كان: قبل ستة أشهر من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، دافع الرئيس نيكولا ساركوزي بحزم عن حصيلة رئاسته الدورية لمجموعة العشرين، مؤكدًا تحقيق quot;تقدم كبيرquot; في بعض المجالات رغم أزمة منطقة اليورو التي ألقت بظلها بالكامل على قمة كان.

وكان ساركوزي يعتزم أن يجعل من هذا الاجتماع لرؤساء دول وحكومات البلدان الغنية والناشئة الكبرى في كان في جنوب شرق فرنسا تتويجًا لرئاسته لهذا المنتدى على مدى عام، وفرصة ذهبية لتأكيد وزنه على الساحة الدولية وموقعه كرئيس دولة، علها تكون انطلاقة لحملة انتخابية يطمح إلى الفوز فيها بولاية ثانية في 2012.

إلا أن العاصفة المالية التي تهزّ أوروبا بدلت هذا السيناريو برمته. وبعد يومين من الاضطرابات نتيجة الهزات الآتية من اليونان ومن إيطاليا، اضطر الرئيس الفرنسي إلى تركيز مساعيه مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على إخماد حرائق أوروبا تحت أنظار شركائه القلقين. وأقرّ الرئيس الأميركي باراك اوباما ممازحًا بأنه تلقى خلال زيارته لكان quot;درسا مكثفًا في السياسة الاوروبيةquot;.

واعلن ساركوزي منهكًا ما بين اللقاءات الكثيرة على انفراد التي عقدها مع اعضاء اوروبيين ان quot;القسم الاكبر من المناقشات خصص لمنطقة اليوروquot;. وعلى الرغم من الظروف الصعبة، حرص ساركوزي لدى نقل رئاسة مجموعة العشرين الى المكسيك، على الإشادة بـquot;التقدمquot; الذي تم إحرازه على صعيد اولويات ولايته، التي كان يريدها اساسًا quot;طموحة جداquot;.

على صعيد المسائل النقدية، لم يحصل ذلك التغيير الكبير المرجو، كما إن مسألة سعر صرف العملة الصينية أرجئ حلها، واكتفى ساركوزي الجمعة باحتمال دخول اليوان إلى سلة حقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي عام 2015، ولو أنه أقرّ quot;انها ورشة بعيدة الأمدquot;.

وبعدما كان ساركوزي يؤكد عام 2009 ان quot;الجنات الضريبية انتهتquot;، وعد في كان بأن الدول التي تستمر في عدم احترام القواعد ستجد نفسها quot;على هامش الأسرة الدوليةquot;. كما أثنى على اجراءات مكافحة تقلبات أسعار المواد الأولية والاتفاق على quot;قاعدة حد أدنى من الرعاية الاجتماعيةquot; واصفًا هذه الأجراءات بأنها quot;سابقةquot;.

أما بالنسبة إلى الضريبة على التعاملات المالية التي طرحت بقوة، ولا تزال تثير الكثير من التحفظات، فاعتبر أن مجرد ذكرها في البيان الختامي يشكل انتصارًا. وقال quot;لا يمكن ان تتصوروا المعركة التي تمثلها مثل هذه الضريبةquot;، واعدًا بدخولها حيز التنفيذ عام 2012.

الا ان المنظمات غير الحكومية لم تكن راضية على هذه الحصيلة. وقال مسؤول منظمة أوكسفام فرنسا لوك لامبريير quot;إن الأزمة التي تعني اوروبا كانت الشغل الشاغلquot; لقمة مجموعة العشرين، معتبرًا أنه quot;تم تجاهل المسائل الأساسيةquot;، فيما هزئت منظمة وان فرانس بشعار الرئاسة الفرنسية لمجموعة العشرين quot;عالم جديد، افكار جديدةquot; معلنة عن quot;لقاء جديد فاشلquot;.

غير أن ساركوزي نفى أن تكون النتائج مخيبة، ناسبًا مشاعر الإحباط الى الصحافة. وقال quot;افهم ان يكون خاب أمل المنظمات غير الحكومية، لأن وسائل الإعلام تحدثت عن الأزمة إلى حد حجب الفقرquot;.

ودخلت اللعبة السياسية الداخلية على خط الانتقادات مستهدفة إدارة ساركوزي للأزمة اليونانية. واعتبر خصمه الاشتراكي للرئاسة فرنسوا هولاند أن الرئيس الفرنسي قام بدور quot;منظمquot; لمجموعة العشرين، وليس quot;لاعبًاquot; فيها، فيما وصف الوزير الاشتراكي السابق بيار موسكوفيسي قمة مجموعة العشرين بأنها quot;فشل شبه كاملquot;.

غير أن الرئيس الفرنسي، الذي تتوقع استطلاعات الرأي له هزيمة كبرى في الانتخابات، تجاهل هذه الهجمات، واكد مساء الخميس أنه يفضّل ان يظهر في موقع quot;مرشح جديquot;، وليس quot;مرشحًا مائعًا ينفق قدر ما يشاءquot;، في إشارة إلى هولاند.

وقال ملخصًا للصحافة حصيلته في رئاسة مجموعة العشرين quot;إن كان هناك درس يمكن استخلاصه من قمة الأزمة هذه لمجموعة العشرين، فهو أنه من الممكن التحرك، وينبغي عدم الاستسلام أبدًاquot;.