يصنف الخبراء السويسريين مهنة المضاربين بأنها الأكثر ربحية سويسرياً وربما أوروبياُ. علاوة على ذلك، فانها مريحة للغاية ولا تتطلب أن يبقى الموظف quot;المضاربquot; في مكان ما، ثابت. فالسفر والتنقل باستمرار عاملان رئيسيان في حياة المضاربين عدا عن الخبرة والحصول على المعطيات الحساسة على مدار الساعة.


برن:تشير آخر المعطيات الى أن ثلثي المستثمرين السويسريين، من الطبقات الوسطى والغنية، موجود داخل أسواق المواد الأولية. أما المضاربين، الذين يعملون لجهات مالية معينة، وأولئك الذين قرروا قيادة حياة مهنية مستقلة، فانهم يديرون أموالاً، في كل من سويسرا وامارة ليختنشتاين، تتجاوز 35 بليون فرنك سويسري بسهولة. كما تشمل أنشطتهم بورصات أوروبية أخرى، على رأسها لندن ولوكسمبورغ وفرانكفورت.

في ما يتعلق بالأسبوع المنتهي في العاشر من الشهر الجاري، يفيدنا خبراء بورصة زوريخ، بدورهم، أن تراجع أسعار العديد من المواد الأولية حض المضاربين، هنا، على خوض رهانات مالية ناجحة تخطى مجموعها 6 بليون فرنك سويسري. أما الحقائب الاستثمارية الحديثة، المهندسة لخوض المضاربات في البورصات، فانها تنتظر لغاية نهاية الشهر تدفق أموال اضافية اليها، يقدرها هؤلاء الخبراء بحوالي 2 بليون فرنك سويسري. يذكر أن كل جلسة من جلسات بورصة زوريخ قادرة على ضمان أرباح للمضاربين تصل بسهولة الى 120 في المئة مما يقذفونه داخل محركات توليد المال.

في هذا الصدد، تشير الخبيرة سيسي بيلومو الى أن مؤشر كوميكس للفضة يتعرض لضغوط كثيفة يمارسها عليه المضاربين. وتعزي الخبيرة هذا الاقبال المكثب على المضاربات داخل مؤشر كوميكس الى ابتعاد المستثمرين والمضاربين معاً عن شراء الذهب. وفي الأسبوع الأخير، سحب المستثمرون والمضاربون 10 في المئة من ايداعاتهم داخل أسواق الذهب السويسرية أي ما مجموعه حوالي 2.5 بليون فرنك سويسري وفق تصريح هذه الخبيرة. في المقابل، تم توجيه أكثر من بليون فرنك سويسري نحو أسواق الفضة، المحلية والدولية.

كما تنوه هذه الخبيرة بأن صناديق التحوط السويسرية الأبرز تتفادى، راهناً، الاستثمار في قطاعي الذهب والفضة بانتظار أجواء استثمارية أفضل. على صعيد النفط، الذي تقدر قيمة عقوده بسويسرا حصراً بنحو 6 بليون فرنك سويسري، تشير الخبيرة بيلومو الى أن الأوضاع ما تزال عكرة. ما يقفل الأبواب أمام جميع التكهنات بشأن مسار أسعاره، في الأسابيع القادمة.