فيينا:تعتزم السعودية زيادة إنتاج النفط بنسبة كبيرة الشهر الحالي مهما تكن السياسة التي تتبناها منظمة أوبك اليوم الأربعاء وذلك في محاولة لكبح جماح أسعار النفط المرتفعة.وقال مسؤول خليجي كبير في صناعة النفط على دراية بالسياسة النفطية السعودية لرويترز إن المملكة تعتزم رفع الإنتاج بأكثر من 500 ألف برميل يوميا هذا الشهر ليصل إلى أعلى مستوياته في ثلاث سنوات.ونظرا لقلق السعودية بشأن تأثر النمو الاقتصادي العالمي بارتفاع تكاليف الطاقة فإنها مستعدة لاتخاذ إجراء منفرد للسيطرة على الأسعار التي تحوم حاليا عند 115 دولارا للبرميل من مزيج برنت.ومن المتوقع ان تدعو السعودية اجتماع منظمة أوبك اليوم إلى رفع سقف الإنتاج لكنها لا تحظى حتى الآن إلا بتأييد حليفتيها الخليجيتين الكويت والإمارات العربية المتحدة من بين أعضاء المنظمة الاثنى عشر.


وقال المسؤول الخليجي إن من المرجح أن تنتج السعودية في المتوسط 9.5 إلى 9.7 مليون برميل يوميا في حزيران/يونيو الجاري. وبحسب تقديرات لرويترز بلغ إنتاج السعودية 8.95 مليون برميل يوميا في أيار/مايو.ولم يرتفع الإنتاج السعودي إلى هذه المستويات منذ منتصف 2008 بعدما سجلت أسعار النفط مستوى قياسيا مرتفعا بلغ 147 دولارا للبرميل قبل فترة وجيزة من الركود الذي هوي بالأسعار.
وبحسب محلل من الشرق الأوسط مطلع على العمليات السعودية فإن الإمدادات الإضافية لن تذهب كلها للتصدير بل ستستخدم أيضا لزيادة إنتاج مجمع رابغ الذي يقترب من إنهاء أعمال صيانة ولتلبية الطلب المحلي على الكهرباء في أشهر الصيف.وقد تلقي تطلعات السعودية الإنتاجية بظلالها على اجتماع أوبك الذي يريد المنتجون الخليجيون من خلاله استعادة مصداقية مستويات الإنتاج الرسمية.


وتريد البلدان الخليجية على الأقل أن تسد فجوة قدرها 1.4 مليون برميل يوميا بين مستوى الإنتاج الرسمي المتفق عليه منذ عامين ونصف والذي يبلغ 24.8 مليون برميل يوميا وبين الإنتاج الفعلي الذي بلغ 26.2 مليون برميل يوميا في نيسان/ابريل وفقا لتقديرات أوبك.وقال وزير النفط الكويتي محمد البصيري لرويترز 'هناك حاجة لمزيد من الامدادات في السوق .. أتوقع أن يكون الطلب قويا في الربعين الثالث والرابع وسيأتي بالأساس من آسيا'. وأضاف 'أتوقع أن ترفع أوبك الانتاج خلال هذا الاجتماع لكنني لست متأكدا من حجم الزيادة'.وقال وزير الطاقة الاماراتي محمد الهاملي ان عرض النفط قد لا يكون كافيا لتلبية الطلب على النفط الخام هذه السنة. واضاف 'يجب ان نبحث في ما سيكون عليه الوضع بعد الفصل الثاني من هذه السنة، والسوق ستشهد بعض التوتر'.


وقال الهاملي 'اننا نحترم حصتنا الانتاجية'، قبل ان يضيف انه يتعين على 'الدول الاعضاء في اوبك ان تجتمع' قبل اتخاذ اي قرار. وثمة معارضة شديدة بالفعل لأي زيادة في الإنتاج من إيران وفنزويلا ومن المرجح أن تنقسم آراء باقي الدول المحايدة في المنظمة.وقال العراق وهو أحد تلك الدول إنه راض عن الوضع الراهن في السوق. وقال وزير النفط العراقي عبد الكريم اللعيبي 'في رأيي المستوى الحالي ليس أعلى من اللازم .. مؤشرات سوق النفط في الآونة الأخيرة فيما يخص المخزونات والإمدادات جيدة .. يتوافر معروض جيد'. وفي حين كانت غالبية المحللين لا تزال تتوقع الاسبوع الماضي المحافظة على الوضع القائم بشأن حصص انتاج المنظمة، فان الكثيرين باتوا يتوقعون زيادة تقدر بما بين 500 الف الى مليون برميل في اليوم.


وفي حال اقرار مثل هذه الزيادة في الحصص الانتاجية، فانها ستاتي رضوخا للضغوط التي تمارسها الدول المستهلكة، وبينها وكالة الطاقة الدولية التي تتحدث باسمها. وقد طالبت هذه الوكالة بزيادة عرض النفط الخام لاوبك لتفادي الاساءة التي سببها ارتفاع اسعار النفط الى ما فوق عتبة المئة دولار في الاشهر الاخيرة للنهوض الاقتصادي العالمي. ومع ذلك 'فان تصحيحا بسيطا لن يغير شيئا مهما' ولن يكفي لوحده لطمأنة الاسواق، كما حذر المحللون في باركليز كابيتال. وقال هؤلاء المحللون 'ان زيادة 1.5 مليون برميل في اليوم ستجعل من الحصص متلائمة فقط مع مستوى الانتاج الحالي لاوبك ولن تكون كافية للتعويض عن وقف' الصادرات الليبية من النفط الخام.