أطلقت رومانيا برنامجًا لإعادة تدوير النفايات الالكترونية، ساهم في تجديد الأمل لدى الرجال العاطلين عن الأمل والأطفال الغجر المعدومين.

غالاتس: تقول إليزابيتا لاكاتوس مؤسسة جمعية quot;دينكولو دي تاتشيريquot; (أبعد من الصمت) غير الحكومية، التي تدعم المتوحدين الصغار وأطفال غجر الروما في مدينة غالاتس القريبة من أوكرانيا، إن البرنامج هو quot;سلسلة من الطاقات أتاحت الفرص أمام الجميعquot;.

وجمعية quot;أتيلييري فارا فرونتييريquot; (ورش عمل بلا حدود) في بوخارست هي الحلقة الأولى من هذه السلسلة، وهي تجمع أجهزة كمبيوتر رمتها شركات متعددة الجنسيات متمركزة في رومانيا. وفي ظل انتشار أجهزة الكمبيوتر في العالم، تزداد كمية النفايات الالكترونية بشكل هائل، بحسب منظمة الأمم المتحدة.

هذه النفايات الكهربائية والالكترونية، التي تحتوي على الكلوريد متعدد الفينيل (بي في سي) ومعادن ثقيلة ومواد كيميائية أخرى، قد تلحق الضرر بالبيئة وبالصحة.

وتنتج أوروبا 10 ملايين طن من النفايات الكهربائية والالكترونية سنويًا، بحسب المفوضية الأوروبية، التي تأمل تعزيز الجهود في مجال جمع النفايات وإعادة تدويرها. وتساهم جمعية quot;ورش عمل بلا حدودquot; في هذه الجهود في رومانيا بجمع أكثر من مئة طن من النفايات سنويًا.

ثم يتولى أشخاص مشردون أو عاطلون عن العمل أو معوقون إصلاح أجهزة الكمبيوتر، ويحصلون في المقابل على راتب ومتابعة نفسية ومساعدة لإيجاد مسكن ومتابعة دورة تدريبية. ويباع جزء من مكونات أجهزة الكمبيوتر إلى شركات متخصصة في إعادة التدوير، ما يؤمّن التمويل للبرنامج.

وقد ساهم هذا البرنامج في مساعدة أكثر من 80 شخصًا منذ العام 2009، تمكن نصفهم لاحقًا من إيجاد وظيفة ثابتة في مؤسسات أخرى. وفي رومانيا، التي تعتبر البلد الثاني الأكثر فقرًا في أوروبا، تقدم أجهزة الكمبيوتر بعد إصلاحها إلى مدارس وجمعيات.

بالتالي، يشكل هذا البرنامج، الذي أتاح تقديم 1380 جهاز كمبيوتر سنة 2012، صلة وصل بين عالمين، هما عالم المؤسسات التي تنظر إلى الكمبيوتر على أنه غرض عادي، وعالم التلاميذ في مدرسة quot;15 إيلينا كوزاquot; الواقعة في حي تاريخي في غالاتس.

يقول نيكولا كيوكان، وهو أستاذ في الرياضة يحاول منذ 14 عامًا أن يقدم إلى تلاميذه من غجر الروما فرصًا للنجاح quot;معظم التلاميذ في مدرستنا لا يملكون ألعابًا في المنزل. وبعض العائلات ليس لديها كهرباء ولا ماء، وهي طبعًا لا تملك أجهزة كمبيوترquot;.

يضيف quot;يخطئ كل من يظن أن غجر الروما لا يمكنهم أن يكونوا مثقفين. فكل سنة، لدينا تلاميذ ينجحون، لكنهم يدخلون المدرسة حاملين أعباء أكثر من غيرها، ويحتاجون بالتالي دعمًاquot;. ويذكّر الأستاذ بوضع العائلات الاقتصادي الصعب وبلا مبالاة السلطات.

وأجهزة الكمبيوتر في المدرسة قديمة جدًا، ويتعذر إصلاحها أحيانًا، لأن عمرها عشر سنوات تقريبًا. وتبرز quot;هوة رقميةquot; بين الأطفال المعتادين استخدام الكمبيوتر وأولئك المحرومين منه. لكن عددًا من الأساتذة والمتطوعين واليزابيتا لاكاتوس يريدون تغيير الوضع.

وقد حصلت لاكاتوس من جمعية quot;ورش عمل بلا حدودquot; على أجهزة كمبيوتر عدة من أجل المدرسة وعلى منزل صغير تستقبل فيه الأطفال لتقدم إليهم الدعم المدرسي ودورات تدريبية في المعلوماتية.

ويقول كيوكان إن الأطفال quot;لديهم فضول كبير في ما يتعلق بأجهزة الكمبيوتر التي تشكل أداة للتعلم واللعب في الوقت نفسهquot;. وتريد لاكاتوس، وهي أم لصبي متوحد، الاستفادة من الكمبيوتر لمساعدة الأطفال المصابين بهذا المرض.

وفي بوخارست، يقول تالو كيتوكا (24 عامًا)، الذي خرج من البؤس، بفضل إعادة تدوير أجهزة الكمبيوتر، quot;أشعر اليوم بأنني ذو فائدة، وبأن عملي يعود بالنفع على هؤلاء الأطفالquot;.