قد تعرّض الاستثمارات الأميركية والأوروبية في تطوير إنتاج الغاز الصخري أسواق الطاقة في الشرق لانخفاض في الطلب.


الدمام: كشف رئيس شركة يورو بتروليوم كونسلتانتس كولن تشابمان عن أن الاستثمارات الأميركية والأوروبية في تطوير إنتاج الغاز الصخري، وهو غاز طبيعي يستخرج من الصخور الزيتية بطرق دقيقة ومعقدة، قد تعرّض أسواق الطاقة في الشرق الأوسط لانخفاض في الطلب.

وأوضح تشابمان أنه على مدى السنوات القليلة الماضية، تم اعتماد تقنيات حديثة ومتطورة جداً لاستخراج الغاز الطبيعي غير التقليدي من طبقات الصخور الزيتية (السجيل الصخري)، مثل تقنيات الحفر الأفقي وتفتيت الصخور بالسوائل، وتمتاز هذه التقنيات بالدقة والكفاءة العالية، ما أدى إلى خفض تكاليف الإنتاج، إلى درجة أن تكاليف هذه الأنواع من مشاريع استخراج الغاز كانت في بعض الأحيان أقل من تكاليف المشاريع التقليدية.

وأشار إلى أنه في أوروبا، تم تحديد مواقع احتياطيات الصخر الزيتي وغيرها من موارد الغاز غير التقليدية في كل من فرنسا وألمانيا والمجر وإيطاليا وهولندا وبولندا ورومانيا وإسبانيا والسويد وسويسرا والمملكة المتحدة. ونتيجة لذلك، بدأت الدول الغنية بالغاز الطبيعي المسال، مثل قطر والإمارات العربية المتحدة، بإعادة تقييم خياراتها بشأن صادراتها من الغاز، وكذلك تفعل بعض البلدان المجاورة التي تمتلك احتياطيات من الغاز الطبيعي فيها.

وأضاف تشابمان أنه إذا نظرنا إلى الواقع الحالي لقطاع الغاز الطبيعي في المنطقة، نجد أننا في خضم كساد اقتصادي عالمي مقرون بازدهار مصادر الغاز غير التقليدية، إضافة إلى انضمام مصادر جديدة لإمدادات الغاز الطبيعي المسال إلى السوق، ما يرجح بالتالي أن نشهد خلال السنة المقبلة انخفاضاً في نشاط قطاع الغاز الطبيعي المسال.

وذكر أن أميركا الشمالية كانت هي الرائدة في مجال تطوير وإنتاج الغاز الصخري، وكان النجاح الاقتصادي الكبير لحقل بارنيت للصخر الزيتي في تكساس قد حفز إلى حد بعيد مساعي البحث عن مصادر أخرى للغاز الصخري في مختلف أنحاء الولايات المتحدة وكندا. أما في منطقة الشرق الأوسط، فتوجد احتياطيات الصخر الزيتي في الأردن وسورية، لكن مدى تأثير هذه الاحتياطيات على موازين سوق الغاز الإجمالي سوف يعتمد بشكل كبير على سرعة تقدم جهود التنقيب.

ونوه تشابمان بأن التقنيات الجديدة في استخراج الغاز الصخري قد غيرت من واقع احتياطيات الغاز الأميركية، وبدلاً من الانخفاض بدأت تتجه نحو الارتفاع، ما غيّر جذرياً من مشهد وآفاق إمدادات الغاز في الولايات المتحدة. ووفقاً للتقارير الأخيرة، فقد ارتفعت تقديرات احتياطيات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي بنسبة 35% عما كانت عليه قبل سنتين فقط.