غزة:أعرب عدد كبير من الخبراء ورجال الاعمال الفلسطينيين وكبار التجار والمستوردين عن استيائهم الشديد جراء القرار الاسرائيلي الأخير بإزالة معبر المنطار quot;كارنيquot; التجاري على حدود قطاع غزة باعتباره المعبر الأكبر لنقل المواد الخام ومواد البناء والمواد الضرورية لقطاع غزة. من جهتهم قال الخبراء الفلسطينيون إن معبر المنطار كان يشكل شريان حياة لقطاع غزة، وإن اغلاقه يدخل ضمن مخطط اسرائيلي لجعل القطاع محاصرا وبمعبر واحد. وقال الخبير الاقتصادي ماهر الطباع ، إن سلطات الاحتلال كانت قد أغلقت قبل نحو عامين معبر ناحل عوز المخصص لدخول الوقود وها هي اليوم تزيل معبر المنطار بشكل كامل، مشيرا إلى أن اغلاق المعبر من شأنه أن يؤثر في المستقبل وفي حال فك الحصار على حركة الصادرات والورادات.
في حين طالبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين quot;اونرواquot; اسرائيل بفتح كافة المعابر التجارية وتسهيل حركة البضائع من وإلى القطاع. وأكد عدنان أبو حسنة المستشار الاعلامي للاونروا في حديث لوكالة الانباء القطرية quot;قناquot; في غزة، ان معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد الذي يعمل حاليا بين غزة وإسرائيل غير كاف لاستيعاب الحاجات المتزايدة لسكان القطاع، مطالبا اسرائيل بفتح كافة معابر قطاع غزة المغلقة لتسهيل عمل المنظمات الأممية والقطاع الخاص نظرا لاحتياجات الفلسطينيين المتزايدة.
وأشار أبو حسنة إلى أن سبعة معابر تجارية كانت تعمل قبل الحصار الاسرائيلي بين قطاع غزة واسرائيل وقد اختصرتها اسرائيل بمعبر كرم ابو سالم ما يزيد الامور تعقيدا، مشددا على ضرورة أن تفتح اسرائيل كافة المعابر وأن تكون هناك معابر مخصصة لمواد البناء لحاجتها الكبرى في قطاع غزة.
وأكد أن إغلاق معبر المنطار سيكون له تأثيرات سلبية على القدرات الإنتاجية والاستيعابية وتشغيل العاملين حيث أن quot;الاونرواquot; استخدمت هذا المعبر لإدخال العديد من المواد التي كانت تحتاجها، كما أن العمل في المنطار كان يشغل عددا كبير من العمال الفلسطينيين، ومن شأن إزالة هذا المعبر بصورة نهائية، الحكم على الكثير من القدرات الإنتاجية والعملية والعمالية أيضا، بالتوقف في هذا المجال.
وأشار إلى أن أهمية معبر المنطار تكمن في أنه من اكبر المعابر التجارية، ومجهز بتجهيزات كاملة، وهو ذو بنية تحتية قوية، وقد كان يستوعب أكثر من تسعمائة شاحنة في اليوم، في الاتجاهين الصادرات والواردات، لافتا إلى أن الاعتماد بات اليوم على معبر كرم ابو سالم التجاري الوحيد، الذي لا يوجد به أي بنية تحتية، كما أنه غير جاهز في حال فك الحصار عن قطاع غزة لتوريد كافة احتياجات غزة من البضائع، وغير جاهز لصادرات قطاع غزة إلى الضفة الغربية وللخارج.
ولفت إلى ان العديد من حوادث السير التي فقد على اثرها فلسطينيون حياتهم حدثت بسبب الضغط الكبير على معبر كرم أبو سالم غير المجهز لاستيعاب العدد الضخم من الناقلات والشاحنات. وقد حمل اغلاق المعبر المستوردين الفلسطينيين أعباء وتكاليف مادية إضافية، بسبب بعد معبر كرم أبو سالم عن مركز غزة التجاري بأكثر من خمسين كيلو مترا فيما يبتعد نفس المعبر عن نقاط التخزين الإسرائيلية بمسافة مماثلة.
المواطنون العاديون ليسوا أفضل حالا من التجار والمستودرين فقد لحق بهم ضررا جراء اغلاق المعابر التجارية والاعتماد على معبر تجاري واحد فقط quot;معبر كرم ابو سالمquot;، فالتكاليف المادية الاضافية التي يدفعها المستورد للجانب الاسرائيلي، يقوم بتحميلها للمستهلك النهائي، الأمر الذي ادى إلى ارتفاع كبير في اسعار السلع والبضائع. ومن المرجح ان تستمر مشكلة غزة الإنسانية دون حل جذري إذا لم تستجب إسرائيل للضغوط الدولية عليها، وتفتح كافة المعابر وتسمح بالاستيراد والتصدير بحرية ودون قيود.
- آخر تحديث :
التعليقات