إندماج بعض البورصات الأوروبية كان من أهم الأحداث الذي شهدها هذا العام وكان آخرها قبل أيام قليلة وهو إندماج بورصة نيويورك وبورصة فرانكفورت، والذي نتج عنه أكبر سوق للبورصة في العالم تضم 350 مساهمًا أميركيًّا وألمانيًّا حيث يقدر حجم إستثماراتهم بـ18 مليار دولار.
برلين: سيجعل إندماج بورصة نيويورك وفرانكفوت الذي بلغت تكاليفه 450 ميلون يورو من البورصتين أكبر متعامل في الأسهم على مستوى العالم، وسيصل حجم تعاملاته داخل أوروبا إلى 95 في المئة، ما يجعلها تشكل إحتكارًا، مع ذلك فقد يفشل هذا الاندماج إذا ما صوّت مكتب مكافحة الإحتكار في ألمانيا ضده، فهو مخول رسميًا بإعطاء آخر كلمة في كل إندماج أو السماح ببيع الشركات أو المصانع الألمانية الكبيرة.
حيث أنه لم يلق إرتياح الكثير من خبراء المال وأسواق البورصة في ألمانيا وفي العالم وأول المنتقدين هي المؤسسة الألمانية quot;يونغ وارنستquot; للشؤون المالية والبورصة حيث قالت في تقرير لها تحت عنوانquot; الشكوك حيال الاندماجquot; لقد أرادت البورصتان الاندماج إلا أن هذه الخطوة سوف تجلب معها مشاكل جديدة، أكثر مما تساعد على حل المشاكل القديمة، وخصوصًا للبورصة الألمانية، والطرف الأميركي ليس لديه الكثير كي يقدمه سوى تاريخه القديم المجيد.
وتابع التقرير، عمليًا فإن بورصة فرانكفورت غير ممثلة في بورصات آسيا وأميركا اللاتينية التي لها مستقبل كبير وتشهد نموًا، ويعتقد الطرفان بأن الاندماج قد يمكنهما من إنشاء منصات تداول غير عادية خارج البورصة.
ومن وجهة نظر واضعي التقرير فإن إندماج البورصتين الأميركية والألمانية لن يزيح المشاكل لدى الطرفين كما كانت تتوقع NYSE-Euronext بل بالعكس فالوضع سيكون أصعب في ظل المنافسة المتزايدة.
ويذكر التقرير بأن وول ستريت هي أهم سوق لتداول الأوراق المالية في العالم ولها سمعة طيبة، لكن الهدف الرئيسي منذ سنوات هو العمل للحد من الخسائر في حصة السوق وهوامش الربح، لذا فإن الألمان ليسوا بالنسبة إليها الشركاء من أجل كسب المستقبل.
عدا عن ذلك، فإن ضخامة الاندماج لا يجب أن يقتصر على الورق بل يجب أن ينفذ على أرض الواقع، والسؤال هو: في أي حجم سوف يكون وما هو حجم التوفير للمصاريف والمستخدمين من أجل تحقيق الهدف، كل هذه الأمور مازالت تنتظر جوابًا واضحًا وحقيقيًا، أيضًا إذا ما كان الاندماج سيحقق الأرباح فعليًا.
وحيال هذا الوضع الغامض يقول التقرير كان من الأفضل للألمان ومن أجل تفادي المخاطر التوجه إلى بورصات في بلدان ناهضة ونامية، فهناك سوف يكون النمو مضمونًا ولفترة طويلة جدًّا، فبورصة Nyse Euronext لا تملك الكثير كي تقدمه إلى الألمان سوى سمعتها التقليدية، لكن السيئ في أي عملية إندماج أن يعتمد أحد الطرفين فقط على تاريخه المجيد.
التعليقات