عواصم: حذّر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من أن منطقة اليورو لا تزال مهددة، وحضّ القادة السياسيين في اليونان على عدم تأجيل اتخاذ قرارات مهمة لتحقيق استقرار بلادهم المثقلة بالديون. وأضاف في اجتماع مع سفراء أجانب: laquo;منطقة اليورو لا تزال في خطر، والسياسيون في اليونان يجب أن يدركوا انهم لا يستطيعون تأجيل اتخاذ القرارات المطلوبة لحل مشكلة البلادraquo;. ويضيق الخناق حول اليونان التي تراهن على بقائها المالي بالعمل على جبهتين في الوقت ذاتها، مع مصارفها لإبرام اتفاق شطب ديونها، ومع دائنين أوروبيين عادوا امس إلى أثينا للبت في تحريك قرض جديد يعتبر حيوياً للبلاد، إذ بدأ ممثلو الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، المؤسستان الدائنتان للبلاد، مفاوضات مع وزير المال اليوناني ايفنغيلوس فينيزيلوس حول تطبيق الخطة الثانية للمساعدة الأوروبية لليونان.

واستقبل فينيزيلوس الموفد من صندوق النقد الدولي بول تومسن، ومن منطقة اليورو ماتياس مورس، للبحث في تقديم البرنامج الأول لإصلاح الاقتصاد اليوناني والإجراءات المقبلة لدفع المساعدة الأوروبية التي تقررت في تشرين الأول (أكتوبر) وتبلغ قيمتها 130 بليون يورو. ويتعلق الأمر بمستقبل اليونان لكنه رهان كبير لمنطقة اليورو، فمن دون اتفاق مع الدائنين في القطاعين العام والخاص، لا يمكن للبلاد تسديد 14.4 بليون يورو من السندات تنتهي مهلتها في 20 آذار (مارس) المقبل.وهذا الأمر سيشكل عجزاً عن تسديد مستحقات، ما يمثل تهديداً لمجمل منطقة اليورو، وحتى خارجها. وفي المقابل، فإن تثبيت الوضع في البلد الذي كان مصدر أزمة الدين يمكن أن يشكل مرحلة حاسمة قد تسمح بتعزيز الهدوء النسبي الذي سجل منذ بداية العام في أسواق المال والسندات التي تقبّلت نسبياً خسارة فرنسا لتصنيفها الممتاز (AAA).

وكانت جولة أولى من المفاوضات مع رئيس الوزراء اليوناني لوكاس باباديموس ووزير المال جرت مساء أول من امس في أثينا بين هذه الأطراف في شأن معدل الفائدة المترتب على اليونان على السندات الجديدة التي ستصدرها.وأفادت صحيفة laquo;كاثيميرينيraquo; بأن ثمة اقتراحاً يتعلق بتحديد معدل فائدة على الأمد المتوسط يبلغ 4.25 في المئة للسندات الجديدة، ما سيجعل خسائر المصارف بنسبة 68 في المئة بدلاً من خمسين في المئة كانت متوقعة من قبل.

وهناك مرحلة مهمة منتظرة في الجانب الإيطالي، حيث تدرس حكومة ماريو مونتي في اجتماع وزاري برنامجاً واسعاً من إجراءات تحرير عدد من القطاعات لتعزيز المنافسة في الاقتصاد الإيطالي. وأعلنت وكالة laquo;إكو إيطالياraquo; المعنية بجمع الضرائب واشتراكات التأمينات في البلاد، عن تعرّض موقعها على شبكة الإنترنت لهجوم من قبل قراصنة المعلومات.

ونقلت وكالة laquo;أكيraquo; عن laquo;إكوraquo; قولها في بيان laquo;قد يتعذّر الوصول إلى الموقع خلال الساعات الـ 24raquo; المقبلة، ووعدت بـ laquo;استعادة كل خدمات الموقع في أقرب وقتraquo; معتذرة laquo;لدافعي الضرائب عن أي إزعاجraquo;. يذكر أن وكالة الضرائب الإيطالية تلقت أخيراً طروداً مفخخة انفجر أحدها بفرع للوكالة بروما، ما أدى إلى جرح المدير، وتأكد الخبراء من أن بعض الطرود كان يحتوي على متفجرات بينما البعض الآخر كان خاوياً. وتتعرض laquo;اكو إيطالياraquo; منذ أيام لنوع جديد من الاحتجاجات حيث ألقى مجهولون أمام العديد من فروعها بمختلف أنحاء البلاد، laquo;دمى مشنوقةraquo;. وكانت جماعة laquo;الاتحاد الفوضوي غير الرسميraquo; أعلنت مسؤوليتها عن إرسال طرود.