هل تستغل الأسر المغربية الظرفية المواتية، وتلجأ إلى بيع مدخراتها من الذهب. فالارتفاع الذي عرفه سوق الذهب في المملكة يحرض على بيع المجوهرات والحلي الذهبية، خاصة أن سعرها ارتفع كثيراً في ظرف سنتين.

الدار البيضاء: يواصل الذهب مسلسل الارتفاع ليصل إلى أسعار غير مسبوقة، رغم تضرر القدرة الشرائية للمغاربة، بسبب توالي المناسبات، والزيادات المتتالية في أسعار المواد الاستهلاكية. وفاق سعر الكيلوغرام الواحد 300 درهم (35 دولار)، بعدما كان في السنة الماضية يتراوح ما بين 200 و240 درهم (22 و27 دولار).

وقال سعيد سالداوي، صاحب محل لبيع المجوهرات في درب غلف في الدار البيضاء، إن quot;سعر الذهب في هذه الأيام مرتفع جداًquot;، مرجعاً السبب إلى quot;الأزمة المالية العالمية، التي كان لها تأثير على ثمن هذا المعدن النفيسquot;. وأوضح سعيد، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، أن البنوك العالمية باتت تلجأ إلى تخزين الذهب، لأن قيمته أكبر، ويمكن الاستثمار فيه في أي وقتquot;، مشيراً إلى أن quot;الأوراق المالية لم تعد تعطاها القيمة التي كانت لديهاquot;.

وأضاف quot;عندما يسجل المستثمرون تراجع قيمة العملات القوية، يعمدون إلى الإقبال على الأشياء التي تكون قيمتها مستقرة، وهو الأمر المتوافر في الذهب، الذي لم يتراجع ثمنه منذ سنواتquot;. وذكر أن quot;ثمن الذهب مرتبط أساساً بسعر البترولquot;، مؤكداً أن quot;الارتفاعات المتواصلة تجعل الصاغة يستوردون كميات قليلة من هذا المعدن النفيسquot;.

وأشار سعيد إلى أن quot;الإقبال على الشراء يبقى متذبذباً، مقابل تزايد عدد المواطنين الذين يلجأون إلى بيع مجوهراتهم، بسبب سقوطهم في ضائقات مالية، خاصة أولئك الذين اقتنوا الذهب قبل سنة 2004، لكونهم يحصدون أرباحاً مهمة، قد تصل أحياناً إلى النصفquot;.

ووصل إنتاج المغرب من الذهب الخالص، سنة 2009 إلى 470 كيلوغراماً. وأفادت مديرية التنمية المعدنية، التابعة لوزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، أن البحث عن الذهب في المغرب بدأ قبل الأربعينيات، مشيرة إلى أن مكتب الأبحاث والمساهمات المعدنية آنذاك، المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن حالياً، أعطى أولوية خاصة للبحث عن هذا المعدن النفيس منذ الثمانينات.

وحسب مديرية التنمية المعدنية، فإن هذه الأبحاث نتج منها التوصل إلى مكامن عدة، منها ما هو في طور الاستغلال حالياً، كمنجم الذهب في آقا جنوب أكادير، والمستغل من طرف شركة مناجم التابعة لمجموعة أونا، ومنها ما هو في طور الدراسة التكنو- اقتصادية كمكامن تاملالت في شرق الأطلس الكبير، وحد إيماون في غرب الأطلس الصغير. ويعتبر ارتفاع سعر الذهب فرصة جيدة أمام السيدات لجني أرباح كبيرة من بيعه، ويمثل المعدن الأصفر جزءاً من الثقافة المحلية التي تقضي باحتفاظ السيدات بالمجوهرات من جيل إلى جيل.

لم يقتصر شراء الذهب على الأفراد، بل طال الصناديق الاستثمارية والمؤسسات المالية. وأفادت مصادر مالية أن المصارف التجارية أجرت في الفترة الأخيرة عمليات مالية احترازية لتجنب تأثير استمرار انخفاض سعر صرف الدولار أمام اليورو وبقية العملات.

يشار إلى أن الذهب أنهى جلسة التداول في أوروبا، أمس الثلاثاء، مرتفعاً حوالي1 %، بعد تراجع الدولار، في أعقاب بيانات ضعيفة لمبيعات المساكن، عززت القلق بشأن توقعات الاقتصاد الأميركي، ودفعت المستثمرين إلى الإقبال على شراء المعدن النفيس. وسجل سعر الذهب للمعاملات الفورية في نهاية الجلسة 1232.55 دولار للأوقية (الأونصة)، مقارنة مع 1223.40 دولار في الإغلاق السابق في سوق نيويورك.