طلال سلامة من برن: بدأ المأزق المالي الأوروبي في اليونان، ثم إيرلندا والبرتغال وإسبانيا، وصولاً إلى إيطاليا ثم فرنسا، وربما ألمانيا قريباً. ومنذ أن ضربت أزمة الثقة المزاد، الذي بيعت من خلاله سندات الخزينة الألمانية، في الأسبوع الماضي، والذي كان شبه مهجور، بدأ المشغلون في البورصات الأوروبية والسويسرية، طرح أسئلة عدة حول احتمال وصول الأزمة إلى المصرف المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية.

يمتلك هذا المصرف، حاليًا، سوية مع كل المصارف المركزية في منطقة اليورو، ما مجموعه 194 بليون يورو من سندات الدول الأوروبية المتعثرة مالياً. وهذا رقم هائل يمثل 2 % من الناتج الاجمالي الأوروبي.

لو أضفنا إلى الرقم، المذكور في الأعلى، الضمانات والتغطية المالية، المقدمة من الأوروبي المركزي وكل مصارف منطقة اليورو المركزية، لوجدنا أن هذه المصارف، كلها، تمتلك بين أيديها قنبلة مالية، ثقلها أكثر من 254 بليون يورو، أي حوالى 11 % من كل التداولات المصرفية وبين المصرفية.

من جانبهم، يقدر الخبراء السويسريون ما في حوزة المصرف الأوروبي المركزي، من سندات دول أوروبية محيطية (البرتغال واليونان وإسبانيا وإيطاليا)، ومشتقاتها، بنحو 600 بليون يورو. فإلى متى ستستمر سياسة المركزي الأوروبي العمياء، التي لا تحتسب ألف حساب لما يجري من عمليات شراء عشوائية لسندات دول مؤهلة للخروج من منطقة اليورو.

في هذا الصدد، يشير الخبير أندرو روبرتس لصحيفة quot;ايلافquot; إلى أن كل شرائح المستثمرين بدأت تضع المركز الأوروبي تحت المجهر. وما إن تفقد هذه الشرائح ثقتها بالمؤسسة المصرفية الأولى في منطقة اليورو، حتى نرى المركزي الأوروبي يخوض معركة حقيقية للبقاء على قيد الحياة. فإفلاسه غير نظري، إنما واقعي.

فعادة يستطيع أي مصرف مركزي حول العالم الإفلات من أي ورطة في أي وقت كان. وبصرف النظر عن تقويم هذا المأزق، مالياً، ينجح أي مصرف مركزي في طباعة الأوراق النقدية إلى ما لا نهاية.

علاوة على ذلك، ينوه هذا الخبير بأن المصرف المركزي الأوروبي يرفض فكرة طباعة الأوراق النقدية الجديدة. ورغم أن هذا المصرف يغرق الأسواق المالية أسبوعياً بكميات هائلة من الأموال. لكن حكامه يعمدون أسبوعياً على سحبها مجدداً من الأسواق. اذاً، كيف يمكن لمفعول تدخل هذا المصرف أن يدوم، إن كان مدراؤه يسحبون كل أسبوع ما يستثمرونه في الأسواق في أسبوع واحد فقط؟.