تأمين الاستثمارات الخارجية في المستقبلquot;. وأضاف quot;الوقت ينفد. وحالة عدم اليقين الحالية، وعدم وجود اتفاق، لا يمكن أن تستمران طويلاًquot;.

وتجري دبي العالمية محادثات مع بنوك بشأن إرجاء سداد ديون تقدر بنحو 22 مليار دولار متعلقة بوحدتيها العقاريتين الرئيستين نخيل وليمتلس العالمية، لكنها لم تقدم مقترحاً رسمياً بهذا الخصوص بعد. وتجنبت المجموعة في ديسمبر/ كانون الأول التعثر في سداد صكوك إسلامية بقيمة 4.1 مليار دولار مستحقة على نخيل، بعد مساعدة مالية من أبوظبي في اللحظات الأخيرة.

وزاد المقترح الذي ذكره تقرير داو جونز مخاوف المستثمرين الذين أقلقهم بالفعل نقص المعلومات المتوفرة بشأن خطط الشركة لسداد الديون. وقال علي خان العضو المنتدب ورئيس قسم الوساطة المالية لدى أرقام كابيتال quot;حتى رغم أن الأنباء غير مؤكدة فإن خفض 40 % من قيمة الدين ربما يكون أكبر من المتوقع، إضافة إلى التأثير الكبير لفترة السبع سنوات، وهذا يؤثر بشدة على السوقquot;.

وتراجع المؤشر القياسي لسوق دبي المالي 4.1 %، بسبب قلق المستثمرين من مثل هذا العرض. وأغلق المؤشر منخفضاً 3.5 %. ونقلت داو جونز عن مصدرين مصرفيين، لم تكشف هويتهما، قولهما إن دبي العالمية قد تعرض على الدائنين 60 سنتاً لكل دولار من الديون، في خطة قد تتضمن تقديم ضمان سيادي، لكنها لا تشمل دفع فائدة.

وأضاف التقرير نقلاً عن المصدرين المصرفيين أن العرض الثاني يتضمن تسديد كل المستحقات للدائنين، ويشمل ذلك 40 % من ديونهم المستحقة على دبي العالمية، في صورة أصول في نخيل العقارية بدون ضمان حكومي، وأيضاً في غضون سبع سنوات.
وقال أحد المصدرين quot;سيكون هناك عرضان على الطاولة بنهاية إبريل/نيسانquot;.

وأوردت قناة العربية التلفزيونية أن المكتب الإعلامي لحاكم دبي نفى تقديم أي عرض لدائني دبي العالمية، ونقلت عنه قوله إنه لن يجري تقديم أي عرض قبل مارس/ آذار أو إبريل/ نيسان. ويوم الجمعة، قفزت تكاليف التأمين على ديون دبي إلى أعلى مستوى في شهرين ونصف، كما ارتفعت عائدات السندات مع تزايد عدم اليقين بشأن مصير مجموعة دبي العالمية المثقلة بالديون، مما دفع المستثمرين إلى التحوط لحماية تعرضهم للمجموعة.

وتتفاوض الشركة مع لجنة تنسيق غير رسمية، تضم سبعة بنوك من الإمارات والبحرين واليابان، تملك مجتمعة ثلثي إجمالي ديون المجموعة. ووصل ماندلسون إلى دبي لحث الحكومة على سرعة سداد الأموال المستحقة لمتعاقدين بريطانيين، والتي قدرتها بعض التقارير الإعلامية بنحو ملياري دولار.

وهناك كيانات شبه حكومية في دبي مدينة بمليارات الدولارات لمتعاقدين بريطانيين، وذلك بعد انهيار القطاع العقاري للإمارة، الذي كان مزدهراً يوماً، نتيجة الأزمة المالية العالمية. وقال ماندلسون إن دبي quot;عليها أن تسير بخطى حذرة ومنفتحة، ولكن ألا تستغرق وقتاً طويلاًquot;.