واشنطن: حذر الرئيس الاميركي باراك اوباما الاثنين من ان الاقتصاد العالمي سيظل ضعيفا اذا لم تحل ازمة الديون التي تعصف بمنطقة اليورو، مؤكدا ان بلاده تعمل مع نظيراتها الاوروبية لتحقيق الاستقرار المالي.وقال الرئيس الاميركي في لقاء مع مجموعة من الصحافيين الناطقين بالاسبانية بينهم مراسل وكالة فرانس برس quot;اعتقد اننا سنظل نرى مكامن ضعف في الاقتصاد العالمي ما دامت هذه المسألة لم تحلquot;.واضاف quot;سيكون هذا موضوعا هاما خلال اجتماع مجموعة العشرين الذي سيعقد في تشرين الثاني/نوفمبرquot; في فرنسا.

واكد الرئيس الاميركي ان بلاده quot;ضالعة في العمقquot; في الجهود التي تبذلها الدول الاوروبية لحل ازمة الدين في منطقة اليورو، مشيرا في الوقت نفسه الى ان وضع الاستراتيجية المناسبة لمعالجة هذه الازمة امر يعود الى كبرى دول القارة العجوز.وقال اوباما ان quot;اليونان هي بالطبع المشكلة الاكثر الحاحا، وهم بصدد اتخاذ اجراءات لابطاء الازمة ولكن ليس لوقفهاquot;.واضاف quot;هناك مشكلة اخطر بكثير هي ما سيحدث في اسبانيا وايطاليا اذا ما واصلت الاسواق مهاجمة هذين البلدين الكبيرين جداquot;.

واعلنت وزارة المالية الاميركية الاثنين ان الوزير تيموثي غيتنتر سيشارك الجمعة في اجتماع وزارء المالية الاوروبيين في مدينة روكلاو البولندية، ومنتدى المال، بعد تلقيه دعوة.غير انه يبدو ان الاسواق تشكك في قدرة رجال السياسة على التوافق وبالتالي استعادة زمام المبادرة في وجه الازمة لا سيما بعد اجتماع مجموعة السبع الجمعة والسبت الماضيين والذي لم يتوصل الى اتخاذ quot;اي اجراء ملموسquot; كما قال احد المحللين.واكتفى وزراء مالية وحكام البنوك المركزية في الدول السبع الاكثر ثراء في العالم الجمعة في مرسيليا بالتحدث عن رد quot;قويquot; وquot;منسقquot; على الازمة لكن دون تحديد استراتجيتهم.

واهتز اليورو، الذي بات عملة محاطة بالمخاطر في هذه الاجواء، وانخفض سعر صرفه الاثنين الى ادنى مستوى منذ منتصف شباط/فبراير مقابل الدولار ومنذ عشر سنوات مقابل الين. وفي سوق الديون، انخفضت السندات الالمانية والاوروبية الى ادنى مستوى في تاريخها، وعلى العكس، ارتفعت الفوائد الاثنين لدى اصدار سندات الدين العام في ايطاليا.وتسارعت وتيرة تراجع البورصات العالمية الاثنين تخوفا من خطر افلاس اليونان على الرغم من التصريحات المطمئنة للمسؤولين الاوروبيين.وتلقي فرضية افلاس اليونان وحتى خروجها من منطقة اليورو بمزيد من العبء على الاسواق مع اكتسابها ثقلا متزايدا.

ولم يستبعد وزير الاقتصاد الالماني فيليب روسلر خلال اليومين الماضيين اعلان افلاس اليونان لانقاذ العملة الموحدة قبل ان تذكر وزارته الاثنين بان اثينا لديها مكانتها الكاملة في منطقة اليورو.وسعى رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل الى تهدئة الاجواء من خلال التاكيد في بيان مشترك في ختام لقاء في برلين ان الصندوق الاوروبي للاستقرار المالي سيتم تفعليه بنهاية ايلول/سبتمبر.ويفترض ان يتمكن هذا الصندوق الذي انشىء قبل سنة لمساعدة الدول التي تعاني من صعوبات، من شراء سندات سيادية من السوق.