واشنطن: يعقد البنك المركزي الأميركي (الاحتياطي الفدرالي) الثلاثاء والأربعاء اجتماعاً بشأن السياسة النقدية، سيجدد في ختامه رغبته في الإبقاء على معدل فائدته عند نقطة الصفر تقريباً لأطول فترة ممكنة، بهدف مواكبة الانتعاش الاقتصادي.

ومنذ الاجتماع الأخير للجنة السياسة النقدية في الاحتياطي الفدرالي، تعزز الاقتصاد الأميركي، لكن المسؤولين في البنك المركزي لا يزالون يعتبرون في غالبيتهم أن النمو هش للغاية إلى حد أنه لا يشجع على زيادة معدل الفائدة.

وبالنظر إلى العقود الآجلة مع معدل الفائدة من يوم ليوم، لا يتوقع أحد في الأسواق أن تعلن لجنة السياسة النقدية في الاحتياطي الفدرالي الأميركي تشدداً في التسليف في البيان الختامي، الذي سيتضمن مجريات مباحثاته، والمتوقع صدوره عند الساعة 14:15 بتوقيت واشنطن (18:15 ت غ) الأربعاء.

والمؤشرات التي نشرت منذ بداية شهر أيار/مايو تدعو إلى الاعتقاد أن الانتعاش الاقتصادي الذي بدأ في صيف 2009 قد يتسارع طيلة الفصل الثاني، وقد يتعزز بالاستناد إلى عناصر، مثل الاستثمار وإنتاج الشركات أو الاستهلاك، أكثر مما استند في فصل الشتاء.

وأعلن رئيس الاحتياطي الفدرالي بن برنانكي في التاسع من حزيران/يونيو أنه يتوقع زيادة إجمالي الناتج الداخلي بنسبة 3.5% في 2010، في حين بلغ النمو نسبة 3.0% وفق الوتيرة السنوية في الفصل الأول، بحسب آخر الأرقام الرسمية المتوافرة.

ويعتبر الاحتياطي الفدرالي أن زيادة إجمالي الناتج الداخلي قد تصل لاحقاً إلى 4.0% في 2011، لكن المسؤولين في المؤسسة يعتبرون أن النمو سيكون أكثر ضعفاً، بحيث لن يتمكن من خفض معدل البطالة بشكل ملموس قبل سنوات عدة.

حتى إن برنانكي أعلن أن البلد سيحتاج quot;وقتاً طويلاً لاستعادة حوالي 8.5 ملايين فرصة عمل فقدها في 2008 و2009quot;. ويسمح الاحتياطي الفدرالي الأميركي لمعدل فائدته بالتقلب بين 0% و0.25% منذ منتصف كانون الأول/ديسمر 2008. وقد جدد كل المسؤولين تقريباً في لجنة السياسة النقدية في الاحتياطي الفدرالي الأميركي، الذين كانوا أعربوا عن رأيهم منذ الاجتماع الأخير، القول إنهم لا يزالون يؤيدون إعلان البنك المركزي عن رغبته في إبقاء معدل فائدته الرئيسة عند مستوى quot;متدن بصورة استثنائيةquot; لفترة طويلة.

وسيظهر هذا الاتجاه في البيان الختامي مرة أخرى، خصوصاً وأن أرقام وزارة العمل دلت الخميس على زيادة أرقام المسجلين في لوائح العاطلين عن العمل، وهو ما يدل على بقاء الصعوبات في سوق العمل، رغم التحسن الذي سجل في مجال العمالة منذ بداية العام.

وبما أن التضخم شبه غائب، فإنه لن يكون على الاحتياطي الفدرالي أن يقلق في الوقت الحاضر بشأن مستوى الأسعار، ويمكنه بالتالي أن يبقي على معدل فائدته عند أدنى مستوياته، في محاولة لتنشيط الاقتصاد إلى أقصى حد بهدف تشجيع عقود العمل.

ورأى سفن ستين الاقتصادي في بنك غولدمان ساكس أنه quot;لا يوجد سبب وجيه يسمح بأن نتوقع من المسؤولين في الاحتياطي الفدرالي أن يقرروا زيادة المعدل (الفائدة) قبل 2012quot;. وأضاف أن زيادة معدل الفائدة quot;غير مرجحةquot;، بحسب سيناريو التحسن الاقتصادي، الذي يقر به الاحتياطي الفدرالي، وquot;هي غير مرجحة أكثر بحسب توقعاتنا للنمو والتضخم، والتي هي أدنى من توقعات البنك المركزيquot;.