في ضوء ما يحصل من أحداث أمنية، تتسارع وتيرتها بصورة جنونية في العالم العربي، بدأت أوروبا(وسويسرا) البحث عن بدائل لضمان تجهيزات الطاقة. بالطبع، فان مشروع quot;ساوث ستريمquot;، الذي سيتمكن من تجهيز أوروبا بحوالي 63 مليار متر مكعب من الغاز الاضافي عن طريق البحر الأسود، لدى استكماله، بات حديث الساعة، هنا. مما لا شك فيه، وفق رأي الخبراء المحليين، أن التحركات الأوروبية والسويسرية تنصب في صوغ استراتيجية مشتركة للطاقة، يسري مفعولها لغاية 2050.
برن: في ما يتعلق بأمن الطاقة الأوروبية، فان الخبراء يشيرون الى أن الغاز الطبيعي سيلعب دوراً هاماً، في المرحلة المقبلة، لكونه قادر على تقليص انبعاث الغازات السامة في الجو، من جهة، ومؤهل للبيع بأسعار تنافسية من جراء توافره بغزارة، من جهة ثانية. بالنسبة للعام، فانه سيكون بارز، على مستوى الطاقة العالمية. اذ ان خط أنابيب quot;نورد ستريمquot;، الذي يربط روسيا بأوروبا الشمالية عبر بحر البطيق، سيتم تشغيله في الخريف القادم. ما سيرفع قدرة الصادرات الروسية من الغاز، الى أوروبا، بمعدل 55 مليار متر مكعب(اضافية)، سنوياً. هنا، يرصد الخبراء ابتعاد للاتحاد الأوروبي عن النرويج، وهي دولة مصدرة أيضاً للغاز، في محاولة لتنويع طرق وصول الغاز الى الدول الأوروبية.
في تلك الأثناء، يتعقب الخبراء تحركات بعض الشركات الأوروبية، ومن ضمنها شركة (Wintershall) الألمانية، تسريع استكمال بناء خط الأنابيب quot;ساوث ستريمquot;، لغاية عام 2015، بهدف ضمان تجهيز أوروبا الجنوبية بالغاز الروسي مهما كانت الظروف، داخل أوكرانيا وخارجها.
في سياق متصل، يشير الخبير الدكتور فيكتور آيزرمان الى أن كمية الغاز التي تمر عبر أوكرانيا الى أوروبا ترسو عند 120 مليار مكعب، سنوياً. في حين سترسو كمية الغاز المنقولة عبر خط أنابيب quot;ساوث ستريمquot; الى أوروبا عند 63 مليار متر مكعب فقط. ما يعني أن أوكرانيا ستبقى أحد الشرايين الرئيسية لتصدير الغاز الروسي الى أوروبا. لكنها لن تكون شريان النقل الوحيد، بعد تشغيل مشروع quot;ساوث ستريمquot;.
في ما يتعلق بامكان اغراق الأسواق، الأوروبية والسويسرية، بالغاز الروسي عقب تشغيل خط الأنابيب هذا، يتوقف الدكتور آيزرمان للاشارة الى أن مخاوف الاغراق هذه غير واردة. اذ ان أكثر من 70 في المئة من الغاز، الذي يتدفق الى أوروبا وسويسرا، غير روسي المصدر. صحيح أن شركة quot;غازبرومquot; الروسية، التي تصدر الغاز الى أوروبا بصورة ثابتة منذ أكثر من 40 عاماً، تستمد أكثر من 70 في المئة من عائداتها من حكومات القارة الأوروبية. بيد أن مشروع quot;ساوث ستريمquot; يعتبره الخبير آيزرمان استثماراً في أمن الطاقة الأوروبية(والسويسرية) وليس وسيلة خبيثة لرفع حصة الغاز الروسي في أسواق الطاقة، الأوروبية والسويسرية، مستقبلاً.
التعليقات