إيلاف من لندن: أوقفت البنوك ومكاتب الصرافة في بريطانيا التدوال بالعملات البنكية من فئة 500 يورو، لكونها صارت المفضلة للساعين إلى غسل الأموال. يأتي هذا القرار في أعقاب إعلان laquo;وكالة مكافحة الجرائم الخطرةraquo; عبر وسائل الإعلام أن أكثر من 90 % من مبيعات أوراق اليورو من تلك الفئة تسيطر عليها عصابات الجريمة المنظمة.

وأوضح نائب مدير الوكالة، إيان كراكستون، أن هذه الفئة تحديداً أصبحت الوسيلة المفضلة لإخفاء الأرباح لدى تلك العصابات بسبب laquo;خفة وزنهاraquo; بالمقارنة مع عملات أخرى، مثل الإسترليني، الذي تبلغ أعلى فئاته الورقية 50 جنيهاً، وهي فئة ليست رائجة على أية حال.

فعلى سبيل المثال، فإن مليون إسترليني من فئة 20 جنيهاً تزن 50 كيلوغراماً، بينما لا يتعدى وزن المبلغ المعادل من فئة 500 يورو 2.2 كيلوغراماً. ويمكن للشخص إخفاء 300 ألف يورو في صندوق لا يتعدى طوله طول الورقة العادية من حجم laquo;A4raquo; وعرضها وبسمك بوصتين فقط.

وأشار كراكستون إلى أن الوكالة توصلت إلى قرارها وقف التدول بفئة 500 يورو على ضوء قلق دولي متنام إزاء استخداماتها، وبعد متابعات وتحليلات دقيقة دامت 8 أشهر. ورفع النقاب عن أن السلطات البريطانية بدأت سحب هذه الفئة سراً من السوق الداخلية خلال الشهر الماضي.

ويُقدّر حجم التعاملات البريطانية بتلك الفئة وحدها بـ 500 مليون يورو. لكن أقل من 10 % من هذا المبلغ يُشترى من قبل السياح ورجال الأعمال العاملين بشكل مشروع. وقال المحققون في جرائم المال إن الأرقام تعني أنه لا يوجد تداول مشروع لفئة 500 يورو في بريطانيا تقريباً. فالوضع السائد هو أن عصابات الجريمة المنظمة استطاعت تحويل مبالغ هائلة إلى عملة الإسترليني من نشاطاتها في تجارة تهريب المخدرات في الغالب، وعبر مكاتب للصرافة هي في الواقع مجرد واجهات laquo;مشروعةraquo; لها.

وبحسب كراكستون، فإن المجرمين quot;عندما يقررون نقل مبالغ ضخمة إلى داخل بريطانيا، أو منها إلى الخارج، وهذا هو الأهم، فإن الوسيلة المثلى لهذا هي تخفيض حجم المحمول من العملة ووزنها. واليورو من تلك الفئة العالية هو الحلّquot;.معتبراً أن وقف تداولها في البلاد سيحرم أولئك المجرمين من هذه الوسيلة، وسيجبرهم على البحث عن أخرى لتحريك الأموال القذرة.

وكان البنك المركزي الأوروبي قد استحدث عملة 500 يورو إثر تشكيل الاتحاد النقدي، لتحلّ محل العملات العالية الفئة في عدد من دول القارة.