برلين:يلتقي وزير الخزانة الاميركي تيموثي غايتنر الاثنين في المانيا وزير المالية الالماني فولفغانغ شويبله ورئيس البنك المركزي الاوروبي ماريو دراغي، ما ينعش الامال بقرب قيام اوروبا بتحرك حاسم لانقاذ منطقة اليورو التي تعاني من ازمة مالية. ومن المقرر ان يلتقي غايتنر شويبلة لزيادة الضغوط على برلين ولدعم التدخل في الاسواق لخفض معدلات الاقراض المرتفعة للغاية في اسبانيا وايطاليا.

وعقب ذلك سيلتقي غايتنر بدراغي الذي اثار تكهنات باستئناف البنك برنامجه لشراء السندات الحكومية المثير للجدل بعد ان وعد الاسبوع الماضي بان quot;يفعل كل ما بوسعهquot; لانقاذ اليورو. وفتحت الاسواق الاوروبية على ارتفاع الاثنين بعد تحقيق مكاسب في اسيا فيما يامل المتعاملون في تدخل مزودج من البنك المركزي الاوروبي وquot;الصندوق الاوروبي لتسهيلات الاستقرارquot; من اجل مساعدة ايطاليا واسبانيا.

وتعززت تلك الامال من خلال الحملة الاعلامية التي قام بها رئيس مجموعة اليورو جان كلود يونكر الذي صرح لاكبر الصحف في فرنسا والمانيا ان اوروبا تستعد للتحرك من اجل حل الازمة المستمرة منذ اكثر من عامين. وقال لصحيفة لافيغارو quot;لقد وصلنا مرحلة حاسمةquot;.

وتعهد بالعمل مع البنك المركزي الاوروبي، مضيفا انه يجري العمل حاليا على تحديد quot;وتيرة وحجمquot; ذلك التعاون. واضاف quot;لم يعد امامنا الكثير من الوقتquot;، مؤكدا انه سيتم اتخاذ قرار بشان مراجعة الاسواق في الايام المقبلة. وجاءت تصريحات يونكر تتويجا للعديد من التصريحات التي ادلى بها دراغي وعدد من كبار المسؤولين في مسعى لتعزيز الثقة بان اوروبا لن تسمح بانهيار منطقة اليورو.

واعادت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، التي تعد عنصرا رئيسيا في اي حل محتمل للازمة، التاكيد على تصميمها عدم السماح بانهيار مجموعة اليورو وذلك بعد مكالمة هاتفية اجرتها خلال اليومين الماضيين مع رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي. وقال الزعيمان في بيان مشترك انهما اتفقا على ان المانيا وايطاليا quot;ستبذلان كل ما بوسعهما لحماية منطقة اليوروquot;.

وجاء ذلك بعد تصريحات مماثلة ادلت بها ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الجمعة ايدا فيها مشروع اليورو بعد اسبوع زادت فيه الاحتمالات بان تطلب اسبانيا صفقة انقاذ كاملة. ويتوقع ان تستمر مجموعة من النشاطات فيما اعلن مونتي انه سيلتقي نظيره الاسباني ماريانو راخوي في مدريد الخميس. ويبدو ان التصريحات القوية حققت نجاحا حيث نفذت ايطاليا مزادا للسندات لاجل خمس الى عشر سنوات بعائدات منخفضة.

وتوقع هولغر شميدنغ من بنك بيرنبرغ quot;في النهاية فان البنك المركزي الاوروبي سيقوم بواجباته بمنع تزايد حالة الفزع في الاسواق والتي يمكن ان تؤدي الى انهيار منطقة اليورو والبنك المركزي الاوروبي نفسهquot;. واضاف فيما يستعد مجلس محافظي البنك لعقد اجتماعه الشهري في فرانكفورت ان quot;الانظار تتجه حاليا الى اجتماع البنك المركزي الاوروبي الذي سيعقد الخميسquot;.

الا ان المحلل ثو لان نغوين من بنك كوميرزبانك اطلق تحذيرا وقال ان quot;الاسواق يملأها الامل (...) رغم انه من غير الواضح كيف يمكن ان تترجم هذه النوايا الحسنةquot;. وقللت البيانات الواردة من اسبانيا من التفاؤل وذكرت صانعي السياسة بان الازمة تستمر في التاثير بشكل مدمر على الاقتصاد الحقيقي.

وزاد الركود الاسباني في الربع الثاني من العام حيث سجل الاقتصاد انكماشا بنسبة 0,4% مقارنة مع 0,3% في الاشهر الثلاث الاولى من العام 2012، بحسب احصاءات معهد اي ان اي.

وفي اليونان، البلد الاكثر تضررا بالازمة المالية بين دول مجموعة اليورو، تستمر المحادثات السياسية لاتخاذ اجراءات لخفض الانفاق تسمح للبلد بتلقي المساعدة للحفاظ على اقتصادها وتمكينها من البقاء في منطقة اليورو. ومن المقرر ان يعقد الائتلاف اليوناني الحكومي اجتماعا الاثنين للاتفاق على خفض الانفاق بقيمة 11,6 مليار يورو (14,2 مليار دولار).

من جهة اخرى زادت الضغوط على القادة الاوروبييين للتحرك بعدما اطلق توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الاسبق تحذيرا في مقال نشرته صحيفة بيلد الالمانية قال فيه ان quot;التخلي عن اليورو الان سيكون كارثيا من الناحية الاقتصادية وليس فقط من الناحية السياسيةquot;.