شهدت الصناعة السياحيّة اللبنانية انتعاشا ً كبيرا ً في عام 2009، وقالت المنظمة العالمية للسياحة إن نسبة السياح الوافدين إلى لبنان خلال العام الماضي ارتفعت بنسبة 39 % عن عام 2008.

القاهرة:في تقرير له تحت عنوان quot;لبنان يتحضر لغزو سياحي في الصيفquot;، يقول موقع ذا ميديا لاين الأميركي المهتم بشؤون الشرق الأوسط إنه وبعد مرور سنوات على الحرب مع إسرائيل، يبدأ لبنان الذي يُلقب بـ quot;سويسرا الشرق الأوسطquot; في العودة مرة أخرى خلال هذه الأثناء إلى سابق عهده على صعيد النشاط السياحي. ويمضي الموقع لينقل عن دانيال عيد، مدير إحدى وكالات السفر في لبنان، قوله :quot; هناك المزيد والمزيد من السياح الذين يتوافدون كل شهر، وأتوقع استمرار تزايد الحجوزات في العام القادمquot;.


وفي حديث له مع الموقع، قال ماركوس ماركتانر، الأستاذ في الجامعة الأميركية في العاصمة بيروت، إن السياحة الواردة إلى لبنان تجلب المال بصورة مباشرة وغير مباشرة إلى الاقتصاد. ويضيف موضحا ً :quot; فطبقا ً لما تشير إليه بعض التقديرات، سوف تجلب السياحة ما يتراوح ما بين أربعة إلى خمسة مليارات دولار بصورة مباشرة إلى الاقتصاد، ومبلغا ً آخر يتراوح ما بين سبعة إلى ثمانية مليارات دولار بصورة غير مباشرةquot;.

ومع هذا، يحذر محللون من أن تدفق السياح قد يكون سلاحا ً ذا حدين للبنان. وهنا يعاود ماركتانر ليقول :quot;الوضع في تلك الحالة مماثل لارتفاع أسعار النفط، حيث تجعل السياحة من لبنان اقتصاد إيجار. وما يجده معظم السياح جذابا ً بشأن لبنان لا يتطلب القيام بأي استثمارات كبرى. كما يُشكِّل الاستمتاع بالشمس والمرح الجزء الأكبر من تلك السياحة، مع وجود آثار جانبية مستدامة بشكل ضئيل للغاية. فخلال أشهر الصيف، تتسبب السياحة في رفع الأسعار، وإغلاق الطرق، وهو ما يعد عبئا ً تتشارك في تحمله جموع اللبنانيين. أما بالنسبة إلى الآثار الجانبية الإيجابية، فهي مركزة للغاية. حيث يذهبون ( السياح ) في الغالب إلى الفنادق و المطاعم والمتاجر في بيروت وحولهاquot;.

ويواصل حديثه بالقول :quot; ومن المحتمل أن يُقدِّر معظم اللبنانيين ذلك إذا ما أدى تحسن النشاط السياحي على أقل تقدير كذلك إلى جلب قدر من الاستثمارات في تحسين البنية التحتية العامة، مثل تحسين الطرق وإمدادات الكهرباء وخدمات الاتصالات السلكية واللاسلكية. وهو الأمر الذي من شأنه أن يزيد المتعة بالنسبة للسياح واللبنانيين على حد سواءquot;. وفي الختام، يؤكد الموقع أن السياحة تمثل منذ فترة طويلة عنصرا ً حاسما ً في الاقتصاد اللبناني، في الوقت الذي تفتقر فيه البلاد إلى الموارد الطبيعية وتتسبب سنوات الحرب الأهلية كذلك في إعاقة إنشاء صناعة تحويلية مهمة.