رغم توقعات الخبراء بتسجيل عروض السكر فائضاً في عامي 2010 و2011، إلا أن مناطق عدة حول العالم أطلقت جرس الإنذار بشأن أوضاع الطقس الرديئة، التي يمكنها إلحاق أضراراً فادحة بموسم إنتاج السكر.
طلال سلامة من برن (سويسرا): علاوة على روسيا، المصابة بجفاف درامي، وباكستان، التي أغرقت الفيضانات محاصيلها الزراعية، بدأت البرازيل وأستراليا تشعران بصعوبات تتعلق بمحاصيل قصب السكر. وتحتل البرازيل المركز الأول، وأستراليا المركز الثالث، في لائحة الدول المصدرة للمواد السكرية.
هكذا تنعكس هذه الصعوبات على الأسواق بصورة ثقيلة. في بورصة نيويورك، تمكنت أسعار السكر الخام من تعويض خسائرها لكونها قفزت 3.6 %، ليصل سعر الليبرا إلى 19.96 سنتاً من الدولار. وهو مستوى قريب جداً مما رست عليه هذه الأسعار، قبل خمسة شهور. وفي بورصة لندن، قفز سعر السكر المصفى 1.3 % صعوداً إلى 577 دولار للطن.
في سياق متصل، يشير الخبير في غرفة التجارة السويسرية ألفريد سكاني لصحيفة quot;إيلافquot; إلى أن سويسرا تعتبر عاشر أكبر مستوردة للسكر الأبيض حول العالم. وتتراوح الكمية المستوردة كل عام بين 0.3 و0.5 ألف طن من السكر الأبيض. في ما يتعلق بالبرازيل، ينوه الخبير أن الجفاف هو السبب الرئيس لخفض توقعات الإنتاج، من 34 مليون طن، في مارس (آذار) الماضي إلى 33 مليون طن تقريباً اليوم.
ومع أن محصول العام أفضل بكثير من العام الماضي، حيث تم إنتاج حوالي 29 مليون طن من السكر الخام، عمدت الحكومة البرازيلية على قطع صادرات السكر من 24 مليون طن، في مارس (آذار) الماضي إلى 23 مليون طن اليوم.
على صعيد أستراليا، يتوقف الخبير للإشارة إلى أن المشكلة هناك تكمن في الأمطار الغزيرة، ربما بسبب آثار تيار النينو الحار الذي يظهر على سطح المحيط الهادئ، كل 3 إلى 5 سنوات، مسبباً هطول كميات كبيرة من الأمطار. ورغم أن عملية قطف قصب السكر تمضي قدماً بصورة بطيئة، بيد أن المخاوف من أضرار جسيمة في المحصول تلوح في الأفق. مع ذلك، لم تتغير توقعات الإنتاج التي ترسو على 4.5 مليون طن.
بالنسبة إلى خبراء منظمة الصحة العالمية، فإن وضع محاصيل السكر مقلق، إنما لا يثير المخاوف حول أزمة سكر عالمية محتملة على المدى القصير. إذ بفضل انتعاش الإنتاج في الهند فإنه من غير المستبعد أن تسجل العروض فائضاً ثقله 3.22 مليون طن في العام الجاري.
التعليقات