رغم الأزمة الاقتصادية العالمية وما يجري من اضطرابات أمنية في أفريقيا الشمالية، راهناً، ما يزال قطاع البناء والتطوير لمنطقة الشرق الأوسط الأقل تأثراً. ما يجعل الطلب على مواد البناء الأساسية، كما الأخشاب، منتظماً. في الحقيقة، فان مصير تجار الأخشاب مرتبط، اليوم، بالمنتجين والموردين في وسط-غرب أفريقيا. ما يعني أن أي مطبات تواجهها صادرات الأخشاب الأفريقية ستؤثر، بقوة، على موازنات هؤلاء التجار.


برن: وفي حين يرصد الخبراء، هنا، انتعاشاً في الطلب على الأخشاب، من منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، ما يزال الطلب عليها، أوروبياً وسويسرياً، ضعيف العام. لكن، ومنذ الشهر الفائت، يتنامى اهتمام تجار الخشب، الأوروبيين والسويسريين، حيال الخشب الاستوائي، عالي الجودة، بسبب انتعاش قطاع اعادة ترميم وصيانة المنازل، هنا.

يعرب الخبراء السويسريون عن قلقهم ازاء آخر المستجدات الأمنية، في ساحل العاج. اذ قرر الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديد على الرئيس لوران جباجبو الذي يرفض التنحي عن منصبه. صحيح أن منتجي الأخشاب، في ساحل العاج، نجحوا في ضمان الانتاج وحركة التصدير، للآن، بيد أن تحركاتهم تمت بصورة محدودة. وبما أن العقوبات الأوروبية ستؤدي، على الأمد القريب، الى شل كافة وسائل النقل وتعطيل أنشطة الموانيء هناك، ومن ضمنها مرفأي أبيدجان وسان بيدرو الأساسيين في أفريقيا الاستوائية، التي ستؤثر على تجارة الأخشاب الأفريقية برمتها، فان الأنظار تتجه الى مراقبة أسعار الأخشاب، التي ستتعرض للمضاربات من جراء الصعوبات التي ستواجه صادرات الخشب الاستوائي، خصوصاً.

في سياق متصل، يشير الخبير جان برنار هولز لصحيفة ايلاف الى أن أسعار الأخشاب مؤهلة للارتفاع بعدما حافظت على سقفها التسعيري، لمدة أكثر من خمسة شهور متواصلة. كما ينوه هذا الخبير بأن التجار السويسريين، الذي طالما اشتروا، منذ عشرات السنين، خشب الساج الأفريقي، المعروف باسم quot;ايروكوquot;، سيحاولون الحصول على حاجاتهم، منه، من بعض الدول أم التجار الدوليين الذين لديهم احتياطات كافية منه. في ما يتعلق بالسعر، فانه سيكون بالطبع أعلى من سقف 1100 دولار، في المتر المكعب، أي السعر الذي تم التداول به لغاية نهاية شهر يناير(كانون الثاني) الماضي.

علاوة على ذلك، يشير هذا الخبير الى أن انتاج الأخشاب، في سويسرا، من شأنه التعويض، لو جزئياً، عن أي نقص سيحصل في صادرات الأخشاب الأفريقية نحو سويسرا. وبالنسبة للعاملين في قطاع انتاج الأخشاب، هنا، فان الخبير هولز يتوقع زيادة في عددهم الكلي، بنسبة 1.8 الى 2 في المئة، لغاية نهاية العام.