واشنطن: يرى المحللون أن منتجي منظمة الدول المصدرة للنفط quot;أوبكquot;، وبعد الاطمئنان إلى أسعار النفط، أعادوا إطلاق عدد من المشاريع التي يمكن أن تثير اهتمام شركات أجنبية، حتى وإن كانت المشاكل الجغرافية السياسية لا تزال تشكّل عائقاً، كما هو الحال في إيران.

وكانت أوبك قررت الأربعاء إبقاء حصص الإنتاج عند مستوى 24.84 مليون برميل يومياً، بعدما أبدى وزراؤها ارتياحهم الشديد لأسعار البرميل التي تتراوح ما بين 70 و80 منذ ستة أشهر. وتبلغ حصة أوبك 40% من الإنتاج العالمي للنفط، كما إنها تملك 80 % من احتياطي الذهب الأسود في العالم.

وقال الأمين العام للمنظمة عبد الله البدري quot;مع تقدم الأسعار، أعيد تفعيل كل المشاريع الكبرى للدول الأعضاءquot;. وفي أوج الركود الاقتصادي، ومع هبوط أسعار النفط إلى نحو 30 دولاراً للبرميل، أعلنت أوبك تجميد 35 مشروعاً نفطياً. وذكر السعودي علي النعيمي للصحافة quot;انظروا إلى ما يحدث في الاستثمارات، وفي الإنتاج. إن الطلب سيواصل تقدمه مستقبلاًquot;. وأوضح أن الرياض، أكبر منتج في أوبك والزعيمة الفعلية للمنظمة، تنوي رفع طاقتها الإنتاجية إلى 12.5 مليون برميل يومياً، في حين إنها تنتج حالياً 8 ملايين برميل.

وقال المحلل المستقل جون هال quot;منذ سنوات كان البرميل يتراوح بين 30 و40 دولاراً. وحيث إن هذا السعر تضاعف الآن، فان الاستثمارات ستعودquot;. من جانبه، أشار بيل فارين برايس مؤسس مكتب quot;بتروليوم بوليسي انتليجانسquot; إلى أنه وquot;مع استقرار الأسعار، يمكن للمنتجين الآن العودة إلى الاستثمارات المنشودةquot;. وبالنسبة إلى الشركات النفطية العالمية، فإن هذا المشاريع يمكن أن تتيح لها فرصة الاستثمار في دول أوبك.

وأوضحت الأكوادور، التي تتولى رئاسة المنظمة هذا العام، أنها تجري مباحثات مع شركاء أجانب. وقال وزير الطاقة جرمانيكو بينتو الأربعاء quot;لقد تحدثنا مع شركات عامة في روسيا، وفعلنا ذلك في دول أخرى، ونأمل في إبرام عقود استراتيجية مع العديد منها هذا العامquot;. كما انتهزت إيران فرصة اجتماع أوبك لجذب شركاء أجانب. فأكد وزير البترول الإيراني مسعود مير كاظمي quot;ننوي خلال السنوات الخمس المقبلة استثمار حتى 200 مليار دولار في أعمال التنقيب والإنتاج والتكريرquot;. وبسبب الخلاف بين طهران والمجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي، سيكون على معظم الشركاء الأجانب العزوف عن المشاركة في هذه المشاريع.

لكن الصين يمكن أن تقتنص هذه الفرصة. بينما جون هول حذّر من أنه quot;من الصعب معرفة الخطر الجغرافي السياسي الذي ستجازف بهquot;. وكان نائب وزير النفط الإيراني حسين شيرازي أشار العام الماضي إلى أن الصين ستستثمر ما بين 48 إلى 50 مليار دولار في إنشاء شركات مشتركة للغاز والنفط مع إيران. وفي الخريف الماضي، تمكنت شركات النفط الدولية بالفعل من انتهاز فرصة تاريخية في العراق، الذي عادت إليه بعد غياب 37 عاماً، مع توقيع عشر عقود لاستغلال عشرة حقول نفطية. ويعلن العراق عزمه على رفع إنتاجه إلى 12 مليون برميل يومياً قبل عام 2016.