يبدو أن العقوبات الجديدة، التي أقر بها الاتحاد الأوروبي بحق ساحل العاج، ستجعل عملية تصدير الكاكاو من هذا البلد الأفريقي، الذي يعتبر المصدر العالمي الأول للكاكاو، أصعب من أي وقت مضى.


برن: إلى جانب منع 85 شخصية من ساحل العاج، ومن ضمنها لوران غباغو، و11 شركة من تنفيذ أي عملية تجارية دولية، سيعاني مرفأي وسان بيدرو، من أين يتم تصدير أطنان الكاكو الى الخارج، مباشرة من التداعيات السلبية لهذه الاجراءات الأوروبية القاسية. اذ ان جميع البواخر، الحاملة لعلم الاتحاد الأوروبي، ممنوعة من القيام بأي عملية شحن من هذين المرفأين. ومع أنه من المتوقع أن تتأثر حركة صادرات الكاكو، تدريجياً، بالقنبلة الاقتصادية والاستهلاكية المؤقتة، التي تسببت بها هكذا اجراءات أوروبية، الا أن المراقبين السويسريين يرون أن ساحل الحاج نجح، حتى في خضم الحرب الأهلية في عام 2002، في تصدير الكاكو عبر بدائل أخرى، كما غانا.

وبما أن ناتج الكاكو، في ساحل العاج، تخطى التوقعات(744 ألف طن أي زيادة بنسبة 2.4 في المئة مقارنة بالعام الماضي)، فان التوترات التي طغت على الأسواق العالمية سرعان ما تلاشت. هكذا، رست أسعار الكاكاو في بورصة المشتقات quot;ليفيquot; (LIFFE)، أي بورصة لندن المالية الدولية للعقود، في الأيام الأخيرة، على حوالي 2000 جنيه استرليني، في الطن. في الحقيقة، فان طلبات شراء الكاكاو لم تنتعش بعد. وفي الربع الرابع من العام الماضي، تراجعت أنشطة طحن الكاكاو، بأوروبا، 2.4 في المئة، وفق قاعدة سنوية، نزولاً الى 343 ألف طن. من جانب آخر، تتخطى عروض بيع الكاكاو، حالياً، طلبات شرائه.

في سياق متصل، تشير الخبير سيسي بيلومو الى أنه بعد مرور خمس سنوات على تراجع عروض بيع الكاكاو، فان العام الجاري قد يشهد توازناً بين عمليات بيع وشراء الكاكاو. كما تتوقع الخبير زيادة انتاج الكاكاو 6 الى 8 في المئة، العام، عدا عن ارتفاع استهلاكه بنسبة 2.9 في المئة، صعوداً الى حوالي 3.7 مليون طن، حول العالم. بالنسبة للأسعار، تتوقع الخبير بيلومو، أيضاً، أن يرسو سعر الكاكاو، في الطن، على المدى القصير، على الأقل، على 1900 جنيه استرليني، في بورصة لندن، وعلى 2900 دولار أميركي في بورصة نيويورك.

علاوة على ذلك، تنوه هذه الخبيرة بأن ساحل العاج قد يتحول الى مشكلة، تطال تجار الكاكاو الدوليين، في حال استمر عدم الاستقرار الأمني شهوراً عدة، بعد، أو اذا ما تحول عدم الاستقرار هذا الى حرب أهلية جديدة بما أن الاستثمارات الدولية، في زراعة شجر الكاكاو هناك، ستتوقف مؤقتاً.