لم تنس أزمة الديون السيادية الأوروبية معاقبة اليورو، أي العملة الأوروبية الموحدة لأكثر من 25 دولة تبدو، اليوم، غير مقنعة بما يجري حولها من مضاربات. هكذا، يتكبد اليورو خسائر جديدة أمام الفرنك السويسري بوتيرة شبه شهرية تقريباً، منذ مطلع العام. ولو نظرنا الى المنصة التجارية أون لاين quot;سويس كووتquot; (Swissquote) لوجدنا أن كل يورو يعادل 1.1757 فرنك سويسري وهذا تراجع بنسبة واحد في المئة مقارنة بيوم الجمعة الماضي. ويبدو أن المضاربات الرامية الى توسيع أزمة الديون الأوروبية، كي تطال ايطاليا بدورها، زادت الضغوط على اليورو، وفق رأي الخبراء السويسريين.


برن: في ما يتعلق بالمعادلات القائمة بين الدولار الأميركي واليورو، فانها ما تزال فوق 1.40 دولار لكل يورو. وكذلك الأمر بالنسبة لقيمة الدولار الأميركي أمام الفرنك السويسري التي ما تزال فوق 0.83 فرنك سويسري لكل دولار. ما يعني أن أسواق العملات تحافظ، الى الآن، على هدوئها الاعتيادي. بيد أن ما يقلق المحللين، هنا، يخطف الأنظار نحو ايطاليا التي ستكون الضحية الخامسة، لأزمة الديون السيادية، وفق أغلب الترجيحات، نظراً لوصول ديونها العامة الى مستويات قياسية خرجت عن سيطرة حكومة روما ووزرائها.

في هذا الصدد، يشير الخبير فيليب شيرير الى أن الضغوط عن اليورو قد تهدأ قليلاً في حال وافقت دول اليورو على تقديم حقائب أخرى، مليئة بالأموال، الى حكومة أثينا. والا فان اليورو مؤهل للهبوط، ثانية، الى ما دون 1.35 مقابل الدولار الأميركي في الأسابيع القليلة المقبلة. أما بالنسبة للفرنك السويسري فان احتمال تراجع اليورو الى 1.10 أمامه وارد جداً، على المدى القصير.

علاوة على ذلك، ينوه هذا الخبير بأن الفرنك السويسري وقع ضحية مصائب دول اليورو وعملتها الموحدة، مع أن قيمته تحلق في سماء الأسواق المالية، في الوقت الحاضر. وبرغم تحرك المصارف السويسرية وبعض الصناديق الاستثمارية الى بناء quot;مظلةquot; تحمي التجارة السويسرية من عملتها القوية فان هذه المظلة تفتقر للتوزان. فالمستجدات تتدفق بالعشرات، شهراً تلو الآخر. ما ولد حالة من التعب والقلق في أوساط المحللين، غير القادرين على رسم خرائط موثوق بها على المدى الطويل.