نما إقتصاد منطقة اليورو خلال الربع الثاني من العام الجاري بوتيرة هي الأسرع من نوعها خلال أربعة أعوام، وفي الوقتنفسه تجاوز الاقتصاد الأميركي المتراجع، وقالت تقارير صحافية إنّ طفرة النمو التي شهدتها ألمانياأخيرًا ساعدت في رفع إجمالي الناتج المحلي الإجمالي للست عشرة دولة التي تستخدم اليورو إلى مستوى يفوق التوقّعات التي كانت تقف عند نسبة الـ 1 في المئة، مقارنةً بالأشهر الثلاثة الأولى من العام.
أشرف أبو جلالة من القاهرة: أشارت صحيفة التلغراف البريطانية إلى أن هذا الأداء هو أقوى أداء فصلي منذ الربع الثاني لعام 2006، على الرغم من حدوث انكماش بنسبة 1.5في المئةفي اليونان.
وعلى أساس سنوي، قال مكتب الإحصاءات الأوروبي quot;يوروستاتquot; إنّ إقتصاد منطقة اليورو نما بنسبة 1.7 في المئة. ومضت الصحيفة لتقول إنّ تلك الأرقام تؤكّد أنّ منطقة اليورو نمت بوتيرة أسرع من الولايات المتّحدة خلال الربع الثاني، على عكس التوقعات التي صدرت قبل شهرين فقط، فيحين أنّ أزمة ديون حكومية حادة كانت تُهَدِّد القارة الأوروبيّة.
وقال مكتب الإحصاءات الأوروبي أيضًا إنّ النمو في مختلف أنحاء الولايات المتّحدة قد تراجع إلى 0.6في المئةفقط خلال الربع الثاني، بعد أن بلغ نسبة 0.9في المئةخلال الأشهر الثلاثة الأولى، في حين تمكّنت أوروبا بالكاد من تحقيق نمو بلغت نسبته 0.2في المئةحتى آذار -مارس الماضي. كما نما الاتحاد الأوروبي المكوّن من 27 دولة، ويشمل دولاً لا تنتمي إلى عضويّة اليورو مثل بريطانيا والسويد، بمعدل فصلي نسبته 1في المئةعن زيادة سنوية قدرها 1.7 في المئة. وقد نما الاقتصاد الألماني مع حلول الربع الثاني بنسبة 2.2في المئة، وهو المعدل الأسرع منذ توحد الألمانيتين قبل عقدين، كما فاق توقعات السوق، في الوقت الذي قام فيه الانتعاش العالمي بتلبية الطلب على صادراتها.
وأرجع المكتب الاتحادي للإحصاء حالة النمو التي شهدها الاقتصاد الألمانيأخيرًا إلى عدّة عوامل رئيسة، في مقدّمها، التجارة الخارجية، إضافة إلىالدور الذيأدّاه استهلاك الحكومة والأسر المعيشية في رفع الناتج المحلي الإجمالي. ومع هذا، ما زالت الحكومة تتوقّع بشكل رسمي أن ينمو اقتصاد البلاد بنسبة 1.4في المئةخلال هذا العام، على الرّغم من تأكيد وزير الاقتصاد الألماني، راينر برودرله، في تصريحات له اليوم على أنّ النمو والتوسع بنسبة تزيد عن حاجز الـ 2فيالمئةأمر من الممكن تحقيقه الآن.
من جهته، قال كارستن برزيسكي المحلل في مؤسسة quot;أي أن جيquot; في بروكسل إنّ الاقتصاد استفاد من اللحاق بالركب في قطاع البناء والتشييد بعد فصل الشتاء القاسي والطلب الخارجي القوي على السلع الألمانية. كما حذّر من أنّ معدلات النمو الألمانية ستعود مستقبلاً إلى معدّلات نمو أكثر من عادية. وختم برزيسكي حديثه بالقول: quot;لكن على الرغم من موجة التباطؤ التي لا مفرّ منها، فإنّ أمام الاقتصاد الألماني جميع المكونات اللازمة لاتّخاذ الخطوة التاليةنحو تحقيق انتعاش يتّسم بالاكتفاء الذاتيquot;.
التعليقات