المؤتمرات التي تستقطب أصحاب المشاريع المبتدئة ورجال الأعمال الطموحين، تقدم فرصة للمشاركين من أجل بيع أفكارهم للجمهور. وكان مؤتمر quot;عرب نتquot; الذي عقد الشهر الماضي في العاصمة اللبنانية بيروت، مشابهاً لهذا النوع من المؤتمرات، لكن الجديد الذي قدّمه كان في مشاركة النساء من سيدات الأعمال في فعالياته.


إعداد لميس فرحات: الصورة النمطية للمرأة في الشرق الأوسط تظهرها على أنها مقهورة، مظلومة، وبالكاد يُسمح لها بالخروج من منزلها. لكن إذا كان هذا هو الحال، فمن أين أتت نسبة مشاركة النساء التي بلغت 40٪، وهي نسبة أعلى من المعهودة في المؤتمرات المشابهة التي عقدت في أوروبا؟

في هذا السياق، أشارت صحيفة الـ quot;وول ستريت جورنالquot; إلى أن حضور المرأة ومشاركتها في مؤتمر quot;عرب نتquot; كان مرتفعاً، معتبرة أن ذلك يعكس نشاط المرأة العربية وفعاليتها في هذا المجال.

على النقيض من ذلك، أشار تقرير صدر مؤخراً عن مشاركة النساء في هذه المؤتمرات، قارن بين وجود النساء في الشركات المبتدئة في مختلف أنحاء العالم، إلى أنه quot;على الرغم من أن مشاركة النساء في مدينة نيويورك قد تضاعف تقريباً، إلا أنها لا تزال تضم 20٪ فقط من الشركات المبتدئةquot;.

ونقلت الصحيفة عن مي حبيب، مؤسسة شركة خدمات الترجمة في دبي Qordoba.com، والتي تستخدم الكثير من الإناث العاملات لحسابهم الخاص، قولها أن quot;الإنترنت أتاح الكثير من الفرص للمرأة التي بات باستطاعتها العمل لحسابها الخاص وبشكل أكثر مرونة، وذلك لسهولة تنفيذ المهام من منزلها وبمتطلبات منخفضة لرأس المال المنخفضquot;.

وأضافت: quot;لهذا السابب، أصبحت المرأة قادرة على تأسيس شركة على نطاق ضيق، وبشكل أكثر سهولة وفعالية، مقارنة مع الحصول على وظيفة في إحدى الشركات الكبرىquot;.

ونقلت الـ quot;وول ستريت جورنالquot; عن إحدى السيدات التي أسست شرطته المبتدئة الخاصة، قولها إن quot;القدرة على العمل من المنزل أمر مهم جداً، ففي الأردن، على وجه التحديد، السبب الرئيسي الذي يمنع دخول المرأة مجال الأعمال هو عدم وجود نظام نقل سليم. ليس لدينا نظام نقل جيد، ومن الصعب على المرأة أن تستقل وسائل النقل من المناطق النائية إلى المدينةquot;.

ويسمح العمل من المنزل للمرأة، بالجمع بين أدوارها التقليدية كربة ومنزل وأم، وبين دوها في مجال الأعمال. ولهذا السبب قامت نورا سعد بإنشاء شركتها، Tadreesna.com، التي تنص على الاشراف العربي على الإنترنت، في العاصمة الأردنيةquot;.

وتقول نورا: quot;كنت أماً عادية، أحمل الكثير من المسؤوليات، وكنت أكافح يومياً لأكون أما وزوجة ولأهتم بأولادي. لهذا لم أكن أستطيع أن أعمل. لكن القدرة على استخدام الانترنت أعطتني الحرية لأفتح شركة صغيرة خاصة بيquot;.

وقال فاي نيولادومسكي، الرئيس التنفيذي للتدريب في مؤسسة ICTN في لبنان، أنه قبل أن نبدا بالأعمال في الشرق الأوسط، كنا نعتقد أن هناك قيوداً كبيرة على المرأة في مجال العمل.

وقال:quot;لقد كنت هنا منذ عام 1972، ورأيت ثورة هائلة في كيفية تفاعل المرأة في المجتمع، وكيف تتفاعل المرأة في مجال الأعمال التجارية، ما حدث هو أن نظامنا القانوني ونظامنا السياسي لم يتحركquot;.

وأضاف: quot;على الرغم من أن لبنان يدعي الليبرالية، إلا أنه من الناحية التقنية، يستطيع الرجل منع زوجته من السفر، كما أن المرأة لا تستطيع فتح حساب مصرفي إذا كانت متزوجة، بل على زوجها فعل ذلكquot;.

وأشارت الصحيفة إلى أن توجه المرأة نحو بدء أعمال تجارية من منزلها، يعود إلى ثورتها على مظاهر الظلم، ومنعها من شغل الوظائف في سوق العمل.

وعلى الرغم من كل كما سبق، تفتتح دبي يوم الخميس منتدى سيدات الأعمال (مينا) الذي يهدف إلى زيادة مشاركة النساء في سوق العمل. وسيكون من المفارقة إذا تحولت المنطقة التي تواجه انتقادات كثيرة لموقفها تجاه المرأة، لتصبح أكثر ترحيباً لسيدات الأعمال، مقارنة مع تلك المجتمعات التي توجه الانتقادات.