بروكسل: يسعى القادة الاوروبيون في قمتهم الخميس والجمعة في بروكسل الى تحديد طرق جديدة لتحقيق النمو الاقتصادي في بلدانهم في الوقت الذي توشك دول منطقة اليورو في الدخول في مرحلة من الانكماش.

وبعد عامين عانت خلالهما منطقة اليورو من الديون الحكومية، وشهدت صفقات الانقاذ واجراءات تقشف، فان القمة الاوروبية الجديدة والتي من المقرر ان تبدأ الساعة 17,00 تغ، ستشهد تحول التركيز على خلق الوظائف. وقال رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو ان الوضع بدأ يتغير وان القمة ستتطرق لمسائل اقل خطورة من سابقاتها.

ويتوقع ان يجري التوقيع صباح الجمعة على اتفاق يضمن عدم تكرار مشكلة الديون البالغة التي اثقلت كاهل اليونان وايرلندا والبرتغال، بعد ان تتم اعادة انتخاب هرمان فان رومبوي المحتملة رئيسا للاتحاد الاوروبي.

كما ستتناول القمة مستقبل صربيا في الاتحاد الاوروبي، وكذلك الازمة في سوريا، رغم ان القلق بشان الوضع المالي في اسبانيا والذي جاء اسوأ من المتوقع، يمكن ان يؤدي الى عودة القادة الى المشاكل المالية مرة اخرى.

وفي تصريح قبل دخوله مكان الاجتماع، قال وزير المالية الالماني ولفغانغ شويبل ان دول اليورو على وشك الافراج عن نحو 100 مليار يورو بموجب صفقة لليونان تم الاتفاق عليها الاسبوع الماضي. وقال الوزير الالماني quot;سنناقش تلك المسالة اليوم، واذا وجدنا انه تم الايفاء بالشروط، نستطيع ان نقرر اليوم الموافقة على امور مثل تبادل السندات مع اليونان والدائنين الخاصينquot;.

وكان الاتحاد الاوروبي منح اليونان حتى 29 شباط/فبراير لتنفيذ مجموعة من القرارات حلو الاصلاحات حتى يمكن منحها اموالا بموجب صفقة الانقاذ البالغة قيمتها 237 مليار يورو والتي جرت الموالفقة عليها الشهر الماضي.

والاربعاء، اعرب باروزو ورئيس مجموعة يوروغروب عن ثقتهما في الحصول على صندوق مدعم يمتلك قدرة تغطية حتى 750 مليار يورو من القروض. وستكون ازمة الديون على جدول الاعمال يومي الخميس والجمعة. وستناقش القمة اولى الاصلاحات التي طالبت بها اليونان قبل تقديم اي مساعدة جديدة وعملية شطب الديون.

وقد تشارك اسبانيا ايضا في هذه القمة لمواجهة عجز عام في 2011 اكبر من الهدف الاصلي. وستطلب مدريد من شركائها quot;مرونة اكبرquot; في اهداف خفض العجز وتأمل في quot;العودة بهدف جديد للعجز لعام 2012quot; بحسب مصدر اوروبي.

اضافة الى ذلك سيتخلل القمة الاوروبية الجمعة التوقيع الرسمي لمعاهدة ضبط الموازنة التي ستفرض قواعد صارمة. واعلان الثلاثاء تنظيم استفتاء حول الموضوع في ايرلندا يزيد الشكوك. وكانت ايرلندا رفضت في الماضي مرتين معاهدتين اوروبيتين (نيس في 2001 ولشبونة في 2008).

وقد يبدأ تطبيق معاهدة الموازنة فور مصادقة 12 دولة من الدول ال25 المعنية عليها لكن ذلك سيكون ضروريا لمنح دولة في منطقة اليورو مساعدات. وتنص المعاهدة على عقد قمتين خاصتين بمنطقة اليورو على الاقل سنويا باشراف الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي فان رومبوي.

ومساء الخميس من المرتقب تعيين فان رومبوي مسؤولا عن منطقة اليورو وتجديد ولايته على رأس الاتحاد الاوروبي. وسيبحث القادة الاوروبيون ايضا عن خطط لتحريك النمو لاعطاء للرأي العام صورة اخرى غير صورة التقشف.

الا ان تضاربا في الاراء يلوح بين اولئك الذين يراهنون على ايرادات ليبرالية مثل بريطانيا واولئك الذين يقترحون تسريع التطابق الضريبي مثل فرنسا والمانيا. وعلى الصعيد الدبلوماسي قد تمنح القمة صربيا وضع الدولة المرشحة الانضمام الى الاتحاد الاوروبي. ويبدو ان هذا الاتفاق على الطريق الصحيح لكنه لا يزال يتعثر بسبب عرقلة رومانيا.