شهد الدولار والين الأسبوع المنقضي حالة من التراجع في وقت حققت فيه شهية تغلفها المخاطر عودة موقتة إلى أسواق العملات في العالم. ومع بداية الأسبوع، تعرّضت العملتان لضغوط نتيجة استمرار المخاوف بشأن مشاكل الديون التي تواجهها الحكومات في منطقة اليورو، وكذلك مشاعر القلق إزاء سرعة انتعاش الاقتصاد العالمي.

إعداد أشرف أبوجلالة من القاهرة: في الوقت الذي هوت فيه الأسهم العالمية الاثنين الماضي، وصل الدولار إلى أعلى مستوياته في أربعة أعوام، بقيمة 1.1875 مقابل اليورو، وعزز الاضطراب الطلب على العملة الأميركية. ورأت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أن اليورو استعاد بعضًا من الاتزان، بعدما استقرت أسواق الأسهم مع نهاية الأسبوع.

الدافع الأساسي لزيادة الثقة كان ذلك المتعلق ببيانات الصادرات الصينية القوية يوم الأربعاء الماضي، التي زادت من التوقعات الخاصة بوتيرة الانتعاش الاقتصادي في العالم. وعلى الرغم من ذلك، تلفت الصحيفة أيضًا إلى أن الانخفاض المفاجئ الذي طرأ على مبيعات التجزئة الأميركية في شهر أيار/ مايو الماضي قد أثّر نوعًا ما على التحسن في أسواق الأصول العالمية.

وأشارت الفاينانشيال تايمز في هذا الإطار كذلك إلى أن ما ساعد في الوقت عينه أيضًا على رفع قيمة اليورو، هو نجاح مزاد السندات الحكومية الأسبانية يوم الخميس الماضي، تلك الخطوة التي خففت من المخاوف المتعلقة بشأن قدرة البلاد على التعامل مع ديونها.

كما إن العملة الأوروبية الموحدة حظيت بالدعم كذلك في الوقت الذي تعهد فيه صندوق المعاشات الصيني الحكومي، الذي يمتلك احتياطات ضخمة من اليورو، بأن يبقي على التزامه الخاص بالاحتفاظ بأصوله بالعملة الأوروبية الموحدة. وأشارت إلى أن القرار الذي اتخذته المحكمة الدستورية الألمانية برفض أمر قضائي يمنع البلاد من المساهمة في خطة الإنقاذ في منطقة اليورو قد أدى أيضًا إلى دعم اليورو.

ومع هذا، فقد أبدى محللون تشكّكهم في أن يستمر التحسّن الذي طرأ على اليورو. ويوضح دراغ ماهر، من كريدي أغريكول، للصحيفة أنه quot;إلى الآن، يبدو أن الدولار والين سيكونا أضعف قليلاً، وباقي العملات ستكون أكثر قوة. لكن إن كانت هناك فرصة لاستمرار الحالة المزاجية الأكثر مرونة، فإننا نشك في درجة أكبر من التمايز الرشيد بين الفائزين المحتملين في بيئة تتزايد فيها الشهية المحفوفة بالمخاطرquot;. وعلى الرغم من حالة الاستقرار التي يشهدها اليورو، إلا أنه من غير المرجح أن يكون في الطليعة. وفي الختام، تقول الصحيفة إن العملات المرتبطة بالسلع الأساسية كانت أكثر العملات التي استفادت بالفعل من الانتعاش الذي طرأ على ثقة المستثمرين.