لندن: بحث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بغداد اليوم مع وزير الخارجية الروماني تيتوس كورلاتين اليوم الاحد في تطوير علاقات البلدين السياسية والاقتصادية والتعليمية.

ودعا المالكي خلال الاجتماع الى تنمية التعاون بين البلدين على مختلف المستويات مؤكدا استعداد العراق لتطوير علاقاته القديمة والمتعددة مع رومانيا في جميع المجالات خصوصا في مجالات الزراعة والصناعات الزراعية وقضايا البنية التحتية واكد على ضرورة تفعيل اللجنة العليا المشتركة التي تشرف على مجالات التعاون بين البلدين.

من جانبه اكد وزير الخارجية الروماني على رغبة بلاده بتنمية التعاون مع العراق في مختلف المجالات سيما في مجالات النقل والطاقة والزراعة والصناعة والصحة والتعليم والتزامها بتطويرالعلاقات مع العراق في جميع المجالات. وقدم الوزير دعوة رسمية من رئيس الوزراء الروماني الى المالكي لزيارة رومانيا فوعد بتلبيتها بأقرب وقت ممكن.

وسيجتمع الوزير خلال زيارته التي تستغرق يومان مع الرئيس جلال طالباني ومع نظيره العراقي هوشيار زيباري ويعقد معه مؤتمرا صحافيا للحديث عن افاق العلاقات بين بلديهما والخطوات التي تم الاتفاق عليها لتطويرها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية.

وقالت وزارة الخارجية العراقية ان الوزير الروماني وصل إلى بغداد على رأس وفد يضم مسؤولين ورجال أعمال في زيارة رسمية مؤكدة أنها تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين كما سيقوم بزيارة إقليم كردستان ويحضر أيضاً مراسم افتتاح القنصلية الرومانية العامة في اربيل.

ويرتبط العراق ورومانيا بعلاقات قديمة تطورت بعد تخلصها من النظام الشيوعي وسقوط النظم العراقي السابق عام 2003 حيث قام الرئيس الروماني تريان باسيسكي بزيارة الى بغداد عام 2008 أجرى خلالها مباحثات مع الرئيس العراقي جلال طالباني تناولت علاقات البلدين السياسية والاقتصادية والعسكرية حيث كانت رومانيا شاركت بقوات ضمن القوات الدولية التي اسقط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي كانت تربطه علاقات متينة مع دكتاتور رومانيا السابق شاوشيسكو الذي سقط عام 1989.

ومنذ ذلك الوقت اتخذت رومانيا مواقف مغايرة لمواقفها السابقة وأيدت جميع قرارات مجلس الأمن الصادرة بشأن احتلال العراق للكويت ومن ضمنها القرار ( 687 ) لعام 1990 وإلتزمت بالحظر الذي فرض على العراق انسجاماً مع مواقفها الجديدة التي املتها عليها ظروف ما بعد الخروج من العالم الشيوعي واقامة علاقات مع الدول الرأسمالية الاوروبية والولايات المتحدة الاميركية.

وفي عام 2002 أعلنت الحكومة الرومانية تأييدها لموقف واشنطن من العراق حين إذ أشار وزير الدفاع الروماني السابق يون ميرتشا باشكو في ايلول (سبتمبر) عام 2002 إلى أن رومانيا مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية في أية حملة عسكرية ضد العراق وأن رومانيا ستسمح بمرور الطائرات الأميركية في الأجواء الرومانية وإستخدام اراضيها.

وأكد الرئيس الروماني السابق آليسكو في شباط 2003 على مساندة رومانيا للولايات المتحدة الأمريكية ومشاركتها في القوات العسكرية التي ستدخل العراق حتى بدون موافقة الأمم المتحدة. ثم وافق البرلمان الروماني في شباط (فبراير) عام 2003 على مساهمة رومانيا في قوات غير قتالية تقودها الولايات المتحدة على ان تقدم هذه القوات كافة التسهيلات إلى قوات التحالف في حال إندلاع الحرب ضد العراق وأن رومانيا بموجب ذلك قد سمحت بإستخدام مجالها الجوي والقواعد العسكرية الرومانية لتقديم هذه التسهيلات.

وقد توترت العلاقات بين العراق ورومانيا في تلك الفترة وخاصة بعد ان طردت رومانيا في آذار (مارس) عام 2003 خمسة دبلوماسيين عراقيين بسبب quot;تخطيطهم لضرب سفارات اجنبية في بخارستquot; وهذا الإجراء جاء إنسجاماً مع طلب الولايات المتحدة بطرد بعض الأشخاص العراقيين المشكوك فيهم وذلك لإحتمال قيامهم بضرب المصالح الأميركية وتم إغلاق السفارة العراقية في بخارست مطلع اذار عام 2003 وأشار وزير الخارجية السابق ميرتشا جوانا إلى أن هذا الإجراء طبيعي لحماية الشعب الروماني.

وبعد سقوط النظام العراقي رحبت الحكومة الرومانية بتشكيل مجلس الحكم العراقي واصدار قانون ادارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية واعتبرت الحكومة الرومانية تشكيل مجلس الحكم خطوة نحو التقدم في بناء عراق ديمقراطي يجمع كل الاطياف السياسية والقومية والدينية وجددت دعمها للعملية السياسية في العراق، كما رحبت الحكومة الرومانية بعملية نقل السيادة من سلطة الائتلاف المؤقتة الى الحكومة العراقية في 28 حزيران (يوني) عام 2004 بموجب القرار الدولي1546.

وقد شاركت رومانيا بحوالي 860 جندي ضمن قوات التحالف الدولي في العرق يمارسون أعمالاً إنسانية وأمنية غير قتالية ولم تتكبد القوات الرومانية أية خسائر بشرية بسبب إنتشارها في المناطق الجنوبية من العراق.

وفي 24اب (اعسطس) عام 2005 أبرمت رومانيا مع العراق اتفاقية وقعت في عمان شطبت رومانيا بموجبها حوالي(80%) من ديون العراق البالغة حوالي (2.7) مليار دولار وفقاً لمبادئ نادي باريس وتعتبر رومانيا اول دولة من خارج نادي باريس توقع اتفاقية مع العراق لتسوية الديون وتلك البادرة حفزت الدول الاخرى لاطفاء ديونها بنسب مختلفة.

يذكر ان العرق ورومانيا قد اعلنا عن اقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد ثورة 14 تموز (يوليو) عام 1958 في اعقاب سقوط النظام الملكي في العراق واقامة النظام الجمهوري الحالي على انقاضه وذلك في نهاية شهر اب (اغسطس) 1958 على مستوى سفارة.