نيو أورلينز: اعتبر وزير الشؤون الداخلية الأميركي كن سالازار الأحد أن البقعة النفطية في خليج المكسيك تشكل quot;أزمة وجودquot; بالنسبة إلى بريتش بتروليوم، مشككاً ضمناً بكفاءات المجموعة النفطية البريطانية.

وقال سالازار في مؤتمر صحافي quot;لا أشكك في أن بريتش بتروليوم تقوم بكل ما في وسعها لمحاولة حل المشكلة، لأن ذلك يمثل أزمة وجود بالنسبة إلى واحدة من أكبر الشركات في العالمquot;. وأضاف متسائلاً quot;هل أعتقد أنهم يدركون بالتحديد ماذا يفعلون؟ ليس تماماًquot;.

ومنذ الانفجار، الذي وقع في العشرين من نيسان/أبريل في المنصة النفطية quot;ديب ووتر هورايزنquot;، التي تستثمرها مجموعة بي بي، يتسرب ما لا يقل عن خمسة آلاف برميل من النفط الخام (800 ألف ليتر) يومياً في خليج المكسيك. وأجرت المجموعة البريطانية محاولات عدة لوقف التسرب، لكنها باءت جميعها بالفشل.

وأكد سالازار أن السلطات الأميركية تمارس أقصى الضغوط على المجموعة التي تتحمل المسؤولية القانونية عن عواقب البقعة النفطية. وقال quot;منذ بداية القضية، وعدت بأننا سنضغط على عنق بي بي، وهذا تماماً ما فعلناه في الأسابيع الماضيةquot;.

وأضاف quot;إذا اكتشفنا أنهم لا يقومون بما يفترض بهم، فسوف نبعدهم عن طريقنا بالشكل المناسب، ونتصرف لضمان القيام بكل ما ينبغي لحماية سكان خليج المكسيك والثروات البيئية لسواحل الخليج وممتلكات الأميركيينquot;. وأشار إلى أن الإدارة أرسلت فريقاً من العلماء إلى مركز قيادة بي بي في هيوستن في ولاية تكساس حتى يشاركوا في جهود مكافحة البقعة النفطية.

وتابع سالازار quot;لقد ضغطوا على بي بي بكل الوسائل الممكنة من أجل سد البئر ووقف التلوثquot;، مضيفاً quot;إن كانت هناك وسيلة لسد هذا البئر، فسوف يجدونها. إن كانت هناك وسيلة لمنع انتشار هذا التلوث، فسوف يجدونهاquot;.

وقال أيضاً إن عدداً من كبار العلماء يعملون على وضع تقديرات دقيقة لحجم التسرب النفطي. رداً على سؤال صحافي عما إذا كان يثق بالمجموعة النفطية أوضح أن quot;هذا الحادث ما كان ينبغي أن يحصل أساساً لأن ثمة عدداً من تدابير الأمان في حال حصول خلل كان يفترض أن تكون البئر مجهزة بهاquot;.

وقال في وقت لا يزال التحقيق في الحادث جارياً إن quot;أموراً كثيرة أظهرت خللاًquot;، مضيفاً quot;كانت هذه من مسؤولية بي بي والمتعاقدين معها الآخرينquot;.

من جهة أخرى، أوردت صحيفة واشنطن بوست أن مجموعة بي بي قررت الاحتفاظ بصمام أمان اختباري، وهي على يقين بعدم فاعليته، بدل تبديله بصمام دائم كان يمكنه وقف تسرب النفط عند وقوع الانفجار.

وكشف كريستوفر يانغ المسؤول في شركة ترانس أوشن مالكة المنصة في رسالته المؤرخة في تشرين الأول/أكتوبر 2004، والتي تحمل توقيع بي بي، وقد حصلت الصحيفة على نسخة منها، أن المجموعة قررت الإبقاء على quot;صمام موقتquot; بدل تبديله بقطعة دائمة أكثر أماناً بهدف إدخار الوقت والمال.

وهذا الصمام قطعة أمان أساسية، تقطع تدفق النفط والغاز في حال حصول انفجار لمنع تسرب النفط، وهو لم يؤد وظيفته عند وقوع الانفجار في المنصة في 20 نيسان/أبريل. وكتب كريستوفر يانغ أنه بتوقيعها على الرسالة، فإن بي بي تقر بأن استخدام صمام اختباري موقت quot;سيحد من مقاومةquot; النظام المضاد للانفجار، quot;وسيزيد بالتالي المخاطرquot;.

وذكرت الصحيفة أن البئر كان مجهزاً بصمامين دائمين آخرين، يفترض أن يمنعا تسرب النفط، مشيرة إلى أنه لا يعلم بشكل واضح ما إذا كان الجهاز أدى وظيفته في قطع تسرب النفط لو كان الصمام الثالث دائماً، وليس موقتاً.