من يسدد ديوني؟

يعيش 70 في المائة من البريطانيين تحت وطأة الديون بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة اليومية بشكل متواصل أوصلها الى ما بين 25 و35 في المائة خلال الأشهر الـ12 الماضية. والمقلق الحقيقي، تبعا للخبراء، هو ردة الفعل وسط الناس إزاء هذا الوضع العسير.


لندن: أظهر مسح جديد في بريطانيا أن سبعة من كل عشرة مواطنين مدينون بقرض لجهة ما سواء كانت البنك أو شركات بطاقات الائتمان أو المرابين وهلم جرا. كما أظهرت أن واحدا من كل من هؤلاء لجأ الى القمار أو صرف مبالغ كبيرة على تذاكر اليانصيب بأمل الكسب السريع الذي سيحل مشاكل ديونه ويحيله شخصا ثريا بين عشية وضحاها.

المسح أجراه laquo;كو أوبراتيف بانكraquo; (البنك التعاوني) البريطاني وجاء فيه أن نصف عدد الأسر الإجمالي في البلاد غارق في الديون بقدر ما، وأن معظم الناس شهدوا ارتفاع ديونهم يمتوسط 325 جنيها خلال الشهرين الماضيين وحدهما (بسبب منصرفات أعياد الميلاد بشكل أساسي).

ويقول خبراء البنك أن ثلث الناس غير مدركين لحقيقة أن الديون laquo;مشكلة بخد ذاتهاraquo;. ويضيفون أن laquo;المخيفraquo; هنا هو أن هؤلاء يعبّرون بشكل أو آخر عن أن العتبة التي تستوجب القلق لا تقل عن ديون تبلغ 1250 جنيها في المتوسط. وهذا برغم معرفة معظم هؤلاء أن هذا النوع من الديون الشخصية قد يستلزم شهورا وربما سنينا لتسديده.

ويرجع الخبراء السبب في وقوع 70 في المائة من الناس في مصيدة الديون الى تكاليف المعيشة المرتفعة ابدا في بريطانيا. ويشير هؤلاء الى التقارير المالية القائلة إن سوء الحال المعيشي من هذا النوع لم يُشهد منذ laquo;الكساد الكبيرraquo; في أواخر العشرينات والنصف الأول من الثلاثينات.

وعلى سبيل المثال وليس الحصر فقد ارتفعت فواتير الكهرباء والغاز بنسبة الربع خلال فترة 12 شهرا، كما شهدت زيادة مماثلة أو تزيد قليلا في أسعار وقود السيارات. وفي الفترة نفسها ارتفعت أسعار الخضروات الأساسية بنسبة 20 في المائة والمواد الغذائية عموما - مثل اللحم والجبن وعصير الطماطم - بنحو ما يربو على الثلث.

ونقلت الصحف عن روبن تيلور، مدير قسم التوفير بالبنك التعاوني قوله: laquo;ليس ثمة مفاجأة في أن الناس يشعرون بضيق الحال المعيشي وتدهوره يوما وراء الآخر في ظل ما يشهدونه من ارتفاع في الأسعار يبدو بلا نهاية. لكن المدهش - المقلق هو أن قطاعا كبيرا منهم لا يتنبّه الى حقيقة أن الديون بعبع حقيقي يجب تلافيه بكل الأشكال المممكنة. ولهدا صار مخرجهم الحالي هو إغفالها بالكامل وكأنها غير موجودة أو - في أفضل الأحوال - تأجيل النظر فيها الى موعد غير مسمى وكأن المشكلة ستحل نفسها بنفسهاraquo;.