بكين:يقول تشين شيونج وهو يقف وسط ضوضاء معرض للعقارات في الصين انه يشعر كما لو كان يشاهد رجلا ينوي الانتحار بالقاء نفسه من فوق سطح أحد المباني متجاهلا مناشدات المارة بالتراجع.لكن كثيرين من نحو 142 ألف مشتر محتمل وزائر فضولي تزاحموا في أحدث معرض لمبيعات المنازل في الصين في بداية الاسبوع لم يلتفتوا الى تحذيرات تشين بالانفجار الوشيك لفقاعة الاسعار.ويقول كثيرون ان أسعار المنازل في العاصمة الصينية وغيرها من المدن ستواصل الارتفاع بالتأكيد ربما بعد تراجع وجيز دون الالتفات لجهود الحكومة لتهدئة السوق. أما المحبطون فيستبعدون أن تتراجع الاسعار التي هي بالفعل أبعد كثيرا عن متناول أيديهم.

ويقول تشين وهو يوميءالى الجمهور الملتف حول مجسمات لمبان معروضة في مركز التجارة العالمي في بكين quot;لا أحد ينصت الى قادة الحكومة. تسود هذه العقلية التي تؤمن بأن هذه السوق لا يمكن أن تمنى بخسارة.quot;ويضيف تشين وهو محلل استثمار لدى تشانج جيانج للاوراق المالية في العشرينات من عمره quot;الامر يشبه رجل مقبل على الانتحار لن يستمع الى أي شخص .. مهما قلت له ببساطة يعزز ذلك اعتقاده بأنه على صواب وأن الباقين على خطأ.quot;

وتشاركه الحكومه بعض مخاوفه.وفي بداية الاسبوع قال ليو مينج كانج رئيس اللجنة التنظيمية للبنوك في الصين ان على البنوك المحلية أن تبذل مزيدا من الجهد لكبح جماح الاقراض المحفوف بالمخاطر لشركات التنمية العقارية.وقال رويال بنك أوف سكوتلند في تقرير صدر يوم الاثنين ان متوسط أسعار بيع العقارات من جانب سبع شركات كبرى للتنمية العقارية في البر الصيني ارتفع من 8069 يوانا (1182 دولارا) للمتر المربع في نوفمبر تشرين الثاني من العام الماضي الى 10810 يوانات في مارس اذار.وحققت بعض مساحات الاراضي في وسط بكين أسعارا قياسية واشترتها شركات حكومية لا علاقة لانشطتها الاساسية بقطاع العقارات.

لكن مقابل كل متردد في المعرض بدا أن هناك عشرات من المشترين المحتملين الذين يمكن أن يسوقوا أسبابا عديدة تعزز اعتقادهم بأن من المستبعد أن تشهد سوق العقارات في الصين تباطؤا أكثر ولاسيما في المدن الكبرى.وبصورة عامة يتشارك المتفائلون والمتشائمون والمترددون في المعرض في الاعتقاد بأن الحكومة المركزية تفتقر اما الى الوسائل أو الرغبة في كبح نمو أسعار المنازل على نحو كبير.وبينما تحاول الصين تهدئة السوق فقد تصبح الافتراضات الواسعة عن عجز الحكومة مشكلة في حد ذاتها.

وقال وانج جون المهندس الذي يحضر المعرض quot;أعتقد أن الاسعار ستواصل الصعود. الحكومة بمقدورها التحرك ان أرادت. لكن هل تملك الشجاعة؟quot;القيام بذلك سيضر بكثير من المصالح من بينها الحكومات المحلية التي تحتاج الى ايرادات الاراضيquot;.وأضاف أنه يكسب نحو 70 ألف يوان في العام وهو ما يكفي لشراء نحو مترين مربعين من شقة جديدة في مكان ما بالقرب من وسط بكين.ويردف quot;اذا ما واصلت الاسعار الارتفاع بهذه الوتيرة فلن يكون بمقدور السكان العاديين تحمل شراء أي شيء وحتى الطبقة الوسطى ستتقلص وهو ما يمكن أن يكون أمرا خطيرا.quot;

وأفادت صحيفة بكين يوث دايلي يوم الاثنين أن مبيعات المعرض بلغت نحو 2.9 مليار يوان.وقالت الصحيفة ان هذا يعتبرا تراجعا عن العام الماضي عندما أبلغ المنظمون عن مبيعات تصل الى 3.2 مليار يوان كما أن أعداد الزائرين أقل هذا العام.وأوضح تشين محلل الاستثمار والذي يقول انه يداوم على حضور المعرض أن تراجع أعداد الزوار يرجع جزئيا الى أن كثيرا من العقارات يجري الاعلان عنها وبيعها عبر الانترنت.وقال انه جاء الى المعرض على أمل اقناع المستثمرين بالشراء بدلا من ذلك في أسواق المال التي يقول انها وسيلة مضمونة أكثر لجني الارباح.وقال quot;حذرتهم ودعوتهم بتحويل (استثماراتهم) لكنهم لا ينصتون لي. ستحل بهم التعاسة قريبا.quot;