نظّم نحو 500 محتجّ من حركة (احتلوا وول ستريت) الخميس مسيرة من متنزه في نيويورك إلى البورصة احتجاجًا على عدم تكافؤ الفرص الاقتصادية. وتأهب مسؤولو المدينة في محاولة لمنع العاملين من الوصول إلى مكاتبهم في الحي المالي. وجرى القبض على أكثر من مئة شخص في نيويورك خلال التظاهرة.
احتجاجات وول ستريت تتصاعد رغم قمعها من قبل السلطات الأميركية |
نيويورك: قررت حركة quot;احتلوا وول ستريتquot; القيام بتظاهرة جديدة الخميس بمناسبة مرور شهرين على بداية تحركها، رافضة التراجع إثر إجلاء المتظاهرين من ساحة في نيويورك كانت مهد حركة الاحتجاج التي امتدت إلى مدن أميركية عدة.
ونشر عشرات من أفراد الشرطة ووضعت حواجز حول مقر البورصة في وول ستريت. وأقر المحتجون بأنه من غير المرجّح أن يقتربوا بصورة كبيرة من البورصة. ومن المقرر أن تكون هذه المسيرة إيذانًا ببدء أنشطة مختلفة في المنطقة التي تمثل مهد حركة (احتلوا وول ستريت) بعد يومين من فضّ شرطة نيويورك اعتصام مئات المحتجين في متنزه زوكوتي في مانهاتن يوم الثلاثاء.
وقالت ريتشيل فالكون (27 عامًَا) من بروكلين quot;أشعر بأن استعادة شوارعنا، خاصة بعد فضّ الاعتصام لحظة جميلة. نحتاج أن نثبت أن بإمكاننا أن يصبح لنا وجود في أي مكان. تجاوز الأمر مجرد حي واحد. هذه فكرة حقًاquot;. ولم يتعد أعداد المشاركين في الحركة المستمرة منذ شهرين المئات في نيويورك. وقال متحدث باسم المحتجين يوم الأربعاء إنهم يتوقعون حضور عشرات الآلاف في هذه المسيرة.
وارتدى بيتر كوهين (47 عامًا)، وهو خبير في علم الإنسان من نيويورك، حلة أنيقة للمشاركة في الاحتجاج في محاولة لتحسين صورة الحركة.
وقال quot;لديّ وظيفتي، وأنا أرتدي هذه الحلة، لأنني سئمت من الطريقة التي يجري فيها تصوير هذه الحركة باعتبارها حركة للمهمشين... أنا لا أسعى إلى المال.. لا أسعى إلى وظيفة.. لست ناشطًا محترفًا.. مجرد مواطن عاديquot;.
واعتصم المحتجون من حركة (احتلوا وول ستريت) التي استهلمت الفكرة من انتفاضات الربيع العربي في متنزه زوكوتي في 17 سبتمبر/ أيلول، وأصبح هذا الاعتصام محورًا للحركة، وأدى إلى تنظيم تجمعات حاشدة والاعتصام في أماكن عامة أخرى في أنحاء الولايات المتحدة وإعادة الحيوية إلى حركات مماثلة في مناطق أخرى في العالم.
ويقول المحتجون إنهم مستاءون من أن خطط إنقاذ للبنوك تقدر بمليارات الدولارات خلال فترة الركود أتاحت لها العودة لتجني أرباحًا هائلة، في حين أن المواطن الأميركي العادي ظل يعاني ارتفاعًا في معدل البطالة وأزمة اقتصادية. كما إنهم يعتقدون أن أكثر الناس ثراء في الولايات المتحدة، ونسبتهم واحد في المئة، لا يدفعون نصيبهم العادل من الضرائب.
جاء فضّ اعتصام نيويورك بعد عمليات مماثلة في أتلانتا وبورتلاند وسولت ليك سيتي. وعلى عكس الأحداث التي شهدتها أوكلاند في كاليفورنيا، حيث استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وقنابل صوت، فضّ غالبية المحتجين اعتصامهم طواعية.
وقالت ميجين نوربوت (23 عامًا) من بروكلين إنها تشغل ثلاث وظائف، وانضمت إلى الاحتجاج اليوم quot;لأننا طردنا من زوكوتي، ونحتاج أن نظهر أن هذه حركة ذهنية وروحية، وليست حركة بدنيةquot;. وتابعت quot;الأمر لا يتعلق بالمتنزهquot;.
وبعد العملية التي نفذتها الشرطة الثلاثاء، وفككت خلالها مخيم الحركة ليلاً، كان متظاهرون أميركيون أكدوا ليلة أمس أنهم سينظمون تظاهرات في نيويورك وquot;مئات المدنquot; الأخرى.
وعلى موقعهم من الانترنت أعلنت الحركة أنها ستنظم الخميس تظاهرات في بورتلاند (أوريغون، شمال غرب) ومدريد وغاند في بلجيكا وعشرات المدن الألمانية. وأعلن المحتجون في إطار هذه الحركة عن تظاهرات مرتقبة أيضًا في أتلانتا وديترويت.
وفي نيويورك، دُعي المتظاهرون إلى التجمع عند الساعة السابعة في حديقة زوكوتي في حي وول ستريت، الذي باتت تمنع فيه إقامة الخيم وأكياس النوم في الهواء الطلق، بينما لا يزال موعد بداية التحرك غير دقيق، حيث قيل إنه سيكون quot;قبل جرس افتتاح البورصةquot; من أجل مواجهة quot;الظلم الاقتصاديquot;.
ودعوا إلى quot;احتلال المتروquot; في الساعة 15:00 كي يرووا حكاياتهم على الركاب في 15 محطة، وفي الساعة 17:00 إلى تجمع في ساحة فولي، حيث مقر محاكم عدة في مانهاتن.
وقال بيل دوبس أحد الناطقين باسم الحركة quot;إننا لا نعلم عدد الأشخاص الذين سيأتونquot;، مؤكدًا quot;لكن سيكون ذلك مثيرًا للاهتمام، إنها فرصة لإعادة تنظيم صفوفنا كي ينضم إلينا المزيد من الناسquot;. غير أن عدد المتظاهرين في حديقة زوكوتي تراجع إثر هطول الأمطار الأربعاء، وقدر المتحدث عددهم quot;بنحو مئة قبل الظهرquot;.
ولا تزال الساحة محاطة بحواجز معدنية، وتخضع للمراقبة عن كثب من قبل قوات كبيرة من الشرطة وعناصر أمن. ويخضع الزائرون عند مدخلها إلى التفتيش، حتى إن بعضهم اضطر إلى فتح حقائبهم كي لا يدخلوا أكياس النوم.
اعتقال أكثر من مئة متظاهر من الحركة في نيويورك
هذا وألقي القبض على أكثر من مئة شخص في نيويورك خلال التظاهرة، التي نظمتها حركة quot;احتلوا وول ستريتquot; بمناسبة مرور شهرين على انطلاقها كما صرح متحدث باسم شرطة المدينة.
وبعدما منعتهم الشرطة من إغلاق طريق البورصة، كما كانوا يريدون، اتجه المتظاهرون، الذين بلغ عددهم حوالى الألف، إلى الشوارع المجاورة، التي سدوها لمنع الموظفين العاملين في مؤسسات حي المال من الوصول إلى مكاتبهم، وهم يصرخون quot;وول ستريت مغلقةquot;. وعلى الأثر، أثارت هذه الحواجز البشرية مشاجرات بين المتظاهرين والمارة، ثم بين المتظاهرين ورجال الشرطة.
التعليقات